محمد محمود غدية - مفتاح 🔑 الحياة

إستدعى جيش إشتياقه، أمام رقة ملامحها، وهى الجميلة ذات البهاء والصفاء، فواحة الحضور،
المدينة تستسلم للنعاس، الباعة الجائلين تتثائب أفواههم، بعد أن سحبت الشمس أشعتها الأخيرة، نسيم هادىء رائق يتسلل إلى رئتيه، وسط أجواء فردوسية، أقيمت الزينات والإحتفالات فى عرس كأنه ليلة من ألف ليلة، رزقهما الله بالبنين والبنات، وإتسعت تجارته، وتعددت سفرياته إلى دول آسيا، إستطاعت الزوجة القيام بأدوار متعددة فى حياة الزوج، مديرة مكتبه فى غيابه، والأم التى ترعى طفولته الكامنة، والصديقة التى تشاركه همومه وأفكاره وطموحاته، والإبنة التى تثير فيه مشاعر الأبوة، والزوجة التى يرى فيها كل نساء الدنيا، أحبها وأحبته ونجحت فى الإطباق عليه، ولأن الحياة ليست سخية فى عطاءها، فقد تعرضت الزوجة لأزمة قلبية حادة، بينما كان الزوج فى واحدة من رحلاته البعيدة، تلقى خبر مرضها، فسافر على أول طائرة مغادرة، ومن المطار الى المستشفى،
الحالة خطرة، أطباء ثلاثة يحاولون انقاذ الحياة بجسدها الواهن، بضخ القلب وحقن الإدرينالين والتنفس الصناعى، الدموع تتساقط منه كشلال مطر، إقترب منها هامسا فى أذنيها بكلمة لم يسمعها الأطباء حوله،
خطوط شاشة تلفاز القلب، تعطى رسما بيانيا تصاعديا بعد هبوط، مما أدهش الأطباء، القلب يمتثل لضخ الدم وينبض بالحياة، سألوه عما قاله فى أذنيها ؟
- لا شيء سوى : أحبك
أصيب طاقم الأطباء بالدهشة،
كلمة أحبك .. كانت بمثابة مفتاح الحياة، فتحت شعب التنفس ونظمت سرعات القلب، وأعادتها لعالم الأحياء .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...