د. أحمد جمعه - أنتم لا تعرفون الأمهات في القرى:

أنتم لا تعرفون الأمهات في القرى:
غير أنهن فلاحات حاذقات؛
يعزقن، يحصدن، يعلفن، يحلبن،
فإنهن أيضا خياطات ماهرات؛
يحكن من صبرهن قمصانًا
تقيهن برد الضجر،
يحكن من القليل مفارش كثيرة،
يجلس عليها الفرح.
إنهن تاجرات أيضا؛
تجلس الأم منهن في "كشك البقالة"،
تبيع الصباحات الندية
في علب الحلوى،
تقول لها: كيلو سكر،
فتبيعك "كيلو سكر" وتزيده
ب "كيلو دعوات طيبة".
إنهن يعرفن الحب ..
ذلك الذي لا يعرف الكلمات،
الحب الذي تراه في صبرها،
في بهجتها،
في سهرها،
في دموعها المباركة،
الحب الذي لا ينطق ب: أحبك،
لكنه يدوم بعد موت الحبيب
لأربعين سنة.
أنهن فلاحات حاذقات؛
يعزقن أرض الله بالدعوات،
يبذرن الأمل،
يحصدن نجاحات أبنائهن
بالشكر والصلوات.
يحلبن السعادة من عيون الناس
بالحكمة.
الأمهات في القرى:
قناديل يضيء بها الله ليل الحقول،
تتعكز على أياديهن
المناجل والفؤوس.
تضع الأم منهن يدها تحت
ضرع البقرة،
فتخرج بيضاء من غير سوء،
لبنا مصفى،
وهذي من معجزات الأمهات
في القرى.
إنهن بركات البيوت!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...