قبّلني...
قبلني قبل أن تذبُل الزهرة في حوض الجسد.
قبّلني بشغف ولا تقف هكذا حائراً في صمت يأخذك إلى الجحيم. اشعل دمي ببروق الرغبة. لا تتهالك في أرض الصمت.
قبّلني بأصابعك المعجونة شهوة منذ بدء الخلق، منذ اتقاد الجمرة السرية.
ازرعْ أقماراً في جسدي بأصابعك التي نامت في شعر امرأة أخرى وأخرى، سنوات ولم تحتفظ بأي أثر
قبّلني بعينيك الممتلئتين ضجراً وعشيقات راحلات. دعني أصرخ: قم يا حبّ من موتك. يا فرحاً، اغسل عن بيت الجسد خرائب العشق
قبّلني بشفيتك العاجزتين عن البوح، بعينك التي ستختبر سر البرَد بعد الجمر. وحين تحملني بين ذراعيك، دع أنفاسك تذيب عتمة الشتاءات المتعاقبة على طيني.
سأهطل حناناً عليك لأنك على وشك الوصول إلى قلب الحقل المحمل بثمار حلمت بها عيناك الممتلئتان جوعاً.
...
...
...
وأقبّلكَ حتى يهلّ الفجر من بين مساماتك والعطر من دمي
وإذ يعزف الجسد سمفونية الهيام على ليل الجسد، بالله عليك دع هاتفك الجوال يخرس، لتذهب شبكة الهواتف إلى الجحيم. لا تقل هذا اتصال من زوجتي تشتكي من ابننا المراهق، هذه ابنتي تريد درساً في اللغة. دع إشكالاتك اليومية خارج وقتي، كن معي وانسَ ساعة يدك. تباً. لا تقف مرتبكاً بسكرك والنظر. كنّ لي بكل نكباتك هذه المرة
ثم ارحل إلى آخر العالم وسنلتقي في المدارات التالية،
لأنك ستأتي بخلاصة أشجانكَ، بوحشتك كما لو أنك اليتيم الذي خذله العالم ونفرت من وجهه كل نساء الأرض.
أو دعك هكذا- كما أنت، حيث أنت. ودعني أطير فرحاً حين ألتقيكَ في أي محطة على قارعة العمر. دعني أطير بك غبطةً، لا تقل إنّ العالم لم يعد يتسع. قل لنفسك ولهم هذه حبيبتك الحبيبة
وما خُـيّل لك.
...
...
أحببتك
حتى
الإعياء.
لا لم أحبك.
أكرهك صدقاً، ولن أكف عن عشقي حين أرحل إلى آخر العالم.
يا نشيد الجسد الوحيد، سأُشرع عليك عيون الكلام كي لا تذبل حدائق الكون أسى على عاشقين أضناهما الحب الذي لا يحتمل العيش بلا خبز الجسد وماء الروح.
وقبل أن تقفل الباب الأخير قبّلني ولا تخشَ ما سيبقى من أثر.
قبّلني بعينيك المعبأتين خسائر وقتلى، وتنكّر لأغنياتي التي لن تفتح أمامك أبواب السعادة الأبدية
ولأنك ممتلئ بي لا تعرف كيف تنأى ولن أعرف كيف منك أشفى. وسنبقى أسطورة منكسرة. أنت تكتب في دفترك أوراقاً كئيبة عن نساء خرّبن حياتك. وأنا أكتب عن رجل أحبني ليلة، سبع ليال، سبع سنوات بمخاضها وألف ليلة بكل حذر.
ثم ذهب وهو يقول: لن احتضنك عند الوداع، لا تنظري هكذا في عيني ثانية!
بعيني احتضنتكَ حتى أخذتك الطريق.
...
...
وحيدة أو بصحبة اللأحد، أجوب البلاد خريفاً وشتاء. أسمعك تقول للريح إنّ كلماتي تعشّقت بدمك منذ البَدء، ثم أتاك صوتي حين لم يكن بيننا تفاحة وشجرة نأوي إلى ظلها.
لقد كانت بيننا الكلمات مأدبُة، صارت خريفاً، صارت برقاً شقّ السماء الوحيدة المرفوعة فوقنا.
لم يعد لروحينا مأوى، وليس لجسدينا أرض ملائمة تحتضن الرغبة الراعفة في حوض القصيدة
...
...
بكل مواجد الجسد، حبيبي
اذهبْ إلى غير رجعة
أجملُ العشاق، الذين لا يعودون.
جاكلين سلام
قصائد جسد واحد وألف حافة
من نصوص مجموعة (جسد واحد وألف حافة) صدر عام 2016. وسيطبع من جديد قريبا في كندا، طبعة خاصة.
