د. أحمد جمعه

لي أسرة: باب قديم تئن مفاصله ولا مقبض له يتحرك طوال الوقت في نصف دائرة يراقب الشارع والبيت، شباكٌ يطل منه الله علينا ويمسح على رؤوسنا بيديه، عكّاز أهش به على حزني ويتعكّز عليه قلبي ولي فيه مآرب أخرى حين الألم، الباب أبي الشباك أمي العكّاز أخي وأنا العاق الذي لم يقبّل مقبض الباب قبلا، ولم يلق...
ولدت بأسرة فقيرة كنا ننام تسعتُنا بغرفة واحدة، غرفة تتسع للجلوس للطعام والنوم، نستقبل فيها ضيوفنا وفيها أيضًا كنا نستحم من نظرات العالم المثالي ونغسل ثيابنا مما علق بها من بقع الطبقيين والمتنمرين، وفيها كان أبي وأمي يتحينان نومنا ليخطفا جماعًا سريعًا، كان الصبر شِرعة ومنهاجًا وكانت اللقمة...
ﻣﺮﺗﺪﻳﺔً ﺍﻷﺻﻴﻞَ، ﻭﻗﻠﺒﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﺬﺭﻑُ ﺍﻟﺸﻔﻖ ﺛﻢ ﺳﻜﻦ ﻛﻤُﺤﺎﻕٍ ﻟﺠﺬﻉِ ﻟﻴﻞٍ ﻋﺘﻴﻖ ﻳﺴﺘﺤﻠﺐِ ﺿﻮﺀ ﺍﺳﻤﻚِ، ﺧﺮﻭﺟﻚِ ﻛﺎﻥ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﻔﻼﺡٍ ﺗﻨﻜّﺮ ﻟﻠﻔﺄﺱ ﺛﻢ ﺣﻤﻞ ﺍﻟﺒﻨﺪﻗﻴﺔَ ﺫﺍﻫﺒًﺎ ﻟﻠﺤﺮﺏ ﻫﺎ ﻫﻲ ﺣﻘﻮﻝ ﺭﻭﺣﻲ ﺗﺼﺤّﺮﺕْ ﻭﺻﺎﺭ ﻗﺼﺐُ ﺟﺴﺪﻱ ﻣﺜﻘّﺒًﺎ ﻣﻦ ﺭﺻﺎﺹِ ﻏﻴﺎﺑﻚِ ﺍﻟﻤﻘﻴﺖ ﻋﻮﺩًﺍ ﺑﻌﺪَ ﻋﻮﺩٍ ﺗﻤﺪ ﻳﺪﻫﺎ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓُ ﺍﻟﻴﺘﻴﻤﺔُ ﻓﻲ ﺳﺮﻳﺮﻱ ﺗﻠﺘّﻘﻂ ﻟﺘﻤﺺَ ﻣﺎ ﻳﻤﺴﺢُ...
ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺑﺄنّني ﻻ ﺃﺣﺒّﻚِ .. ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﺗﺴّﺎﻗﻂ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻲ ﺍﻵﻫﺎﺕ ﻛﻠّﻤﺎ ﻫﺰّﺕ ﻳﺪُ ﺍﻟﺸﻮﻕِ ﺟذﻋﻪ؟! ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﻮﺭِﻕ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻲّ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻛﻠّﻤﺎ ﺭﻭﺕ ﺫﺍﻛﺮﺗﻲ ﺻﻮﺭﺗُﻚِ؟! ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﺆﻟﻤﻨﻲ ﻋﻈﺎﻣﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﺷﻌﺮ ﺑﺨﻄﻮﺍﺗﻚِ ﻓﻲ ﺩﻣﻲ؟! ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﺘﻄﺎﻳﺮ ﻣﻦ ﻓﻤﻲ ﺍﻟﻘﺼﺎﺋﺪ ﻛﻠّﻤﺎ ﻧﻄﻘﺖُ ﺍﺳﻤﻚِ؟! ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻛﻠّﻤﺎ ﻣﺮّ ﺑﺨﺎﻃﺮﻱ ﺻﻮﺗُﻚِ ﻳﺘﺠﻌّﺪُ ﺻﻮﺗﻲ ﮐﻌﺶ ﻳﻤﺎﻡ؟! ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ...
الشخص الذي سرق كتاباتك، هو أكثر من أحبها، هو تمنى عاجزًا لو أنه كتبها، لو أن لديه إمكانية امتلاك رأسك ليعبر عن هذا التي تستطيع ولا يقدر، فلا تقطع يديه يا أخي إن سرقها، بكل محبة طبطب عليه دون شفقة، وكن ممتنا لأنه عاجزًا تمنى لو استطاع ولو لمرة أن يكون أنت!
