محمد محمود غدية - الجزاء..

أشار قائلا الى من تأخر خطوة خجلا : هشام صديقى مهندس مدنى، هنا اليوم لتهنئتى بعيد ميلادى، حدثته عنك أول دفعة البيولوجى، معزومين انا وانت فى افخم المطاعم، شكرته على العزومة، وكرم الضيافة، هامسة فى أذن المضيف : ماذا قال لك عنى ؟ بعدها توالت اللقاءات، ونشب الحب سهامه فى قلبيهما، فى أقل من عام تم الزواج، كم كان الحب جميلا ورائعا، عامان على زواجهما، طلبت من الزوج إصطحابها للطبيب، بعد توجسها خيفة لتأخر الإنجاب، علم الزوج من الطبيب، ان هناك عيب خلقى فى الرحم يعوق الإنجاب، ماذا أخبرك الطبيب ؟ سألت الزوجة،
- لا ينبغى أن نقلق لغياب الإنجاب بعض الوقت، ومرت الأعوام،
لم يدخر وسعا فى عرضها على أشهر الأطباء، جميعهم أكدوا ماقاله الأول،
الزوج يبتسم وهو يداعب وجنتيها قائلا : لا أريد أولاد يشاركوننى محبتك، سعيد جدا بك وبمحبتك، كان لها بمثابة الزوج والأب والإبن وكل شىء، وفى صفقة عقارية ربح منها الملايين، أودع نصف الأرباح فى حساب زوجته بالبنك، لأنها السبب، فى كل الخير الذى فيه، منذ زواجه منها، ولأن الأقدار دائمة التربص، فقد إختطفته الكورونا فى عيد زواجهما الثانى عشر، لتعيش الوحدة وتجتر الذكريات، التى لم تغب عنها قط، وافقت على إستضافة ابن أختها فى شقتها أثناء دراسته بجامعة عين شمس القريبة منها، عوضا عن إبنها الذى لم تنجبه، ليكون الونس فى الشقة معها،منحته حبها،وكل مايطلبه ومالا يطلبه، وخصصت له مصروف يومى كبير لا يحلم به، وإبتاعت له أفخر الملابس، كأنه إبنها وأكثر، الولد فى دهشة من عطايا خالته، الذى فاق الوصف، منحها الإهتمام والثقة، طلب منها عمل توكيل عام باإسمه، ليتسنى له الإشراف على الأراضى الزراعية والعمارة، التى ورثتها عن زوجها، ليتمكن من تحصيل الإيجارات وإيداعها فى حسابها البنكى، وعلى طبق من الثقة، يقدم لها إيصالات الإيداع البنكية،
حتى كان يوما، إتصلت بها شقيقة زوجها تسألها عن بيع الأراضى الزراعية، فى هذا التوقيت، بباخس الثمن، والأرض ستدخل تقسيم مبان، بعد ستة أشهر، مما يساهم فى رفع وزيادة القيمة ثلاثة اضعاف ماباعت، بين دهشة الزوجة التى لاتدرى شيئا عن ذلك البيع، وتسأل إبن أختها، إبنها الذى لم تنجبه، ليخبرها مكشرا عن أنيابه وبكل صفاقة : أنه باع الأرض الزراعية، بموجب التوكيل العام المحرر له من جهتها، لأنه الأحق بكل ورثها، وهى من تعيش الوحدة، دون زوج وأولاد، تسقط إعياء صريعة الدهشة والمفاجأة المروعة، وفى إفاقتها تلغى التوكيل، وتقبض على ماتبقى، وترفع دعوى للتبديد، ونوايا الحب الطيبة .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...