قبلني قبل أن تذبُل الزهرة في حوض الجسد.
قبّلني بشغف ولا تقف هكذا حائراً في صمت يأخذك إلى الجحيم. اشعل دمي ببروق الرغبة. لا تتهالك في أرض الصمت.
قبّلني بأصابعك المعجونة شهوة منذ بدء الخلق، منذ اتقاد الجمرة السرية.
ازرعْ أقماراً في جسدي بأصابعك التي نامت في شعر امرأة أخرى وأخرى، سنوات ولم تحتفظ بأي أثر
قبّلني بعينيك الممتلئتين ضجراً وعشيقات راحلات. دعني أصرخ: قم يا حبّ من موتك. يا فرحاً، اغسل عن بيت الجسد خرائب العشق
قبّلني بشفيتك العاجزتين عن البوح، بعينك التي ستختبر سر البرَد بعد الجمر. وحين تحملني بين ذراعيك، دع أنفاسك تذيب عتمة الشتاءات المتعاقبة على طيني.
سأهطل حناناً عليك لأنك على وشك الوصول إلى قلب الحقل المحمل بثمار حلمت بها عيناك الممتلئتان جوعاً.
...
...
...
وأقبّلكَ حتى يهلّ الفجر من بين مساماتك والعطر من دمي
وإذ يعزف الجسد سمفونية الهيام على ليل الجسد، بالله عليك دع هاتفك الجوال يخرس، لتذهب شبكة الهواتف إلى الجحيم. لا تقل هذا اتصال من زوجتي تشتكي من ابننا المراهق، هذه ابنتي تريد درساً في اللغة. دع إشكالاتك اليومية خارج وقتي، كن معي وانسَ ساعة يدك. تباً. لا تقف مرتبكاً بسكرك والنظر. كنّ لي بكل نكباتك هذه المرة
ثم ارحل إلى آخر العالم وسنلتقي في المدارات التالية،
لأنك ستأتي بخلاصة أشجانكَ، بوحشتك كما لو أنك اليتيم الذي خذله العالم ونفرت من وجهه كل نساء الأرض.
أو دعك هكذا- كما أنت، حيث أنت. ودعني أطير فرحاً حين ألتقيكَ في أي محطة على قارعة العمر. دعني أطير بك غبطةً، لا تقل إنّ العالم لم يعد يتسع. قل لنفسك ولهم هذه حبيبتك الحبيبة
وما خُـيّل لك.
...
...
أحببتك
حتى
الإعياء.
لا لم أحبك.
أكرهك صدقاً، ولن أكف عن عشقي حين أرحل إلى آخر العالم.
يا نشيد الجسد الوحيد، سأُشرع عليك عيون الكلام كي لا تذبل حدائق الكون أسى على عاشقين أضناهما الحب الذي لا يحتمل العيش بلا خبز الجسد وماء الروح.
وقبل أن تقفل الباب الأخير قبّلني ولا تخشَ ما سيبقى من أثر.
قبّلني بعينيك المعبأتين خسائر وقتلى، وتنكّر لأغنياتي التي لن تفتح أمامك أبواب السعادة الأبدية
ولأنك ممتلئ بي لا تعرف كيف تنأى ولن أعرف كيف منك أشفى. وسنبقى أسطورة منكسرة. أنت تكتب في دفترك أوراقاً كئيبة عن نساء خرّبن حياتك. وأنا أكتب عن رجل أحبني ليلة، سبع ليال، سبع سنوات بمخاضها وألف ليلة بكل حذر.
ثم ذهب وهو يقول: لن احتضنك عند الوداع، لا تنظري هكذا في عيني ثانية!
بعيني احتضنتكَ حتى أخذتك الطريق.
...
...
وحيدة أو بصحبة اللأحد، أجوب البلاد خريفاً وشتاء. أسمعك تقول للريح إنّ كلماتي تعشّقت بدمك منذ البَدء، ثم أتاك صوتي حين لم يكن بيننا تفاحة وشجرة نأوي إلى ظلها.
لقد كانت بيننا الكلمات مأدبُة، صارت خريفاً، صارت برقاً شقّ السماء الوحيدة المرفوعة فوقنا.
لم يعد لروحينا مأوى، وليس لجسدينا أرض ملائمة تحتضن الرغبة الراعفة في حوض القصيدة
...
...
بكل مواجد الجسد، حبيبي
اذهبْ إلى غير رجعة
أجملُ العشاق، الذين لا يعودون.
جاكلين سلام
قصائد جسد واحد وألف حافة
من نصوص مجموعة (جسد واحد وألف حافة) صدر عام 2016. وسيطبع من جديد قريبا في كندا، طبعة خاصة.