د. أحمد جمعه - أنتِ هناكَ ترافقينَ الغيابَ

أنتِ هناكَ ترافقينَ الغيابَ
وأنا هنا وحيدًا منكِ
يدخّنني التعب،
هنا حيث شتاء عارٍ
من الأنفاس،
ونملةٌ عاشقةٌ
على ورقةٍ محنيّةٍ
_كقلبي العجوز_
في غصنٍ يتفرعُ من غصنٍ
لشجرةِ ليمون
تُبحرُ في قطرةِ ندى
حزينةً
تبحِر نحو سكّر
لسرابِ الحبيب.
لا تتركيني هنا وحيدًا
أُكابدُ الأمطار وحيدًا
أعاني الأحلام وحيدًا
لا تتركيني هنا
يطالعُ السقفُ عينيَّ
وتُبحلق في وجهي الجدران.
أنتِ هناكَ
تشبّكين أصابع يدكِ
بأصابعِ يد النسيان
وأنا هنا
يعض قلبي أصابعَ الآهات،
الوقت هنا
يمضي نحيلًا بلا أقدام
زاحفًا على طريقٍ من الصبّار
فلماذا أنتِ هناك؟!
بينما هنا صوتكِ
يجلس قبالتي على الأريكة
يسعلُ الأغاني الحالمة،
قلبي يضربُ بالفأس صدري
يحفرُ جسدي إليكِ.
كان عليكِ أن تبقي هنا
حيث النجوم
أوشامٌ على خاصرة المساء
والقمرُ اسطوانةُ موسيقى
صاخبة الحنين
والليلُ أنا
شاعرٌ ثقّبَهُ اشتياقه
فبات شِعرُه نايات
والقلبُ ينبضُ أنين.
كان عليكِ أن تبقي هنا
حيث أنا
صليبُكِ الأبدي
وأنتِ مسيحٌ عاشقٌ
يرتدي ريشَ يمامةٍ مهاجرة
يمسحُ فوق حناجر العشّاق
باسمِ الحب
فترفرف الأغاني فراشاتٍ
فوق وردتين
تبرعمتا من شفتي فتاةٍ
عاشقةٍ
يفوحُ منهما
عطرٌ أحمرٌ للحب.
عودي هنا يا حبّي الأبدي
حيثُ عصفور واقف
على عشبٍ من التغريدِ
بلّلهُ الحنين
يرى أغصانَ شجرةِ الليمونِ
عناقاتٍ تثمر قُبَل!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى