إسمى لا تعرفه الحيات
أنا هنا معصوب العينين
أنا وحدى يا وحيدتى
ما بيننا الموت البطئ
فاسمى مجهول فى الأرض
فى الورق الطالع
مكتوب فى غضبات الريح
فى صحراء الأرواح اليائسة
فى يوم نشور الخلق
وحساب الأعمال
ولوحات الماء
إسمك أيضا مجهول
لا تعرفه السموات
ولا سلم بيت الأم
ولا أمك أيضا
ولا الجدات ولا الخالات
ما حولك يجهل
أنى أخفيت الآلام
فى شق الثعبان
وأعيش الموت ولن يسمعنا
غير الأشخاص الجيدين
من يكتبون بإبرة على آماق البصر
وهذا الأعمى قارئ صورك
إذ يمسح بأصابعه ظل الألوان
يعرف طرق التفريق
لا يعرف كيف يجمع حبيبين
طال جهادهما فى العمل السحرى
وأحجبة الموتورين جوار مقابرنا
على جلد السمك البرى
أو
نجم يبزغ
اسمك فوق الأسماء
فى طرق الموتى
إذ ينتظرون
على وشك انقضاء
ثلاثين عاما من الفرقة
لا تنادينى
دون اسمى
فأنا الغسق الشاسع فى صوت الضوء
وأجرام الفلك ..
..
هامش : من الثقافة الشعبية
يقال أن فى الأعمال السحرية من يكون مربوطا به العمل السحرى بظهور نجم مرة واحدة فى العمر .
هناك أيضا أعمى يقرأ الصور لحساب الماضى فى إحدى القرى القريبة .
ومن يفتح الكتاب لقراءة الماضى وكيفية تصريف العمل السحرى .
بالقطع هناك موتيفات أخرى داخل نصوصنا ولا يعنى ذلك الإيمان بها مطلقا .
..
..
من يذهب للموت ليس كمن يذهب للحياة
كمن وقفوا على ظلالنا
ففقدوا أسماءهم
واسمى ليس كما الأسماء
وعلى ورقة تعزيم
فى عالم الخرافة
من سريرك
يحملك أشخاص
كل ليلة
بأصابع مدربة على الحنين
وامرأة حولاء بوجهها المفزع
تهش على وجهك النوم
وإذ تجيد الهرب
تفرح بخرابات المدينة
وهى تبحث عنك
بسبب ذلك تنشأ علاقات بينك وبينها
الأمهات غالبا يدفعن الثمن
فى التربيع والمثلث
فى لحاف ربة البيت
الرجل غير عادته فى اليقظة والنوم
ثلاثة أبكار لعدة أيام شركاء برؤيا
وأنا تائه بينهن
مازلت فى الخرابات التى
تشبه مفرش غرنيكا
كمن مقبل على حرب
وهو يجهل
فى أوربا العجوز
آكل أصابعى
على مائدتهن
طعام فاخر لقنافذ
عناكب صماء تنز سحابا
وسجاجيد تمسك الملاعق
من يديها شربت الشاى
خطوت على مائهن
وجدتنى فى المدن المهدمة
وهن
غرنيكا الدم والدمار
واسمى لا تعرفه الحيات
..
..
اصطفاف السيارات يؤذن بنهاية العالم
وأنت معلق على كوكب ببرج الميزان
من يعطيك اسما لابد له من
أن يكون
خارج زايرجة العالم
حرف من تراب وحرف من نار وحرفين من ماء
ولأنك خارج طقس مثل هذا
وأمك لها حرفين من هواء وحرف من ماء
وهكذا تتلاقى العلاقات
ويغلب على ظنك أنك خارج التقاويم
كشاشة بلا ضمان
توشك على استقبال الرؤى
فى نهاية العالم وتلك المسافة فى الجانب الآخر لا شئ حيث أنهم كتبوك فى المربعات الخاطئة وكما الكذب رأس كل خطيئة يكون الخطأ رأس كل كذب
فلا تخطئوا فى المرة القادمة
اللون أحيانا ولابد أن يكون احمرا ومن الزعفران
تلك الكتابات هى سبب الفرقة
ولا أعتقد ذلك بل لأن حبيبتى كاذبة
وأنا أعشق الكذب
رمية النرد فى معظم الأحوال تخضع حياتك للصدفة
وهى لا تجيد لعبة مثل هذه
وأنا لست صدفة يا عزيزتى
إذ رأيتك كما أنت
ومع ذلك لا شأن لى بكل ما حدث
..
..
أقف على قدم واحدة
وأمشى على قدمين
وعندما أنام لا أجدهما
فى الحلم قدماى بلا جسد
من ينادينى
هى نداهة القرى على وجه التحديد
أسير وأجدنى فى بلد غير البلد
أكون قد مشيت عدة أعوام
وتغير الحال
من يعرف أمى ويرجعنى إليها
أمى تعرف مواعيدها
تقفل الباب بالترابيس
لم يكن لبيتنا باب على كل حال
التخيل بأن لك باب يكفى
وفى الحلم كما فى الحقيقة
أتوه وأرجع
وأتوه وأرجع
يعرفون أمى ويعرفون أمها
نور بنت الحاج سلامة
بنت عساكر عوف
جاءت جدتى تطمئن لم تلطمنى
هناك أشياء واتفاقات ومعاهدات
ومواعيد
لست ملزما بها
إنما هن ملتزمات
ويا نداهة الحقول لمَ لم تأخذينى كلية
الترع الكثيرة تجوبنى
ورائى
أمامى
عن يمينى
عن شمالى
كانت دلتا منظمة لذا - أخيرا - بينى وبينك
مواعيد ومعاهدات
واتفاقات
أرجعينى إلى قدمى
..
هامش :
النداهة أسطورة متداولة فى الريف المصرى
..
..
ليس مألوفا لدى أن أتشارك معك المائدة كإنسان بدائى لأننا يا وحيدتى خارج السياق ؛ أحدثك لا تردين ؛ أتخيلك خشبة صخرة نهرا ربما حيوانا ما ؛ الطبيعة أحيانا تجبرنا على فعل ما هو ضد العقل الخوف أيضا ؛ ربما اتخذتك قدرا ولا أعرف وبقدرات ضعيفة أسلمنى ظلك لكل مظاهر الخوف ..
هناك وعد قطعته على نفسى كى لا أنظر للوراء ومع ذلك لا أستطيع ؛ لو سرت فى القرى وتجولت على شاطئ النهر واختبأت بين نجمين تظهرين كشجرة تنادى : اهبط من أطرافى كقنفذ بأشواكك تفتح جرحا وأنا حية الأرض ..
لن أقول للبئر ارفعى ماءك ولن أقول للرياح افرحى بل اختبئى يا وحيدتى هؤلاء ماكرون ..
نسوة المدينة قطعن أيديهن لسبب ما - محبتهن للتفاح مثلا - وكحارس شخصى سلمتهن سكاكين وقلت لوحيدتى تمهلى السكين حاد لم تقطع وحيدتى يدها
بل
قطعت قلبى ووضعته تحت ماجور
ظل الطحين ينزف بلون النار أكلنا أرغفة الدم ورأيتنى على خشبة تأكل الغربان عينى بكت وحيدتى فبكيت للدم المسفوح ولأشياء أخرى هى تعرفها وعلى المائدة كانت تقضمنى بلذة ممنوعة ؛ يا للسعادة عندما تقضمك وحيدتك فى رغيف خبز بفرنها الكهربائى ويا لسعادة الجيران ويا لسعادتك وأنت بين شفتيها خارج السياق يداهمك الخوف أن تكون حارسا بلا نفع .
..
..
يمكن فى وقت ما أن تهدأ أنفاسى
أفتح بابك لمن يسأل
أقول نائمة
وأخاف أيضا صوت شارع ساكن
ليس عليك إلا أن تطمئن على سريرها الصغير
الغطاء وأطرافها المثلجة
لدىّ أرض غير الأرض
ونهر باذخ
الطيور تحط ككواكب قريبة
بالنسبة لى لم أكن نفسى
كنت مدينة مليئة بالأطفال والأحجار
وعلى مزبلة ما وجدتك
منكفئة ومخفية عن عين المجنزرات
يعرفنى الليل والبيداء
كأعمى على سلم البيت ينظر من خلالك إلى حطامه
لعل رياحا أخرى
تخلع شجر الحائط
عاصفة توشك على النهاية
أنت القضاء والقدر المسجل
حيث لا غيرنا
وحيد لوحيدة
أنام فى مستنقعى بصلوات نائم ونائمة
حتما تلك الغرف الفالتة من ممر الروح ممتلئة
تغمرنى أرواح متعبة
أطفأت مصابيحى وتركتنى فى الظلمة
كى لا يأتى أحد
ولا تمر من خلالى عربات الموتى
وأنا خائف من جدال مع أرواح البيت
كمن يسكن كهفا مغمورا بالأشباح
انزويت فى غرفتك
أحكم الغطاء حولى وحولك
سأكون ساكنا هذه الليلة فى جسدك البض
..
..
وجدتك على كومة قش كإبرة
وطول الغياب
ألهمنى صقيع ودادك
ليست جثثا تلك التى تراكَ
طالما أنها يدك بيدها
فى عالم الأحياء مثل ذلك
ما الفرق بيننا
وبين من يذهبون ولا يعودون
لا شىء
وجدتك فى منتصف الهاوية
وعلى الجانب الآخر
فرغت أكوابُنا
فى المقابل أرانى كمن يخطو بلا نهاية
المقبلون على حياة لا تنتهى لا يهدؤون
يدفعون نصف حياتهم
نرحل وراء أشيائنا
تلك التى تركتنا بلا فائدة
ولا شئ
يكفى مقدار كوب من البن
نلعق أصابعنا بما يتبقى من جوع
وأنت تصنع الخيوط ثم تنسجها
تفرح لتلك الخيمة وما تظله
تفترض أن ينتهى فى تلك الصحراء
أمنياتك على الشجر اليابس
أو على رمل تحلق به الريح
بهيكل عظمى لسعلاة منقرضة
..
..
وكمن يدخل بيت جيران أتوا للتو
أنا معك
كذرة آدمى فى منفى
لا يجمعنا سوى الغياب
من حولك يعرفون وينكرون
الجحود باب لأرزاقهن
أعطيت ولم أجن شيئا
لا أملك غير أحلامى
الغياب غابة نار
تحرقنا وتحرقهم
وتحترقين كماس خام
ومازلت أجمعك كذرة آدمى
فى منفى منصهر
كما لو أننا فى باطن أرض
ننتظر التحول
تبدو كراريسك المدرسية وخطك المودرن
كوصلة فى أغنية حزينة
إذ أنك تشتعلين اشتعالا ذاتيا
لا أحصدك كماس
بل
كفحم
..
..
لعلك فى خضم الموت كمحيط يوشك على الجفاف ؛
ما يحدث الآن غير ما يحدث فى الجانب المقابل
أصابعك وقاربك الوحيد حطمته فرشاة
بدلت اللون بخيوط قماش اللوحة
فمن يرسم على الهواء
كمن يكتب على ماء
وكلاهما موت مؤكد ..
منذ أن توارت بين النجوم
تعيش فى ذلك المنزل
لم يبق غير هيولى شخص
يمكن أن يعود بالكاد ؛
القسوة فى ذلك الكون تجدها فى أرضها
مجرد غابة تعيشها فى النهار وتجتازها فى الليل
بين احلام يقظة غير مسموح بحكايتها ..
الأفلاك أحيانا تنبئ بالكثير
وما نحن غير آداة للحوادث ..
فى اعتقادى أنك الوحيد
قبل أن يتخلى الآباء عن أبنائهم
وتتحول الأمهات إلى يرقات
فلا الخالات هن من يقربننا ولا الجدات ؛
ما يقربنا ذلك الدم المسفوح بينى وبينك ..
النطف أحيانا تغشها المختبرات
ومن يعط غير من يمنع ؛
ذلك الطريق ما يفرضه واقع دامٍ ..
أحيانا أفكر بك
كيف أنت وما شكل الحقيقة
رغم أن نسبية الأشياء فرضت جهلا مضاعفا
والآخرون هم من لا يرون الحقائق عارية
التافهون عن رؤية أنفسهم
يعيشون فى جنة كلها جحيم
وها هو س.إ.م أو من يحمل تلك الحروف
فلا أنت هم ولا هم أنت
المحو أحيانا يثبت الأسماء على حجر
حتى لو كان من ماء
ويجعل الهواء مثل حائط
لكنهم سواء أردت أم لم ترد لست مرغما
يمكن أن يكون السفر عودة والغياب حضور
يا وحيدى أنا لك وأنت لى حتى ولو لم نكن ..
أما عن ج.س.إ فهى عمياء
الشفقة أحيانا لها ما يبررها
أن يكون الحب منعكسا
على ذلك النحو
هو موت أيضا ..
..
..
- وأستطيع يا عزيزى أن أحلق كما الفراشات
على جناحى تهوى السدم
الإبر على آماق البصر لا تكذب
وشعرى طويل كتلك الأميرة
تسلق النافذة أمر مستحب
وأنت حكايتى المفضلة
ولديك ما لدى من تمرد
ومن ثبات
ومن أشياء ليست عندهم
عنوان حقيقتنا فى كتاب
والكتاب فى خزانة
والخزانة عند لص
من يسرق اللص لا يكون لصا
- بالقطع تعرفين حكاية الساحر المجوسى
- كيف وأنا أميرة الريش
- من يمتلك الثوب يمتلك الأميرة
ضاع منى الثوب يا أميرتى
ومن يومها أبحث فى الجزر
ومن يومها كمن أكلته النيران وتلك حكاية أخرى
أتوه ولا من يعيدنى
ومن حكاية إلى حكاية
أنا الشاطر لا أقطع الطريق ولا أسرق
وأنت أميرة الريش وست الحسن
- المبالغة أحيانا تجعلنا منهكين
كمن يرقص على سلم
- أطفئى شعلة الغاز وامنحينى هدأة الظهيرة
هو كل ما أود ..
..
..
الزمن عادة يجعل كتاباتنا فى طور مسودة
هنا حيث لا تتقن لغةً السراويلُ
وسط أعشاب حديقة الفرح تكمن المأساة
إذا قلت أنا شجرة
تصنع بلطة
هى
هواء نار نار ماء
أو
نار ماء نار نار
من لها إسمان
ولها ألف وجه
.
أخطأَنا العابرون
فمزقتْ غابات الذاكرة
وعلى الهامش
أنا
تراب ماء نار ماء
وأمها
هواء تراب نار نار تراب
.
بالكتابة تخرج من كآبتك
ولغيرك
هو ملك يا وحيدته
ملك
مدرب على القتل
يملك الذخيرة
وتملكين السلاح
يا إلهى تجاوزتما اللعنات كلها
.
أوقفَنا العابرون
قالوا :
حياةٌ فى الخرابات
فرأيتما زهرة العالم المدفون
يبزغ من وسط الحطام
.
تستضيف حيوات سابقة
ألم وعزيف
أن تفكر بصوت مرتفع
فى الواقع ليس على الدوام
لا أظن أنك مصاب بمتلازمة وندى
عليك أن تتعايش مع تلك التنميلات
ضغط الدم مرتفع
ومع ذلك
الصدفة لا تصنع مأساة
على هذا النحو
..
..
انتقالك هكذا يشبه عين قط
تعيش أزمنة لا تتجمع مع غيرك
تحمل تاريخك كشخص للوراء
هو الجنون
فى أحد أعوام الحزن الثلاثين
أمسٌ ميت
ماء وقارب
وواقعٌ لا يعاش
مهاجرون وأناس مجهولون
يتجولون منكسى الرؤوس
ومستقبل لا مأمول
لا يكفى
تواريخ عدة
لمجرد التخلص من شخص
.. وكما يشاع أن الزمن
للأمام دائما يتقدم
فى حقيبتك يحدث العكس
التجول فى حقائب الآخرين غير ممتع
فى الظلام
حيث يتسرب البعض ويغرق
وقتها لم أطالبك بشئ
من الغباء
أن تعود علاقة منتهية
أوراق مجهولة تحملك على وجه غير ما ترجو ..
على فرض أن يلد الحجر
بعض اختياراتنا
انسجام بما ليس ينسجم
أنتَ فى الحقيبة ولست خارج الحقيبة
..
..
يصعب إيجاد نيران فى وقت يكون القلب باردا
أينما تمر عليك تلك السحابة
لا مطر فى الطرق الوعرة
يخطئ من يصلون فى الموعد
ربما لا يصلون أبدا
ربما ننفلت من الحياة إلى عناوين مجهولة
نظل كما ساقية معطلة
تدبرنا أمورنا فى السراب السخى
أنهكتنا قطارات النوم وهى عصية على المجئ
حلمنا بالطعام
وشبعنا بما تخيلناه من مذاق
ومن نهاية سعيدة
لا يبدو أن هناك أشهى من طعم قبلة
منذ زمن بعيد أرسلتها وضلت
ما يجعلنا نلهث عمرا بكامله
فى وقت نحس بأشعة الشمس فى جسد جليدى
كمن يجدد نفسه بالجفاف
أظل هكذا
المعتم أكثر احتياجا ليدك
كل الحكاية
شخص ما
يجب أن يذهب
على وشك أن تظلنى سحابة
سأمضغ ماءها إذا أمطرت
سأفرح مثل طين
بأعشاب يدى حين أضع كوب حليب
فى فمك
..
..
فى أسر المجوسى طللت على شراريف قصرها
كرجل مثقل بالجنيات
كشأن المغتربين لاعقى العظام
الجالسين على موائد الجنون
المنفيين إلى جبل قاف
كآخر السلالة رمل الصحراء محرقتك
و عندما تمر النسمات المارقة لا تجدك
فى بلاد الواق الواق
وحيث البحر المحيط
من مدت شعرها
صعدت ولم أجدها
تجولت فى الغرف الثمانين ككهل
خرجت من الدنيا
وفى مدينة مسحورة أصبحت سمكة حمراء
قضمت النحاس ألف ليلة
وفى الليلة الأخيرة وجدتنى قالبا بسور المدينة
فى اللحظة نفسها تخيلت قطتها
تخيلت ريشها
وهى تلقينى فى الأتون
وبعد ثلاثين عاما خرجت
على سجادتى
كتلة الشعر تلك
لففتها وفى ورقة مثلثة وضعتها
خلف عداد الكهرباء
فرأيت ثلاث حيّات
الأولى فركت أذنى فتألمت
والثانية وضعتتى على سيخ محمى
أما الثالثة فرقصت لى فتعلمت فنون العشق
ثلاث حيات لم يعرفن اسمى
فنجوت من الساحر
..
..
؛.. ينبت فى قلبك الصخر الحى ، ويئن ؛.. وكمنطقة وسطى فى مرمى الجميع .. تحاول المرور على أشلاء يشغلها خلق مساحة فارغة للضوء بين قتلى يحتفلون مثل حرب أهلية .. الصعوبة تكمن فيمن يشاهدك وأنت تنجح ببساطة فى اجتياز فناء البيت ..؛.. تتحسس صدرها المتخم بأصابع تشبه محركات الدفع ..
باستطاعتك أن تجلس لكنما بعد متر تسرى بك كهرباء على بغتة .. شهوة عارمة تسقط منك تجعل أدوات التنظيف بعد كوب ليمون دافئ مكتئبة كما لا يمكن أن تزن حجرا طائرا ، على كنبة فى الصالة تحاول أن تراك بعينك ..
فى ثقل النوم تحدث مراوغات اليقظة بلحمها اللدن كمكنسة وفرشاة بلاط .. هناك دمع بدلو ماء ومسّاحة من المطاط تجمع بقايا النهار وتطرده من زجاج الليل .. تخيل أنك مكنسة على بلاط جسدها والضوء ضوءان :
بعيدا
بعيدا
بعيدا
حين تلاقيها وتظل غريبا
وبعيدا
بعيدا
بعيدا
لا تبزغ من فجر كهذا .. الحياة تطبق عليك جدران البيت كغريب أو كفخ عصافير فى حين أن تتفجر بك الحواس بلا صلاحية فيما الضوء الأول يتوارى تنفتح فى العتمة المضيئة ما يكنه المحبوبون بخلاف مساءات شأنها كمن يهتف بصمت
أحبك
..
..
.... كما لم تفكر جديا كيف تذهب إلى منزلك
هناك متسكعون يحلمون دون طريق
اختفت العلامات بفعل فاعل
ولك أن يقودك من يضاعف آلامك
الرغبة بما فى نفسك
أن يكون بيتك مجهولا
لن تركب باصا
ولن تنظر الفتيات بملابسهن المدرسية
لن تشير حتما للافتات
لن تفتح حسابا فى البنك الأهلى
ولن تستبدل لمبات النيون بلمبات موفرة
أو تجتاز الحديقة الوطنية
تقريبا تقيم نفسك بيتا وتسكن فيه
تظل تتجول وبشكل منفصل من نوافذك
تدعو الناس لضيافة مديدة
غالبا ما لم تخنك الذاكرة ستكون أحسن حالا
فى السير المجهد أنك استضفتها
أياما تحملنا برودة الهواء
كذلك الأعطال فى أن تراقب جسدها كيف يعمل
وبجرعات خفيفة من الحب
أيقظنا الموت
كأن ما تسرب منا طعام لديدان الأرض
ما يربك حقا كيف الأضداد تعمل
كأنبياء كذبة عمل الفاجعة
وببطء شديد نتحرك نحو فضاءات عدة
المؤلم ترتيب المطبخ
مع تلميع الأرضيات بركب مجروحة ..
..
..
