مصطفى معروفي - هكذا سنجُرُّ المرابضَ نحو اليمام

أتت لحظة الابتهاج
فأشعل في ثوبه وردة
وتدلى إلى عضديه لكي يستقي
منهما شغف الاشتعال
لدَى أن ينام تجيء إليه الكوابيس تطلب
إذْنَ الدخول
فيأبى
ويعرب عن أسفٍ بالغ
لا حدود له
وحدك اليوم أنت الطريق
إلى الاحتمال الوطيد
لذا قم إلى موتك المشتهى
واتل شوق المرايا عليه
خريفك ماضٍ
فكيف إذن سترشّ خطاك
بظلٍّ وقيلولةٍ
ولك الحق في أن تسير كما اعتدتَ
شهماٌ تصلي عليك البنود
سنغلق باب الرياح
ومنك سنخطف أحوالنا
هكذا سنجر المرابض
نحو اليمام
ونمشي إلى النهر نحكي له
عن نقاهتنا
للبروق التي انتعشتْ فجأةً حجر قابع
تحت عهن البروج
ستعرف أن القدوم إليه يكلفها
آخر الزهو
سوف ترى من بعيد دما
وسحابا يدعُّ جدارا عتيقا
ويأوي إليه صباحَ مساءٍ
إذا ما المراعي تباهت بعشبٍ
حبَا الغيم للنهر مسترجلا فرحا عارما
غايةً في الأناقةِ.
ـــــــــــــ
مسك الختام:
حين يعود إلى البيت مساءً
يترك عند الباب هموما حارقةً
ويقول لها:
صبراَ...موعدنا الصبحُ
أليس الصبح لناظره بقريب؟





تعليقات

ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...