د. أحمد جمعه - اهربي من نفسكِ ودعينا ولو لمرة أخيرة نلتقي

اهربي من نفسكِ
ودعينا ولو لمرة أخيرة
نلتقي
داخل رقصة
ونشعل حولنا الأغاني
كي لا يقترب من خلوتنا
الوحوش
التي تطل من نوافذ
العمر..
سأحكي لكِ
عن القمر العجوز
بينما يجلس ساندا ضوءه على جذع الخيال
وحوله صغار النجوم
يعلّمهم
الأغاني التي غناها الرعاة للصحراء
وما لحّنه السهم
على وتر القوس
للضحية...
سأحكي لكِ..
عن النيران التي تزهر في الثلوج
وتحتمي بها الأشجار
الشريدة،
عن جسدي الذي كزهرة برية
تتفتح
بين كفيكِ
حين تدلقين عليه
قبلاتكِ..
سأحكي لك..
عن الكلاب التي تنبح قرب نافذتي
فألتحف ابتسامتكِ
وأنكمش محتميا بعينيكِ الحانيتين
اللتين تحملان بنادق رموشهما
في وجه كل ما
يخيفني،
عن الحزن الذي مات في قلبي
مرتجفا
تحت وابل
ضحكاتك..
سأحكي لك..
عن الأحلام التي حلمتها:
إن أزرع شمسا فوق كل شفاه حزينة،
أن أبني قمرا في صدر كل امرأة وحيدة
تحجّه حين اكتماله الذئاب
التي تختبئ في دماء الرجال النبلاء،
أن أعطي كلّ طفلٍ قُبلة
وأهمس في أذنيه: اجعل قلبك قِبلة
لكل فتاة
ضلّت نهار الحب،
وأن أزيّن شعر كل فتاة يتيمة بأغنية،
أن أكسر صنم الخوف
بيد الضعفاء
وأمنح كل يدٍ ضعيفة فأسًا
من الحب.
اهربي من نفسك،
وتعالي نلتقي
داخل رقصة
ونشعل حولنا الأغاني
تاركين للناس حرية نقل حبّنا المباشر
للعالم!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى