مصطفى معروفي - رجُل مولَعٌ بالحضارة

إنه سيخاطبكم حاليا
إنه الرجل الفوضويّ الذي في الطريق
يجدد آياته
له شامةٌ
علّق الظل والطين جانبها
وأتى مارجاً لاخضرارٍ
يؤدي طقوس الدلالة عند يديه
يصير المتاه له ناصرا
والعناصر تذبل عنه بمنأى
إذا قاس وجها تبدى له مثل سهْب
يخاتل ذئبا طليقا
ويعصر ضرعَ امتدادٍ لسنبلةٍ
وهْيَ تغفو على مضضٍ
وكان إذا الانكسار تجلى
يرش الخطايا على شجر ساهمٍ
ثم ألقى بناياته للمدى وتولى
مكابدة الأرض
يمشي إلى قصَبٍ مسْهَبٍ
يرتقي الجمر والماء والهذيان
ويصنع قلبا لمعراجه
هو شطٌّ تجيء إليه النوارس
وهْيَ خِماصٌ
وترجع
وهْيَ بِطانٌ
ينام على كفه وعَلٌ رافل
في شرود أنيق
ويدرك أن له غيمةً تستطيل
وحتى إلى الآنَ
تقترف الاحتمال...
ألا انتبهوا
إنه رجل مولع بالحضارة
يغوي الغيوم
ويحمل لبلابةً ليسمي بها
كل نافذة تشرئبُّ بمنزله.
ـــــــــــ
مسك الختام:
لم يدْر لماذا الخفّاشُ
على ناصية الشارعِ
بارَ
وكان هو القيدوم
وأجمل خفاشٍ بسماءٍ
طارَ.



تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...