.... وعلى ذلك
الإضاءة كانت كافية
العمل المضنى فى خلق جحيم لائق
يستغرق وقتا أطول
أُنظرْ :
الهؤلاء مغلوبون على أمرهم ومليئة بهم الأرض
كم يوما تستطيع بروحك الإلهية خلق عالم أفضل !؟!!!
إن كنت تركت الدنيا لأهلها
فهم لن يتركونك
أنت هالك فى كل حال
عش بين موتاك ربما تطلع بهم للحياة
الأفضل أن تظل هكذا
تنظر
وتحدق
وتأتى لك الأشجار *
المريخ ليس كوكبك ولا الزهرة
ما الفائدة إذا غادرتك مجموعتك الشمسية
الكائن الكونى عادة لا تهمه مادتها بقدر ما يهمه الإنسان
من الوحيد الخلية إلى المتعدد
أنت انفصامى بأشخاص كثر
ويصعب تحديدك
تلك خديعة أتقنها كثيرون ومع ذلك
أُصدقُ هيأتك فى العدم المحض
وتحت جذور الصبارات
الواقع
أنك خارج كل إطار
أنظر :
الوحدة فى الواحدة وحدة أخرى
وتظل من وحدة إلى وحدة
وانت الواحد الواحدة
..
*
إشارة إلى فصل
قالت لى الأشجار
من روايتى
المشاهد كلها
1996
..
..
من يحملك بأسلاك غير بشرى
فى حياة الدمى مثل ذلك
حينئذ بدأت صنع الكلام
حتى ما يطرأ لك من تغير
تعرف أنك خارج الوقت
تتأرجح
لم يكن لك حيزا
يكفى دوام الاحتراق
أو صنع هاوية
قبل نصف قرن اخترت الدرج الأخير
يومها ببقايا قلم رصاص
أنجزت مع كائنات لمبة الجاز
فروضك المدرسية
وصوتها فى الخارج وضع غطاء القش فوق وجهك
معتادا على رعشة فزعة ودفء الأخوة وهدهدة الأم
قبل نصف قرن عشت بين الأساطير
وحكايات الجيران
حتى آخر الليل
يومها - تقريبا - أكلتك فزاعة الحقل
وفى انتقالك من قرية صغيرة إلى مدينة صغيرة يسكنها الريفيون عاينت تلك الأحداث
أحد قاطنيها كان بطلا فى ثورة ما انتهت نهاية مأساوية
كان مخطئا إلا أن الكتب الرسمية تنكر ذلك
القاسى فى ذلك الأمر أن ذلك الحدث بالتحديد كان مأساويا لك أيضا
تحملت ذلك الخطأ
ومع ذلك البطل عشت فى مدينته وزرت قريته وتعرفت عليه من قريب
كان يشبه فزاعة الحقل
فى وقت ما أنكرت تلك المقارنة
ومع ذلك وكعائد من الماضى يتكرر الحلمان
والآن
صرت فزاعة تعقد المقارنات ولا يهمك غالبا
امتعاض كتب التاريخ أو الأقارب
تعرفين وأنت تواجهين نفسك فى مرآتى
ما الذى سيكون
هناك أحلام لن تكون
وهناك زعيم فى نهاية كل ثورة
يفشل
وهناك فوضاى آخر ما ينتجه الجيل الخامس
من الحروب
آخر ما ينتجه أيضا الموت الشائع لحبيبة بعيدة عن مراياى
وأواجه نفسى كل مرة
فأجد زعيما فاشلا يحمل سيفا وفى الميدان يركب حصانه
حصانه الذى لا يجرى مطلقا
..
..
بالطبع أنت واحد من هؤلاء المحظوظين
يسمعك فى مراياهم المنعزلون
لدرجة أن وجودهم محض هراء
كنت تكتب بأحد أمسياتك الشعرية عن الفشل العاطفى
أنه باب الشعراء
ثم تلقى قصيدة
للمقاعد الخالية
تنجح فى استنزاف رصيدك من العقل
تخرج خاليا من كل توتر
وعلى استعداد لتكرار التجربة
فى سِرْكٍ مجانى
ولنا أن نصطنع الدهشة
مجتمعين على هذا النحو
فى بحيرة صيفية
ترتدى فيها جلدهن الجميلات
جلدهن فقط
ويسرك مشهد المقاعد بألوان السعادة
وهى تضحك فى بكاء
أو تبكى فى ضحك
المقاعد لا تفهم يا عزيزى
من وجهة نظرى
كانت تبكى بمرارة عزلتك الأبدية
هذا الكرسى لديه عينان مفقودتان
وبشلل رباعى ظل يصفق
انتبه
للكلمات الطائشة كمرتاب فى الجدوى
أحيانا يجعلك الحزن مفعم بالحيوية
حيث لا ينتبه الطير لشركك
فضرورى أن تحضر ماءك وشباك الصيد
وأيا كان الشيطان
سيحضر
يلقى على سمعك نصا
بعلامات كثيرة فرحة *
وكمرتزق فى الخلاء
يمر الفشل العاطفى أمامك
يفتح باب الشعراء
فتنفجر مراياك ولا ترى نفسك
بعد استنزاف رصيدك من الشعر
ولأن نهارا زائلا حل مكانه نهار زائل آخر
فلا جدوى كما تتوقع
..
* إشارة إلى ديوانى
بعلامات كثيرة فرحة
https://alantologia.com/blogs/26086/
..
..
فيما تمر عليك أشياء لا تستحق الحزن
يوم لا تتذكر اسمك
ولا تكتب فيه
مع طيور الكون الحبيسة
قبل أن تدرك الأشكال نفسها
أدركت المعنى
بإدراك ذاتك
يتحول المعنى إلى شكل ما
وأنت تتأرجح بينهما
أى
لا معنى
و
لا شكل
الحقيقة فى اتجاه
حيث لن ترى ظلك غير غرفة بفندق رخيص
رغم أنك
هائم كالمجرة
و
فائض كمحبرة
يتدفق ما لا تدركه فى
أنت معنى الكون *
وهو يهرب منك ،
يهرب منك المعنى ،
المعنى خيول جامحة وهو يهتف :
لن تدركنى ولن ترانى بإراءتك
والحق بين يديك لا حق
حتى وإن كان حقا
وشكلك محسوب على سواك ..
المعنى
أنك لا معنى وأنت معنى
من خلالك تستطيع أن تكوّن شكلا
ومتى مشيتَ وراءك
تجد ظلك شكلا مؤجلا
..
* هامش
أنت معنى الكون
النفرى
..
..
كتبتَ لها عدة نصوص
وكأنك لم تكتب شيئا
ومع ذلك تجد المجرات تائهة
وعصافير الكون منسية
على شجرة نبتت يوما واحدا
فقط وجدت كونا فارغا
بعصافير ورقية من اللذات المؤجلة
كم وقفت معها على مفترق مجاعات
من نصوص متخثرة
تكفى وجبة
وتعود بعدها للشجرة وهى مخفية
كالواحد فى الواحدة إذا سكن
يوما واحدا كوجبة واحدة
ولا يكفى لعصافيرك
فالعالم منسوج بإبرة
يوما معك يوما مع غيرك
غير أن الخيوط تجدها على قارعة الطريق
..
