المهدي الحمروني - قفرٌ يُراودُ وِجهةً عجفى

إطلالة العام السابع والخمسين

■□
عُمرٌ يُعبِّد دربه حتفا
سَفَرٌ يقود خطاه للمنفى
خمسون لم تبلغ بسابعها
إلا لتضرب كَفَّها كفَّا
ومضت -بباصرةٍ كما بُعِثت-
حُلمًا هوى لم يُدرك النصفا
آبٌ على أُسُدٍ منجّمةٍ
كذبت وما فزعت لمن وجَفا
وأنا الغريب الروح خانته
رؤياه في وطنٍ بلا مشفى
ما بالها الأيام تشغفُ بي
في قطع ما أتممته شغفا
في كل ما قاربته وصلًا
إلا لتصرمه بلا رأفا
فكأنني في البئر مُمتَحنٌ
وكأنها خذلان من أخفى
توفي لكل جهالةٍ شأوًا
وتصدُّ حكمة من لها أوفى
وكأنني نذرٌ يحاوله
قربان من يتزلَّف الوقفا
مالي وما لطرادها حتى
لم يثنها ما نالني عصفا
لا تكتفي منّي بمن سلبت
فقدًا ولا تشتيتها استكفى
والآن تنخر في مخيِّلتي
قفرًا يُراود وِجهةً عجفى
ولقد لقيت بكل منعرجٍ
دوني لها بعداوتي حِلفا

________________
زليتن. 15 آب 2022 م

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...