د. أحمد جمعه

سرعان ما يألف القلب الطعنة ويقع في غرام الخنجر! • أريد قلبا واحدًا لم يّغرس فيه أحدٌ خنجره؛ لأكون غمده! • أنا بذرة الألم، التي سقطت منكِ تحت صنبور غيابكِ! • لم يقصد الفأس أن يحطب الشجرة؛ كان يخبط رأسه بجذعها ندما، ومن حزنها مالت تحضنه، فانكسرت! • أنا فلّاح، وأنتِ لا تحبّين الفلّاحين،...
أنا أحمد؛ أبلغ ما يقارب الثلاثين حجرا، ولا أمل بأن يفصح حجر منها عن نهر، أو يتشقق عن شربة ماء. أحمد، من شمال الحزن، سافرت من وجعي إلى وجعي. لي بلاد.. لا أملك منها موضع إبهام؛ لا لأسكنه، وإنما لأبصم فيه بأن الأوطان ليست ما نسكنها، لكنها تلك التي تسكننا، تلك التي وإن صعدنا السماء لن يُدفئنا سوى...
أنتم لا تعرفون الأمهات في القرى: غير أنهن فلاحات حاذقات؛ يعزقن، يحصدن، يعلفن، يحلبن، فإنهن أيضا خياطات ماهرات؛ يحكن من صبرهن قمصانًا تقيهن برد الضجر، يحكن من القليل مفارش كثيرة، يجلس عليها الفرح. إنهن تاجرات أيضا؛ تجلس الأم منهن في "كشك البقالة"، تبيع الصباحات الندية في علب الحلوى، تقول لها...
اهربي من نفسكِ ودعينا ولو لمرة أخيرة نلتقي داخل رقصة ونشعل حولنا الأغاني كي لا يقترب من خلوتنا الوحوش التي تطل من نوافذ العمر.. سأحكي لكِ عن القمر العجوز بينما يجلس ساندا ضوءه على جذع الخيال وحوله صغار النجوم يعلّمهم الأغاني التي غناها الرعاة للصحراء وما لحّنه السهم على وتر القوس للضحية... سأحكي...
أحسد أولئك الرجال الذين يضغطون بلا مبالاة على زر حذف الصداقة للجميلات، كيف لا تنخلع قلوبهم وهم يدهسون هذه الفتن الحيّة بمجنزرات الحذف، كيف يهون عليهم بكل هذه السهولة إطلاق وابل من الإلغاء إلى صدر هذا الجمال؟! لطالما حسدتهم وأحسدهم، أنا الذي يندفع قلبي إلى صداقات الجميلات على أطراف دقاته خشية أن...
المرأة التي تحبّك، أصاب الغضروف أصابعها لكثرة ما وقفت أناملها على الحروف وهي تفكر في كلام كثير كلام عميق كلام يشدك من شعر غرورك المقيت ويجتذبك إليها فقط من كل هؤلاء النسوة المتحلقات حولك واللاتي تكيل لهن غزلك البارد. المرأة التي تحبك، تحفظ كل قصائدك البائسة قصائدك التي تحدثت فيها عن امرأة تراقبك...
مساء الخير يا رياض الصالح الحسين: الوعل الذي تركته في الغابة أربيه لك في صدري، أطعمه حشيش قصائدك لئلا يفيق فيُعمل فُراقك في رقبته سكينه. مساء الخير يا رياض: أنا طفل قصائدك غير الشرعي المنسوب إليك، أحمل ملامح حزنك ومثلك تماما: سفكت البلاد دم حبي على صخرة الاغتراب وأعاني من خراب حاد في دورة...
لِمَ لَمْ يخلقني الله وردة، يرفرف عبيرها ك حمام ينقل "أحبك" بين قلبين مكبلين بالعشق، وردة تذبل ببطء فوق قبور الأمهات؟! لمَ لمْ يخلقني الله بسمة، تولد ك لؤلؤة من شفتيكِ تقشر صدأ الحزن بلمعانها عن وجه البلاد؟ لِمَ لَمْ يخلقني الله ضحكة، تنبعث من قلبكِ فتفت الرعب في عضد الحرب وتتبول من الخوف...
لست وسيما لدرجة أن يرغبنني الجميلات من أول وهلة، لكنني أسمر وأملك (عضوًا كبيرًا) عضوًا يملأ فجوة الحب التي خلّفها أي رجل قبلي ويروي ما جف في الجسد والروح ويعيد تشكيل روح أي امرأة حالمة بالحياة والتمني ويشعل النجم الذي أطفأته عتمة السنوات في عيونهن بشموع الرغبة. عضوًا ناصعًا ترغبه النساء ويقشر...
كل "أحبك" كانت تعني أريد الموت معكِ غرقا في ابتسامتك، وأن قلبي المسجون في العالم حريته العيش أبدا في قفص صدرك. كانت تعني أن عقلي الذي عاش ما مضى ناقصا لم ير اكتماله إلا بعقلك، وأن روحي الحالمة كل أحلامها ضحكتك التي تعيدني طفلا تسحبينه من يده لصدركِ بينما تطعمينه حلوى روحكِ. كانت تعني أني مقطوع...
ستدركين في النهاية.. أن حزنك كان على رجل وابتسامتك كذلك، كانت لرجل لكنك وكما كل النساء، ستنكرين ستشعلين هاتفك على أغنية ماجنة وتنهكين خصرك المنحوت، ثم كما كل مرة ستغرقين مع عنادك الذي واريته بالكحل في دموعك القاسية، ستختبئين وراء رواية أو قصيدة من نحيبك من نظرات ظلكِ المشفق عليك، ستبلين ريق وقتك...
ولدت بأسرة فقيرة كنا ننام تسعتُنا بغرفة واحدة، غرفة تتسع للجلوس للطعام والنوم، نستقبل فيها ضيوفنا وفيها أيضًا كنا نستحم من نظرات العالم المثالي ونغسل ثيابنا مما علق بها من بقع الطبقيين والمتنمرين، وفيها كان أبي وأمي يتحينان نومنا ليخطفا جماعًا سريعًا، كان الصبر شِرعة ومنهاجًا وكانت اللقمة...
أنتِ هناكَ ترافقينَ الغيابَ وأنا هنا وحيدًا منكِ يدخّنني التعب، هنا حيث شتاء عارٍ من الأنفاس، ونملةٌ عاشقةٌ على ورقةٍ محنيّةٍ _كقلبي العجوز_ في غصنٍ يتفرعُ من غصنٍ لشجرةِ ليمون تُبحرُ في قطرةِ ندى حزينةً تبحِر نحو سكّر لسرابِ الحبيب. لا تتركيني هنا وحيدًا أُكابدُ الأمطار وحيدًا أعاني الأحلام...
أعرف امرأة، تربّي في ملامحها البسمات، جمالها كافٍ ليوقف الحروب، وتقضي قبائل مديدة من الشعراء حياتها في الكتابة عنه. امرأة جميلة بما يكفي لأن تجذب شاعرا بائسا كئيبا مثلي، ولا يفوت يوما بلا رؤية شمس روحه تشرق من عينيها، ولا يملك من أمره إلا أن يضغط بكل ألم قلبا على صورها. امرأة جميلة...
في السودان.. ذاكراة الماء تداعت في رأس الصحراء بينما يقف العالم على أطراف رداءته يراقب الخراب، للصخرة في فم الطفل شروق حين تنطفئ الشمس في كبد العطش وللطين لغة السراب. في السودان.. تختبئ البيوت تحت السيول بينما تلوح للقشة التي في آخر الغابة القوارب الشاردة، والصيادون لم يعد يحتاجون شيئا لأن...

هذا الملف

نصوص
87
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى