مصطفى معروفي - خطوة خطوة

خطوة خطوة
أنتقي خمس منعطفاتٍ
وسادسها
منه أفتح نافذة
للرياح التي حين تأتي تقبّل
رأس النخيل وتهدي السلام
إلى شاطئٍ تعتريه النوارس غازلة شمسه
بالمرايا المجيدة
ثم تقول مواقفها وتمد خطاها
إلى عتبات الرحيل
أحايِثُ مجرى الغدير
أشد حيازيمه
ربما في غدٍ ضفتاه تلينان للطير
أو ربما منهما غادر القيظ
نحو رماد السماء الوطيئة
جئت كبيرا على حجر مدمج
في الهشاشة
كنت أريد صباحا فتيا أشق به
دكنة الوقت حين تهيّبني
غير أني من الشوق صرتُ قريبا
فحزت على مقة النخل
أدركت ميقاته وأنا أصطفي
نُسُكي بين برقٍ قصيرِ الخطى راقصِ الومَضات
ورعدٍ يدبُّ حثيثا على غيمة
تتحفز للنوم...
أذكر أن الطريق بدا حافلا بالخطى
حيث أتاحت له هذه أن يغير لهجته
إذ بها طالما قد سقى الغيظ للعابرين
دعوني فإني
أعرت اتجاهي إلى الريح حين
تمادي يرائي الطريق علانيةً
كم تذكّرني بالفراق المحطات
لست أداجي
فهذا الصباح الجميل تحاصره شغفا
قبرات العيون الكحيلة.
ــــــــ
مسك الختام:
أيها الرجل الفارُّ من نفسه
هاك فرحة هذا الفضاء الفسيح
لتطفئ فيها شظاياك
تحت خميل القصيدة.



تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...