-------------------------
نصوص ديوان
حياة كاتب السيرة ج3
( أعوام الحزن الثلاثين : أنا هنا يا وحيدتى )
صلاح عبد العزيز
الزقازيق
يونيو/سبتمبر
أنا هنا معصوب العينين
أنا وحدى يا وحيدتى
ما بيننا الموت البطئ
فاسمى مجهول فى الأرض
فى الورق الطالع
مكتوب فى غضبات الريح
فى صحراء الأرواح اليائسة
فى يوم نشور الخلق
وحساب الأعمال
ولوحات الماء
إسمك أيضا مجهول
لا تعرفه السموات
ولا سلم بيت الأم
ولا أمك أيضا
ولا الجدات ولا الخالات
ما حولك يجهل
أنى أخفيت الآلام
فى شق الثعبان
وأعيش الموت ولن يسمعنا
غير الأشخاص الجيدين
من يكتبون بإبرة على آماق البصر
وهذا الأعمى قارئ صورك
إذ يمسح بأصابعه ظل الألوان
يعرف طرق التفريق
لا يعرف كيف يجمع حبيبين
طال جهادهما فى العمل السحرى
وأحجبة الموتورين جوار مقابرنا
على جلد السمك البرى
أو
نجم يبزغ
اسمك فوق الأسماء
فى طرق الموتى
إذ ينتظرون
على وشك انقضاء
ثلاثين عاما من الفرقة
لا تنادينى
دون اسمى
فأنا الغسق الشاسع فى صوت الضوء
وأجرام الفلك ..
..
هامش : من الثقافة الشعبية
يقال أن فى الأعمال السحرية من يكون مربوطا به العمل السحرى بظهور نجم مرة واحدة فى العمر .
هناك أيضا أعمى يقرأ الصور لحساب الماضى فى إحدى القرى القريبة .
ومن يفتح الكتاب لقراءة الماضى وكيفية تصريف العمل السحرى .
بالقطع هناك موتيفات أخرى داخل نصوصنا ولا يعنى ذلك الإيمان بها مطلقا .
..
..
من يذهب للموت ليس كمن يذهب للحياة
كمن وقفوا على ظلالنا
ففقدوا أسماءهم
واسمى ليس كما الأسماء
وعلى ورقة تعزيم
فى عالم الخرافة
من سريرك
يحملك أشخاص
كل ليلة
بأصابع مدربة على الحنين
وامرأة حولاء بوجهها المفزع
تهش على وجهك النوم
وإذ تجيد الهرب
تفرح بخرابات المدينة
وهى تبحث عنك
بسبب ذلك تنشأ علاقات بينك وبينها
الأمهات غالبا يدفعن الثمن
فى التربيع والمثلث
فى لحاف ربة البيت
الرجل غير عادته فى اليقظة والنوم
ثلاثة أبكار لعدة أيام شركاء برؤيا
وأنا تائه بينهن
مازلت فى الخرابات التى
تشبه مفرش غرنيكا
كمن مقبل على حرب
وهو يجهل
فى أوربا العجوز
آكل أصابعى
على مائدتهن
طعام فاخر لقنافذ
عناكب صماء تنز سحابا
وسجاجيد تمسك الملاعق
من يديها شربت الشاى
خطوت على مائهن
وجدتنى فى المدن المهدمة
وهن
غرنيكا الدم والدمار
واسمى لا تعرفه الحيات
..
..
اصطفاف السيارات يؤذن بنهاية العالم
وأنت معلق على كوكب ببرج الميزان
من يعطيك اسما لابد له من
أن يكون
خارج زايرجة العالم
حرف من تراب وحرف من نار وحرفين من ماء
ولأنك خارج طقس مثل هذا
وأمك لها حرفين من هواء وحرف من ماء
وهكذا تتلاقى العلاقات
ويغلب على ظنك أنك خارج التقاويم
كشاشة بلا ضمان
توشك على استقبال الرؤى
فى نهاية العالم وتلك المسافة فى الجانب الآخر لا شئ حيث أنهم كتبوك فى المربعات الخاطئة وكما الكذب رأس كل خطيئة يكون الخطأ رأس كل كذب
فلا تخطئوا فى المرة القادمة
اللون أحيانا ولابد أن يكون احمرا ومن الزعفران
تلك الكتابات هى سبب الفرقة
ولا أعتقد ذلك بل لأن حبيبتى كاذبة
وأنا أعشق الكذب
رمية النرد فى معظم الأحوال تخضع حياتك للصدفة
وهى لا تجيد لعبة مثل هذه
وأنا لست صدفة يا عزيزتى
إذ رأيتك كما أنت
ومع ذلك لا شأن لى بكل ما حدث
..
..
أقف على قدم واحدة
وأمشى على قدمين
وعندما أنام لا أجدهما
فى الحلم قدماى بلا جسد
من ينادينى
هى نداهة القرى على وجه التحديد
أسير وأجدنى فى بلد غير البلد
أكون قد مشيت عدة أعوام
وتغير الحال
من يعرف أمى ويرجعنى إليها
أمى تعرف مواعيدها
تقفل الباب بالترابيس
لم يكن لبيتنا باب على كل حال
التخيل بأن لك باب يكفى
وفى الحلم كما فى الحقيقة
أتوه وأرجع
وأتوه وأرجع
يعرفون أمى ويعرفون أمها
نور بنت الحاج سلامة
بنت عساكر عوف
جاءت جدتى تطمئن لم تلطمنى
هناك أشياء واتفاقات ومعاهدات
ومواعيد
لست ملزما بها
إنما هن ملتزمات
ويا نداهة الحقول لمَ لم تأخذينى كلية
الترع الكثيرة تجوبنى
ورائى
أمامى
عن يمينى
عن شمالى
كانت دلتا منظمة لذا - أخيرا - بينى وبينك
مواعيد ومعاهدات
واتفاقات
أرجعينى إلى قدمى
..
هامش :
النداهة أسطورة متداولة فى الريف المصرى
..
..
ليس مألوفا لدى أن أتشارك معك المائدة كإنسان بدائى لأننا يا وحيدتى خارج السياق ؛ أحدثك لا تردين ؛ أتخيلك خشبة صخرة نهرا ربما حيوانا ما ؛ الطبيعة أحيانا تجبرنا على فعل ما هو ضد العقل الخوف أيضا ؛ ربما اتخذتك قدرا ولا أعرف وبقدرات ضعيفة أسلمنى ظلك لكل مظاهر الخوف ..
هناك وعد قطعته على نفسى كى لا أنظر للوراء ومع ذلك لا أستطيع ؛ لو سرت فى القرى وتجولت على شاطئ النهر واختبأت بين نجمين تظهرين كشجرة تنادى : اهبط من أطرافى كقنفذ بأشواكك تفتح جرحا وأنا حية الأرض ..
لن أقول للبئر ارفعى ماءك ولن أقول للرياح افرحى بل اختبئى يا وحيدتى هؤلاء ماكرون ..
نسوة المدينة قطعن أيديهن لسبب ما - محبتهن للتفاح مثلا - وكحارس شخصى سلمتهن سكاكين وقلت لوحيدتى تمهلى السكين حاد لم تقطع وحيدتى يدها
بل
قطعت قلبى ووضعته تحت ماجور
ظل الطحين ينزف بلون النار أكلنا أرغفة الدم ورأيتنى على خشبة تأكل الغربان عينى بكت وحيدتى فبكيت للدم المسفوح ولأشياء أخرى هى تعرفها وعلى المائدة كانت تقضمنى بلذة ممنوعة ؛ يا للسعادة عندما تقضمك وحيدتك فى رغيف خبز بفرنها الكهربائى ويا لسعادة الجيران ويا لسعادتك وأنت بين شفتيها خارج السياق يداهمك الخوف أن تكون حارسا بلا نفع .
