محمد محمود غدية - طيور بلا أجنحة

تطالعنا كل يوم عوالم مدهشة فى الطبيعة، مثل ذلك الطائر الذى يتنقل بحرية دون خوف بين فكي التمساح، يلتقط فضلات الطعام من بين أسنانه فينظفها، ويأكل الطائر بقايا الطعام فى تلذذ، دون مخافة الإطباق عليه وإلتهامه، كلاهما يقدم خدمة للآخر،
الطائر رزقه بين أسنان التمساح الحادة والمدببة والقاتلة دون هوادة، هناك قوى تمنح الفرح والحزن والحب، جميعها ليست من صنع البشر، كيف أحبت الأميرة ديانا دودى الفايد، وحاربت حبهما كل القوى حتى أقبرتهما فى حادث مروع،
بطل القصة يرسم بالطباشور على الحيطان سماء ومطر، زهر وشجر وعصافير يطير خلفها بينهما وشوشات وألفة، سخية هى الحياة حين منحته عشقا حلوا تمدد فى كل الأشياء من حوله، يوسده قلبه وفكره، لاشئ يساوى هذا الحب الذى تمكن منه ومنحه العيش الهانئ والآمن، حتى كان يوما إستقبل فيه رسالة من حبيبته تخبره بسفرها البعيد أو منفاها الذى قررته فجأة، فهى تحمل جواز سفر وتأشيرة مفتوحة لدول أوربا، وسافرت إلى والدها الذى يعمل سفيرا، وبعد الحاح منه أخبرته بما لم تخبر به أحد، لم ترضى عن سلوك أمها المشين فى غياب الزوج،
بطلنا الذى لم ينعم بالحب، غدرت به الحياة وسرقت منه ثروة العواطف التى إدخرها لمواجهة شتاءات العمر، ويعود يرسم بحارا بلا ماء وشطآن، وطيور بلا أجنحة، وسماء لانجوم فيها ولا قمر ولا مطر، تحوطه غابات دون ثمر، لا شئ فيها سوى الجليد والحجر .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...