محمد محمود غدية - فتاة الباص

جلس جوارها بالباص، لم تكن بالجميلة، فى منتصف العقد الثانى أو اقل أو ازيد بقليل،
الجوب قصير، يبرز جمال ساقيها، كأنهما عوضا عن غياب جمالها،
لا توجد امرأة قبيحة، لكن توجد المرأة الغبية، التى لم تستطع إبراز نواحى الجمال فيها،
تقرأ فى كتاب، إستطاع بعد جهد قراءة عنوانه، اللامنتمى للكاتب الانجليزى كولن ولسن، مد يده وأسدل ستارة الشباك، فحجب عنها لهب الشمس، شكرته وهو مازال يطيل النظر لساقيها، إستشعرت نظراته الجوعى باإبتسامة مشجعة، إعتذر عن إختلاسه النظر لعنوان الكتاب، لم يسمعها وهى تقول : الكتاب فقط !
حدثها عن الكتاب الذى سبق قراءته، وتشعب الحديث كشجر اللبلاب، حديثها مرتب، يكشف عن ثقافة وحكمة،
قالت : إن ملكة جمال الكون قادرة على إدارة رؤس الرجال لدقائق،
لو سمعوها تتكلم لفروا من أمامها !
المرأة الجميلة اليوم، صناعة الصالونات، منفوخات السليكون، مترددات على كبرى بيوت الأزياء،
إنه أمام امرأة جديرة بالإهتمام والحب،
رحلة الساعتين التى قطعها الباص إنتهت، ولم تنتهى قصة الفتاة المثقفة، التى بدلت لديه مقاييس الجمال عند المرأة، التى لم يكن من بينها الثقافة، ودعها مصافحا وهو يضحك، لتسأله عما يضحكه قائلا : أنه تذكر صديقه الذى تزوج من صاحبة العيون الملونة والتى كتب فيها أشعارا، ليكتشف بعد الزواج أنهما عدسات .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...