..
..
يمكن فى وقت ما أن تهدأ أنفاسى
أفتح بابك لمن يسأل
أقول نائمة
وأخاف أيضا صوت شارع ساكن
ليس عليك إلا أن تطمئن على سريرها الصغير
الغطاء وأطرافها المثلجة
لدىّ أرض غير الأرض
ونهر باذخ
الطيور تحط ككواكب قريبة
بالنسبة لى لم أكن نفسى
كنت مدينة مليئة بالأطفال والأحجار
وعلى مزبلة ما وجدتك
منكفئة ومخفية عن عين المجنزرات
يعرفنى الليل والبيداء
كأعمى على سلم البيت ينظر من خلالك إلى حطامه
لعل رياحا أخرى
تخلع شجر الحائط
عاصفة توشك على النهاية
أنت القضاء والقدر المسجل
حيث لا غيرنا
وحيد لوحيدة
أنام فى مستنقعى بصلوات نائم ونائمة
حتما تلك الغرف الفالتة من ممر الروح ممتلئة
تغمرنى أرواح متعبة
أطفأت مصابيحى وتركتنى فى الظلمة
كى لا يأتى أحد
ولا تمر من خلالى عربات الموتى
وأنا خائف من جدال مع أرواح البيت
كمن يسكن كهفا مغمورا بالأشباح
انزويت فى غرفتك
أحكم الغطاء حولى وحولك
سأكون ساكنا هذه الليلة فى جسدك البض
..
..
وجدتك على كومة قش كإبرة
وطول الغياب
ألهمنى صقيع ودادك
ليست جثثا تلك التى تراكَ
طالما أنها يدك بيدها
فى عالم الأحياء مثل ذلك
ما الفرق بيننا
وبين من يذهبون ولا يعودون
لا شىء
وجدتك فى منتصف الهاوية
وعلى الجانب الآخر
فرغت أكوابُنا
فى المقابل أرانى كمن يخطو بلا نهاية
المقبلون على حياة لا تنتهى لا يهدؤون
يدفعون نصف حياتهم
نرحل وراء أشيائنا
تلك التى تركتنا بلا فائدة
ولا شئ
يكفى مقدار كوب من البن
نلعق أصابعنا بما يتبقى من جوع
وأنت تصنع الخيوط ثم تنسجها
تفرح لتلك الخيمة وما تظله
تفترض أن ينتهى فى تلك الصحراء
أمنياتك على الشجر اليابس
أو على رمل تحلق به الريح
بهيكل عظمى لسعلاة منقرضة
..
..
وكمن يدخل بيت جيران أتوا للتو
أنا معك
كذرة آدمى فى منفى
لا يجمعنا سوى الغياب
من حولك يعرفون وينكرون
الجحود باب لأرزاقهن
أعطيت ولم أجن شيئا
لا أملك غير أحلامى
الغياب غابة نار
تحرقنا وتحرقهم
وتحترقين كماس خام
ومازلت أجمعك كذرة آدمى
فى منفى منصهر
كما لو أننا فى باطن أرض
ننتظر التحول
تبدو كراريسك المدرسية وخطك المودرن
كوصلة فى أغنية حزينة
إذ أنك تشتعلين اشتعالا ذاتيا
لا أحصدك كماس
بل
كفحم
..
..
لعلك فى خضم الموت كمحيط يوشك على الجفاف ؛
ما يحدث الآن غير ما يحدث فى الجانب المقابل
أصابعك وقاربك الوحيد حطمته فرشاة
بدلت اللون بخيوط قماش اللوحة
فمن يرسم على الهواء
كمن يكتب على ماء
وكلاهما موت مؤكد ..
منذ أن توارت بين النجوم
تعيش فى ذلك المنزل
لم يبق غير هيولى شخص
يمكن أن يعود بالكاد ؛
القسوة فى ذلك الكون تجدها فى أرضها
مجرد غابة تعيشها فى النهار وتجتازها فى الليل
بين احلام يقظة غير مسموح بحكايتها ..
الأفلاك أحيانا تنبئ بالكثير
وما نحن غير آداة للحوادث ..
فى اعتقادى أنك الوحيد
قبل أن يتخلى الآباء عن أبنائهم
وتتحول الأمهات إلى يرقات
فلا الخالات هن من يقربننا ولا الجدات ؛
ما يقربنا ذلك الدم المسفوح بينى وبينك ..
النطف أحيانا تغشها المختبرات
ومن يعط غير من يمنع ؛
ذلك الطريق ما يفرضه واقع دامٍ ..
أحيانا أفكر بك
كيف أنت وما شكل الحقيقة
رغم أن نسبية الأشياء فرضت جهلا مضاعفا
والآخرون هم من لا يرون الحقائق عارية
التافهون عن رؤية أنفسهم
يعيشون فى جنة كلها جحيم
وها هو س.إ.م أو من يحمل تلك الحروف
فلا أنت هم ولا هم أنت
المحو أحيانا يثبت الأسماء على حجر
حتى لو كان من ماء
ويجعل الهواء مثل حائط
لكنهم سواء أردت أم لم ترد لست مرغما
يمكن أن يكون السفر عودة والغياب حضور
يا وحيدى أنا لك وأنت لى حتى ولو لم نكن ..
أما عن ج.س.إ فهى عمياء
الشفقة أحيانا لها ما يبررها
أن يكون الحب منعكسا
على ذلك النحو
هو موت أيضا ..
..
..
- وأستطيع يا عزيزى أن أحلق كما الفراشات
على جناحى تهوى السدم
الإبر على آماق البصر لا تكذب
وشعرى طويل كتلك الأميرة
تسلق النافذة أمر مستحب
وأنت حكايتى المفضلة
ولديك ما لدى من تمرد
ومن ثبات
ومن أشياء ليست عندهم
عنوان حقيقتنا فى كتاب
والكتاب فى خزانة
والخزانة عند لص
من يسرق اللص لا يكون لصا
- بالقطع تعرفين حكاية الساحر المجوسى
- كيف وأنا أميرة الريش
- من يمتلك الثوب يمتلك الأميرة
ضاع منى الثوب يا أميرتى
ومن يومها أبحث فى الجزر
ومن يومها كمن أكلته النيران وتلك حكاية أخرى
أتوه ولا من يعيدنى
ومن حكاية إلى حكاية
أنا الشاطر لا أقطع الطريق ولا أسرق
وأنت أميرة الريش وست الحسن
- المبالغة أحيانا تجعلنا منهكين
كمن يرقص على سلم
- أطفئى شعلة الغاز وامنحينى هدأة الظهيرة
هو كل ما أود ..
..
..
الزمن عادة يجعل كتاباتنا فى طور مسودة
هنا حيث لا تتقن لغةً السراويلُ
وسط أعشاب حديقة الفرح تكمن المأساة
إذا قلت أنا شجرة
تصنع بلطة
هى
هواء نار نار ماء
أو
نار ماء نار نار
من لها إسمان
ولها ألف وجه
.
أخطأَنا العابرون
فمزقتْ غابات الذاكرة
وعلى الهامش
أنا
تراب ماء نار ماء
وأمها
هواء تراب نار نار تراب
.
بالكتابة تخرج من كآبتك
ولغيرك
هو ملك يا وحيدته
ملك
مدرب على القتل
يملك الذخيرة
وتملكين السلاح
يا إلهى تجاوزتما اللعنات كلها
.
أوقفَنا العابرون
قالوا :
حياةٌ فى الخرابات
فرأيتما زهرة العالم المدفون
يبزغ من وسط الحطام
.
تستضيف حيوات سابقة
ألم وعزيف
أن تفكر بصوت مرتفع
فى الواقع ليس على الدوام
لا أظن أنك مصاب بمتلازمة وندى
عليك أن تتعايش مع تلك التنميلات
ضغط الدم مرتفع
ومع ذلك
الصدفة لا تصنع مأساة
على هذا النحو
..
..
انتقالك هكذا يشبه عين قط
تعيش أزمنة لا تتجمع مع غيرك
تحمل تاريخك كشخص للوراء
هو الجنون
فى أحد أعوام الحزن الثلاثين
أمسٌ ميت
ماء وقارب
وواقعٌ لا يعاش
مهاجرون وأناس مجهولون
يتجولون منكسى الرؤوس
ومستقبل لا مأمول
لا يكفى
تواريخ عدة
لمجرد التخلص من شخص
.. وكما يشاع أن الزمن
للأمام دائما يتقدم
فى حقيبتك يحدث العكس
التجول فى حقائب الآخرين غير ممتع
فى الظلام
حيث يتسرب البعض ويغرق
وقتها لم أطالبك بشئ
من الغباء
أن تعود علاقة منتهية
أوراق مجهولة تحملك على وجه غير ما ترجو ..
على فرض أن يلد الحجر
بعض اختياراتنا
انسجام بما ليس ينسجم
أنتَ فى الحقيبة ولست خارج الحقيبة
..
..
يصعب إيجاد نيران فى وقت يكون القلب باردا
أينما تمر عليك تلك السحابة
لا مطر فى الطرق الوعرة
يخطئ من يصلون فى الموعد
ربما لا يصلون أبدا
ربما ننفلت من الحياة إلى عناوين مجهولة
نظل كما ساقية معطلة
تدبرنا أمورنا فى السراب السخى
أنهكتنا قطارات النوم وهى عصية على المجئ
حلمنا بالطعام
وشبعنا بما تخيلناه من مذاق
ومن نهاية سعيدة
لا يبدو أن هناك أشهى من طعم قبلة
منذ زمن بعيد أرسلتها وضلت
ما يجعلنا نلهث عمرا بكامله
فى وقت نحس بأشعة الشمس فى جسد جليدى
كمن يجدد نفسه بالجفاف
أظل هكذا
المعتم أكثر احتياجا ليدك
كل الحكاية
شخص ما
يجب أن يذهب
على وشك أن تظلنى سحابة
سأمضغ ماءها إذا أمطرت
سأفرح مثل طين
بأعشاب يدى حين أضع كوب حليب
فى فمك
..
..
فى أسر المجوسى طللت على شراريف قصرها
كرجل مثقل بالجنيات
كشأن المغتربين لاعقى العظام
الجالسين على موائد الجنون
المنفيين إلى جبل قاف
كآخر السلالة رمل الصحراء محرقتك
و عندما تمر النسمات المارقة لا تجدك
فى بلاد الواق الواق
وحيث البحر المحيط
من مدت شعرها
صعدت ولم أجدها
تجولت فى الغرف الثمانين ككهل
خرجت من الدنيا
وفى مدينة مسحورة أصبحت سمكة حمراء
قضمت النحاس ألف ليلة
وفى الليلة الأخيرة وجدتنى قالبا بسور المدينة
فى اللحظة نفسها تخيلت قطتها
تخيلت ريشها
وهى تلقينى فى الأتون
وبعد ثلاثين عاما خرجت
على سجادتى
كتلة الشعر تلك
لففتها وفى ورقة مثلثة وضعتها
خلف عداد الكهرباء
فرأيت ثلاث حيّات
الأولى فركت أذنى فتألمت
والثانية وضعتتى على سيخ محمى
أما الثالثة فرقصت لى فتعلمت فنون العشق
ثلاث حيات لم يعرفن اسمى
فنجوت من الساحر
..
..
؛.. ينبت فى قلبك الصخر الحى ، ويئن ؛.. وكمنطقة وسطى فى مرمى الجميع .. تحاول المرور على أشلاء يشغلها خلق مساحة فارغة للضوء بين قتلى يحتفلون مثل حرب أهلية .. الصعوبة تكمن فيمن يشاهدك وأنت تنجح ببساطة فى اجتياز فناء البيت ..؛.. تتحسس صدرها المتخم بأصابع تشبه محركات الدفع ..
باستطاعتك أن تجلس لكنما بعد متر تسرى بك كهرباء على بغتة .. شهوة عارمة تسقط منك تجعل أدوات التنظيف بعد كوب ليمون دافئ مكتئبة كما لا يمكن أن تزن حجرا طائرا ، على كنبة فى الصالة تحاول أن تراك بعينك ..
فى ثقل النوم تحدث مراوغات اليقظة بلحمها اللدن كمكنسة وفرشاة بلاط .. هناك دمع بدلو ماء ومسّاحة من المطاط تجمع بقايا النهار وتطرده من زجاج الليل .. تخيل أنك مكنسة على بلاط جسدها والضوء ضوءان :
بعيدا
بعيدا
بعيدا
حين تلاقيها وتظل غريبا
وبعيدا
بعيدا
بعيدا
لا تبزغ من فجر كهذا .. الحياة تطبق عليك جدران البيت كغريب أو كفخ عصافير فى حين أن تتفجر بك الحواس بلا صلاحية فيما الضوء الأول يتوارى تنفتح فى العتمة المضيئة ما يكنه المحبوبون بخلاف مساءات شأنها كمن يهتف بصمت
أحبك
..
..
.... كما لم تفكر جديا كيف تذهب إلى منزلك
هناك متسكعون يحلمون دون طريق
اختفت العلامات بفعل فاعل
ولك أن يقودك من يضاعف آلامك
الرغبة بما فى نفسك
أن يكون بيتك مجهولا
لن تركب باصا
ولن تنظر الفتيات بملابسهن المدرسية
لن تشير حتما للافتات
لن تفتح حسابا فى البنك الأهلى
ولن تستبدل لمبات النيون بلمبات موفرة
أو تجتاز الحديقة الوطنية
تقريبا تقيم نفسك بيتا وتسكن فيه
تظل تتجول وبشكل منفصل من نوافذك
تدعو الناس لضيافة مديدة
غالبا ما لم تخنك الذاكرة ستكون أحسن حالا
فى السير المجهد أنك استضفتها
أياما تحملنا برودة الهواء
كذلك الأعطال فى أن تراقب جسدها كيف يعمل
وبجرعات خفيفة من الحب
أيقظنا الموت
كأن ما تسرب منا طعام لديدان الأرض
ما يربك حقا كيف الأضداد تعمل
كأنبياء كذبة عمل الفاجعة
وببطء شديد نتحرك نحو فضاءات عدة
المؤلم ترتيب المطبخ
مع تلميع الأرضيات بركب مجروحة ..
..
..
.... وعلى ذلك
الإضاءة كانت كافية
العمل المضنى فى خلق جحيم لائق
يستغرق وقتا أطول
أُنظرْ :
الهؤلاء مغلوبون على أمرهم ومليئة بهم الأرض
كم يوما تستطيع بروحك الإلهية خلق عالم أفضل !؟!!!
إن كنت تركت الدنيا لأهلها
فهم لن يتركونك
أنت هالك فى كل حال
عش بين موتاك ربما تطلع بهم للحياة
الأفضل أن تظل هكذا
تنظر
وتحدق
وتأتى لك الأشجار *
المريخ ليس كوكبك ولا الزهرة
ما الفائدة إذا غادرتك مجموعتك الشمسية
الكائن الكونى عادة لا تهمه مادتها بقدر ما يهمه الإنسان
من الوحيد الخلية إلى المتعدد
أنت انفصامى بأشخاص كثر
ويصعب تحديدك
تلك خديعة أتقنها كثيرون ومع ذلك
أُصدقُ هيأتك فى العدم المحض
وتحت جذور الصبارات
الواقع
أنك خارج كل إطار
أنظر :
الوحدة فى الواحدة وحدة أخرى
وتظل من وحدة إلى وحدة
وانت الواحد الواحدة
..
*
إشارة إلى فصل
قالت لى الأشجار
من روايتى
المشاهد كلها
1996
..
..
من يحملك بأسلاك غير بشرى
فى حياة الدمى مثل ذلك
حينئذ بدأت صنع الكلام
حتى ما يطرأ لك من تغير
تعرف أنك خارج الوقت
تتأرجح
لم يكن لك حيزا
يكفى دوام الاحتراق
أو صنع هاوية
قبل نصف قرن اخترت الدرج الأخير
يومها ببقايا قلم رصاص
أنجزت مع كائنات لمبة الجاز
فروضك المدرسية
وصوتها فى الخارج وضع غطاء القش فوق وجهك
معتادا على رعشة فزعة ودفء الأخوة وهدهدة الأم
قبل نصف قرن عشت بين الأساطير
وحكايات الجيران
حتى آخر الليل
يومها - تقريبا - أكلتك فزاعة الحقل
وفى انتقالك من قرية صغيرة إلى مدينة صغيرة يسكنها الريفيون عاينت تلك الأحداث
أحد قاطنيها كان بطلا فى ثورة ما انتهت نهاية مأساوية
كان مخطئا إلا أن الكتب الرسمية تنكر ذلك
القاسى فى ذلك الأمر أن ذلك الحدث بالتحديد كان مأساويا لك أيضا
تحملت ذلك الخطأ
ومع ذلك البطل عشت فى مدينته وزرت قريته وتعرفت عليه من قريب
كان يشبه فزاعة الحقل
فى وقت ما أنكرت تلك المقارنة
ومع ذلك وكعائد من الماضى يتكرر الحلمان
والآن
صرت فزاعة تعقد المقارنات ولا يهمك غالبا
امتعاض كتب التاريخ أو الأقارب
تعرفين وأنت تواجهين نفسك فى مرآتى
ما الذى سيكون
هناك أحلام لن تكون
وهناك زعيم فى نهاية كل ثورة
يفشل
وهناك فوضاى آخر ما ينتجه الجيل الخامس
من الحروب
آخر ما ينتجه أيضا الموت الشائع لحبيبة بعيدة عن مراياى
وأواجه نفسى كل مرة
فأجد زعيما فاشلا يحمل سيفا وفى الميدان يركب حصانه
حصانه الذى لا يجرى مطلقا
..
..
بالطبع أنت واحد من هؤلاء المحظوظين
يسمعك فى مراياهم المنعزلون
لدرجة أن وجودهم محض هراء
كنت تكتب بأحد أمسياتك الشعرية عن الفشل العاطفى
أنه باب الشعراء
ثم تلقى قصيدة
للمقاعد الخالية
تنجح فى استنزاف رصيدك من العقل
تخرج خاليا من كل توتر
وعلى استعداد لتكرار التجربة
فى سِرْكٍ مجانى
ولنا أن نصطنع الدهشة
مجتمعين على هذا النحو
فى بحيرة صيفية
ترتدى فيها جلدهن الجميلات
جلدهن فقط
ويسرك مشهد المقاعد بألوان السعادة
وهى تضحك فى بكاء
أو تبكى فى ضحك
المقاعد لا تفهم يا عزيزى
من وجهة نظرى
كانت تبكى بمرارة عزلتك الأبدية
هذا الكرسى لديه عينان مفقودتان
وبشلل رباعى ظل يصفق
انتبه
للكلمات الطائشة كمرتاب فى الجدوى
أحيانا يجعلك الحزن مفعم بالحيوية
حيث لا ينتبه الطير لشركك
فضرورى أن تحضر ماءك وشباك الصيد
وأيا كان الشيطان
سيحضر
يلقى على سمعك نصا
بعلامات كثيرة فرحة *
وكمرتزق فى الخلاء
يمر الفشل العاطفى أمامك
يفتح باب الشعراء
فتنفجر مراياك ولا ترى نفسك
بعد استنزاف رصيدك من الشعر
ولأن نهارا زائلا حل مكانه نهار زائل آخر
فلا جدوى كما تتوقع
..
* إشارة إلى ديوانى
بعلامات كثيرة فرحة
https://alantologia.com/blogs/26086/
..
..
فيما تمر عليك أشياء لا تستحق الحزن
يوم لا تتذكر اسمك
ولا تكتب فيه
مع طيور الكون الحبيسة
قبل أن تدرك الأشكال نفسها
أدركت المعنى
بإدراك ذاتك
يتحول المعنى إلى شكل ما
وأنت تتأرجح بينهما
أى
لا معنى
و
لا شكل
الحقيقة فى اتجاه
حيث لن ترى ظلك غير غرفة بفندق رخيص
رغم أنك
هائم كالمجرة
و
فائض كمحبرة
يتدفق ما لا تدركه فى
أنت معنى الكون *
وهو يهرب منك ،
يهرب منك المعنى ،
المعنى خيول جامحة وهو يهتف :
لن تدركنى ولن ترانى بإراءتك
والحق بين يديك لا حق
حتى وإن كان حقا
وشكلك محسوب على سواك ..
المعنى
أنك لا معنى وأنت معنى
من خلالك تستطيع أن تكوّن شكلا
ومتى مشيتَ وراءك
تجد ظلك شكلا مؤجلا
..
* هامش
أنت معنى الكون
النفرى
..
..
كتبتَ لها عدة نصوص
وكأنك لم تكتب شيئا
ومع ذلك تجد المجرات تائهة
وعصافير الكون منسية
على شجرة نبتت يوما واحدا
فقط وجدت كونا فارغا
بعصافير ورقية من اللذات المؤجلة
كم وقفت معها على مفترق مجاعات
من نصوص متخثرة
تكفى وجبة
وتعود بعدها للشجرة وهى مخفية
كالواحد فى الواحدة إذا سكن
يوما واحدا كوجبة واحدة
ولا يكفى لعصافيرك
فالعالم منسوج بإبرة
يوما معك يوما مع غيرك
غير أن الخيوط تجدها على قارعة الطريق
..
-------------------------
نصوص ديوان
حياة كاتب السيرة ج3
( أعوام الحزن الثلاثين : أنا هنا يا وحيدتى )
صلاح عبد العزيز
الزقازيق
يونيو/سبتمبر