مصطفى معروفي - بئر لا تجِفّ

شكرا لكم
أجلتم الأعراس حتى
تربح الخيل الرهان
رفعتم الرايات فانسحب التتارُ
وجاءنا طفل النبوءات الجميلة
لابسا أحواله
مترنّما بالأرض
تتبعه الظلال وتصطفيه
ولست أدري إن نوى نارا تحط
على ذراعيه لتحبل بالمدى
هيّا تعالوا
سوف نغتنم الصهيل
ونعتلي الأرق الجدير بحالنا
سنقول للنهر القويم:
"لك البهاء
وهذه اليد
والدم الأعلى
ودنيانا التي إذ تنحني
تلد احتمال الماء
ثم تمد دائرة بأقواس الطفولة"
في القريبِ
سنكتب التاريخ من علَقٍ
ونوقد فيه بئرا لا تجفّ
وننتشي بحضورنا الملكيّ
بعدئذٍ
نصوغ الاحتفال
على موائدنا
نبيذ الشك
والطلل الحفيّ
ولوحةٌ للأنبياء
وإنني لم آتِ عفوا
كنت قبل هنيهة وحدي
أدجّن نجمة تأتي إلى الشرفات
حاملةً طقوسَ الرعشةِ الأولى
ولم تعرف
بأني قد بنيتُ محجةً
وجعلتُ أَهْدي الطير نحو فجاجها العظمى.
ــــــــ
مسك الختام:
يا ليت شعري
ما دهى تلك الفتاةَ
حتى أنها لم تفتخرْ
سوى بأحمر الشفاهِ؟




تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...