أحب هؤلاء النسوة اللاتي لا يكتبن الشعر، لكنهن متذوقات بارعات للجمال ويعرفن الفن ذلك الذي لا يجهد أنوثتهن لكنه يجعل منهن دريات، أحبهن بذكائهن الصادق والذي لم يستنفد في كتابات مستهلكة أفكارها لكنهن يعرفن الشعر من آخر سطر، يعرفنه كما يعرفن الأسماك التي تسبح في دموع الفرح حاملة ألوان الأحبة، أحبهن...
آسف يا عزيزتي؛ أحب واحدة أخرى أكثر مما أحبّكِ، تتحمل رائحة فمي الموبوء بالقبلات ولا يزعجها جيبي الهزيل، لا تصرخ فيَّ حين أبللها بعرق يدي وتذهب ملاصقة لي لأي مكان أريد، لا يكبر سنّها لا تقطّب جبينها لا تتغير ملامح وجهها المفعم بالحب ولا تفارق شفتيها ابتسامتها، تنظر لي بنفس النظرة الرقيقة الباسمة...
عرفتُ نساءً بعمر التفاح وطزاجة الإثم وأكثر جاذبية من الرمان حين يتكعب على صدر الشجر، صار قلبي حائرًا كامرأة تحب. وقعت في الحب واغتسلت من وحل وحدتي لما كان صوتي عش حمام وروحي حديقة خلفية للفتيات اللاتي يحلمن بفارس. رميت في العالم قصيدتي التي لا غيرها لي وانتظرت في جُبّي أغاني الحالمات من أعالي...
أحمد جمعه 30 août · صباح الخير لوجهكِ القمحي الذي تطعمينه للشمس خبزا، لعينيكِ العسليتين اللتين هما شفاء للناس من كل حزن، لقلبك الوردي الذي يأوي إليه الطيبون على شكل فراشات، لراحتّي يدكِ اللتين هما ملجأ لكل رأس أنهكه السعي في صحاري اليُتم، صباح الخير لابتسامتكِ التي يقف الحزن أمامها مرتجفا،...
في الحرب.. كان الجميلات يقصصن شعورهن يخطن بها جروح الجنود ويطبعن قبلةً بلون المطهر لئلا يتألموا ولينمو فوقها الورود في الحرب.. رأيتُ جنديا يضاجع بندقيته في الظلام وحين الصبح خانته أمام ناظريه وأطلقت صوب قلبه رصاصة في الحرب.. تعلمت أن السلامَ حبةُ قمح وأن الجميعَ جياع والحرب سوسةٌ في الحرب.. رأيت...
اسمي أحمد، وليس لي من اسمي نصيب؛ فلا أحمد كوني من هذه البلاد التي لا أملك فيها قبرًا ولست سوى رقم في سجل كبير من سجلاتها المحترقة. لوني قمحاوي وهذه ميزة استغلتها البلاد بأن خمّرتني في قصعة الكراهية ثم حمّصتني رغيفًا طازجًا للحرب مغمّسًا بالرصاص. روحي يتزاحم فيها النعام المفاخر بتاريخ عريق من دفن...
في بلادنا يخزّن الأطفال الحزنَ في علبِ الحلوى، يمكنك بسهولةٍ أن تملأ سبع قاراتِ عن آخرها بالحزن من عيني طفلةٍ تمر أمامَ محلٍ للعرائس وأيضًا يمكنك أن تُرقّعَ الأوزون الحزينَ بقميص طفلٍ مبقّعٍ بالسؤالِ والأحلام الناشفة . في بلادنا القنبلةُ تذكرة للجنّة القُبلةُ تذكرة للجحيم الشحاذة وظيفة رسمية...

هذا الملف

نصوص
87
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى