على مقربةٍ من يديّ
كوبٌ زجاجيٌّ
ينتمي إلى فصيلة الأكواب ذوات
الإطار الذهبيّ،
إنها الفصيلة الأطول عمراً
حيث الأمهات سرعان ما يلتقطنها
من الأرضية لإعادتها إلى الرف .
لأي حدٍ أبدو مبتذلةً وأنا أعصر
دموعي بيديّ بينما
أضغط على كوبيَ اللافت
و باختصارٍ تعوزهُ الحكمةُ :
لقد اشتقتُ لكِ فرط التغلب على الوحدة
فكسرتُ الكوب!
♤
كم مرة رأيتكِ
تنفخين الغبار عن غلاف الكتابِ،
تطوين صفحة
ثم تغيبين في زحام الشوارع الكبيرة ..
كم مرة لمستُ يدكِ
دون أن أمتلكها ،
تحسستُ قلبك دون أن أجده
أضأتُ لك الطريق حتى ينبلج النهار
و نسيت أن أطفئ الفوانيس
التي ستومض مرتعشةً إلى الأبد!
♤
كلمة تلو أخرى
كما تتسرب المياه بأعجوبة
أرغبُ أن أحبك
عدد المرات التي يتعاقب بها عشاقكِ
حتى تترهل عيناي
و يجفُ فمي !
♤
لأتغنج قليلاً وأنا أرتدي قبعتي
رافعاً يديّ نحو
عبورك السريع كالضوء في الحجر ..
لأتفلسف أخيراً ما دام الأمر
واقفاً علي
فأقول أن حبك هو الذي
يمنح الوجود الماثل
ما يكفيه من العدم !
♤
هذا المساء هو المساء الذي أحببته
من أجل أن تبدو
يدكِ ناعمةً كالحجارة
أحسب أنني سأعود حزيناً
مثل آلاف المنسيين
إذ لا يتبدد كل حب العالم إلا
في الماء!
♤
أضع على يدي الإله
الكبيرتين تذكاراً سريعاً
أننا حزانى وذلك لن يغير شيئاً
من مصائرنا المنقوشة على حجر سيادته ..
أخبر الإله اليوم وأخبرُ محبوبي أيضاً
أن البذور الفاسدة
هي كل شيء من تاريخ الأشجار!
♤
ضائعةٌ حياتي كلها
مثل الينابيع السرية وما أرغب بالحفاظ
عليه
هو ما أهبه منحة النسيان الجيدة
ليضيع!
♤
أحياناً أحلم بأن ثمة
حباً خالداً
لا حِيَل لاستعادته أو محوه ..
وهو أيضاً يدوم إلى الأبد
لكني أحبك
فجأة كمن يجلس
تحت شجرة كي يرثيه !
♤
اعتبرتُ ما عشتُه منذ سنة
حباً وهو لم يكن سوى
مبارزة مع الندم الإنساني المترسب
أنني الآن بمواجهة المبارزة ذاتها
لكنني سأحبك هذه المرة
كي أكسبها !
♤
الآن و غداً
وقبل آلاف السنين
حيث كان رجال الكهوف يدفنون رؤوسهم
في شقوق الجدران
حين يبكون ..
أعني أنني أنطوي على دموع غزيرة
دون أن أملك
أسباب البكاء التي تفي بالغرض !
♤
أنتحب لأني ضائع
إذ سيعود الأطفال إلى بيوتهم
آمنين فيما يداهم
الظلام ما أعثر عليه..
يلتمع الضوء البعيد ،
تلتمع النجوم
ثم يجيء النهار لأشعر كالعادة
بأنني لم أستطع
الإمساك بطرفٍ مما قد اختفى !
♤
لتكن لفارس أحلامي
بقرة لا حصان ،
على الطريق العشبي يقعد
ليحتلبها
ثم يكمل مسيرته..
لأكن بانتظاره دون أن أخبره
بالحقيقة المرة ذاتها:
الخيول سريعة للغاية
لكن الأبقار تصل
حتى عندما نتوهمّها فحسب !
♤
أناس كثر ؟ ألا يعني الجميع
الشخص ذاته
الذي يصافحنا في المساء
ثم يجيء صباحاً
لاستعادة يديه ؟
ثمة من يختلط عليه الأمر
فيجر من أكفنا
أصابع أكف أخرى!
♤
إن اعتبرتني البيت الدافئ
ثم هاجرتَ و تركتَ
المصابيح لاهثةً،
الحنفية تقطر دون جدوى،
العشب ينمو حيث ليس هذا الفأل الجيد،
الباب يكاد أن يتخذ لون
وجوه من لا نعرف لهم صلة..
إن اعتبرتني البيت
فأرجو أن تضرب بيديك
طوال حياتك على خشب الباب
فقد دفعتني اللهفةُ ذاتها
لأن ألغي جرس الإنذار!
عامر الطيّب
كوبٌ زجاجيٌّ
ينتمي إلى فصيلة الأكواب ذوات
الإطار الذهبيّ،
إنها الفصيلة الأطول عمراً
حيث الأمهات سرعان ما يلتقطنها
من الأرضية لإعادتها إلى الرف .
لأي حدٍ أبدو مبتذلةً وأنا أعصر
دموعي بيديّ بينما
أضغط على كوبيَ اللافت
و باختصارٍ تعوزهُ الحكمةُ :
لقد اشتقتُ لكِ فرط التغلب على الوحدة
فكسرتُ الكوب!
♤
كم مرة رأيتكِ
تنفخين الغبار عن غلاف الكتابِ،
تطوين صفحة
ثم تغيبين في زحام الشوارع الكبيرة ..
كم مرة لمستُ يدكِ
دون أن أمتلكها ،
تحسستُ قلبك دون أن أجده
أضأتُ لك الطريق حتى ينبلج النهار
و نسيت أن أطفئ الفوانيس
التي ستومض مرتعشةً إلى الأبد!
♤
كلمة تلو أخرى
كما تتسرب المياه بأعجوبة
أرغبُ أن أحبك
عدد المرات التي يتعاقب بها عشاقكِ
حتى تترهل عيناي
و يجفُ فمي !
♤
لأتغنج قليلاً وأنا أرتدي قبعتي
رافعاً يديّ نحو
عبورك السريع كالضوء في الحجر ..
لأتفلسف أخيراً ما دام الأمر
واقفاً علي
فأقول أن حبك هو الذي
يمنح الوجود الماثل
ما يكفيه من العدم !
♤
هذا المساء هو المساء الذي أحببته
من أجل أن تبدو
يدكِ ناعمةً كالحجارة
أحسب أنني سأعود حزيناً
مثل آلاف المنسيين
إذ لا يتبدد كل حب العالم إلا
في الماء!
♤
أضع على يدي الإله
الكبيرتين تذكاراً سريعاً
أننا حزانى وذلك لن يغير شيئاً
من مصائرنا المنقوشة على حجر سيادته ..
أخبر الإله اليوم وأخبرُ محبوبي أيضاً
أن البذور الفاسدة
هي كل شيء من تاريخ الأشجار!
♤
ضائعةٌ حياتي كلها
مثل الينابيع السرية وما أرغب بالحفاظ
عليه
هو ما أهبه منحة النسيان الجيدة
ليضيع!
♤
أحياناً أحلم بأن ثمة
حباً خالداً
لا حِيَل لاستعادته أو محوه ..
وهو أيضاً يدوم إلى الأبد
لكني أحبك
فجأة كمن يجلس
تحت شجرة كي يرثيه !
♤
اعتبرتُ ما عشتُه منذ سنة
حباً وهو لم يكن سوى
مبارزة مع الندم الإنساني المترسب
أنني الآن بمواجهة المبارزة ذاتها
لكنني سأحبك هذه المرة
كي أكسبها !
♤
الآن و غداً
وقبل آلاف السنين
حيث كان رجال الكهوف يدفنون رؤوسهم
في شقوق الجدران
حين يبكون ..
أعني أنني أنطوي على دموع غزيرة
دون أن أملك
أسباب البكاء التي تفي بالغرض !
♤
أنتحب لأني ضائع
إذ سيعود الأطفال إلى بيوتهم
آمنين فيما يداهم
الظلام ما أعثر عليه..
يلتمع الضوء البعيد ،
تلتمع النجوم
ثم يجيء النهار لأشعر كالعادة
بأنني لم أستطع
الإمساك بطرفٍ مما قد اختفى !
♤
لتكن لفارس أحلامي
بقرة لا حصان ،
على الطريق العشبي يقعد
ليحتلبها
ثم يكمل مسيرته..
لأكن بانتظاره دون أن أخبره
بالحقيقة المرة ذاتها:
الخيول سريعة للغاية
لكن الأبقار تصل
حتى عندما نتوهمّها فحسب !
♤
أناس كثر ؟ ألا يعني الجميع
الشخص ذاته
الذي يصافحنا في المساء
ثم يجيء صباحاً
لاستعادة يديه ؟
ثمة من يختلط عليه الأمر
فيجر من أكفنا
أصابع أكف أخرى!
♤
إن اعتبرتني البيت الدافئ
ثم هاجرتَ و تركتَ
المصابيح لاهثةً،
الحنفية تقطر دون جدوى،
العشب ينمو حيث ليس هذا الفأل الجيد،
الباب يكاد أن يتخذ لون
وجوه من لا نعرف لهم صلة..
إن اعتبرتني البيت
فأرجو أن تضرب بيديك
طوال حياتك على خشب الباب
فقد دفعتني اللهفةُ ذاتها
لأن ألغي جرس الإنذار!
عامر الطيّب