يتصدر ساحة متحف الشمع لافتة ضخمة، مكتوب عليها بحروف كبيرة، ولغات مختلفة..
” احذر لمس المعروضات؛ وإلا تصيبك لعنة سنوية، لا نعلم توقيتها.”
ضحك ساخرا بينما يقول:
” ماهذا الهراء؟! بالطبع إنها حيلة سخيفة من قبل إدارة المتحف؛ للحفاظ على المعروضات من عبث الزائرين، يبدو أن صاحب الفكرة متأثر بدرجة مبالغ فيها، بأفلام الإثارة والرعب والتشويق.”
دار بين التماثيل الشمعية في الردهة الداخلية، يتأمل دقة صنعها، لدرجة جعلتها تضاهي الواقع، وكأنها بشر من لحم ودم، ثم قفزت إلى رأسه فكرة، تحمل مزيجا من التحدي والاستكشاف، وما أن نفذها حتى كانت المفاجأة!
الإعلانات
الإبلاغ عن هذا الإعلان
ماهذا؟! ماذا حدث؟! يا إلهي! أشعر وكأن دمائي قد تجمدت في عروقي، الهواء لا يدخل ولا يخرج من صدري كالمعتاد، كأنني على كوكب لا هواء فيه ولا أكسجين، عيناي مفتوحتان لكني لا أرى بهما أي شيء، كأنني قذفت في جب مظلم، لا..بالتأكيد هذه خيالات افتراضية، ولم لا وكل شيء في حياتنا أصبح افتراضيا، تحكمه المادة والتكنولوجيا الحديثة.
يسود صمت نفسه المكلومة برهة من الوقت، يحاول أن يخطو بقدميه إلى الأمام، أو حتى إلى الخلف فلا يستطيع؛ فهما ملتصقتان في الأرض ترفضان الحراك، يحاول الصراخ بأعلى صوته؛ عل أحد يسمعه، فينتشله مماهو فيه، لكن صوته انحبس داخله، فلا يقوى على الخروج من تلك الغرفة المظلمة المغلقة داخله.
تخور قواه؛ فيستسلم لليأس قليلا، يحاول إيجاد تفسيرا لما حدث، يتساءل قائلا:
أهذا عقاب تحدي اللعنة المزعومة؟! عشت عمري كله أسير على الخطى، أستسلم للأقدار، تتقاذفني كيفما تشاء، وعندما فكرت أن أتحدى شيئا، محوت نفسي معه، أم هو عقاب سخطي وتذمري من روتين حياتي، وضغوط العمل، ومسئوليات الأسرة، أو ربما هي الهدنة التي أحتاجها منذ سنوات؛ لأستعيد نشاطي ورغبتي في الحياة، أتوقف عن اللهث وراء عجلة الأحلام.
الإعلانات
الإبلاغ عن هذا الإعلان
مضى اليوم، وقد استعاد هدوء نفسه مؤقتا؛ ينتظر اللحظة التي تنتهي فيها اللعبة أو العقاب، أو حتى الفرصة كما تخيلها، فيعود إلى حياته التي طالما نقم عليها.
طال به المقام، ضاق صدره، عاود صراخه المكتوم قائلا:
” لا.. لا تتركوني هنا وحدي، فأنا لست تمثالا من شمع بل إنسانا من لحم ودم.”
فجأة..هب جالسا، يغسله عرقه، ليجد نفسه في فراشه، وقد أفاق من كابوس مخيييف.
نرمين دميس
sadazakera.wordpress.com
” احذر لمس المعروضات؛ وإلا تصيبك لعنة سنوية، لا نعلم توقيتها.”
ضحك ساخرا بينما يقول:
” ماهذا الهراء؟! بالطبع إنها حيلة سخيفة من قبل إدارة المتحف؛ للحفاظ على المعروضات من عبث الزائرين، يبدو أن صاحب الفكرة متأثر بدرجة مبالغ فيها، بأفلام الإثارة والرعب والتشويق.”
دار بين التماثيل الشمعية في الردهة الداخلية، يتأمل دقة صنعها، لدرجة جعلتها تضاهي الواقع، وكأنها بشر من لحم ودم، ثم قفزت إلى رأسه فكرة، تحمل مزيجا من التحدي والاستكشاف، وما أن نفذها حتى كانت المفاجأة!
الإعلانات
الإبلاغ عن هذا الإعلان
ماهذا؟! ماذا حدث؟! يا إلهي! أشعر وكأن دمائي قد تجمدت في عروقي، الهواء لا يدخل ولا يخرج من صدري كالمعتاد، كأنني على كوكب لا هواء فيه ولا أكسجين، عيناي مفتوحتان لكني لا أرى بهما أي شيء، كأنني قذفت في جب مظلم، لا..بالتأكيد هذه خيالات افتراضية، ولم لا وكل شيء في حياتنا أصبح افتراضيا، تحكمه المادة والتكنولوجيا الحديثة.
يسود صمت نفسه المكلومة برهة من الوقت، يحاول أن يخطو بقدميه إلى الأمام، أو حتى إلى الخلف فلا يستطيع؛ فهما ملتصقتان في الأرض ترفضان الحراك، يحاول الصراخ بأعلى صوته؛ عل أحد يسمعه، فينتشله مماهو فيه، لكن صوته انحبس داخله، فلا يقوى على الخروج من تلك الغرفة المظلمة المغلقة داخله.
تخور قواه؛ فيستسلم لليأس قليلا، يحاول إيجاد تفسيرا لما حدث، يتساءل قائلا:
أهذا عقاب تحدي اللعنة المزعومة؟! عشت عمري كله أسير على الخطى، أستسلم للأقدار، تتقاذفني كيفما تشاء، وعندما فكرت أن أتحدى شيئا، محوت نفسي معه، أم هو عقاب سخطي وتذمري من روتين حياتي، وضغوط العمل، ومسئوليات الأسرة، أو ربما هي الهدنة التي أحتاجها منذ سنوات؛ لأستعيد نشاطي ورغبتي في الحياة، أتوقف عن اللهث وراء عجلة الأحلام.
الإعلانات
الإبلاغ عن هذا الإعلان
مضى اليوم، وقد استعاد هدوء نفسه مؤقتا؛ ينتظر اللحظة التي تنتهي فيها اللعبة أو العقاب، أو حتى الفرصة كما تخيلها، فيعود إلى حياته التي طالما نقم عليها.
طال به المقام، ضاق صدره، عاود صراخه المكتوم قائلا:
” لا.. لا تتركوني هنا وحدي، فأنا لست تمثالا من شمع بل إنسانا من لحم ودم.”
فجأة..هب جالسا، يغسله عرقه، ليجد نفسه في فراشه، وقد أفاق من كابوس مخيييف.
نرمين دميس
السجين. قصة: نرمين دميس
يتصدر ساحة متحف الشمع لافتة ضخمة، مكتوب عليها بحروف كبيرة، ولغات مختلفة.. ” احذر لمس المعروضات؛ وإلا تصيبك لعنة سنوية، لا نعلم توقيتها.” ضحك ساخرا بينما يقول: ” ماهذا الهراء…