ياسر محمد صالح - عبثت / مع عمري

ابني الصغير منصوري ،
ذكراه تدفئ أطرافي/ ، ..
اشتاق لانفاسه و حضنه الصغير... بدأت المسافة أكثر بعدا من ذي قبل و انا اسرع للقياه عائدا من رحلة علاجية طالت عصبي السابع و اقعدتني زمنا طويلا محبوس بين جدران بيضاء.. دلفت الي دكاكين بجوار محطة الباصات تبيع اقنعة لحيوانات مختلفة الأشكال و الالوان ، اخترت له قناع ثعلب فقد حانت اعياد الميلاد ..
.. لفت نظري قناع رجل عجوز ،تجاوز التسعين من عمره برزت تجاعيده ، كانما سقط جزء من وجهه ، خطرت لي فكرة أن افاجئ منصوري ، ليكتشفني متواريا خلفا مرحا و عشقا لرؤيته ..وضعت القناع علي وجهي، و احكامه بدبوس معدني.. بدأ احساس حقيقي بسريان حالة تحويلي الي رجل عجوزا، ..هرم ، أصبت بضمور سريع طال صوتي و تنفسي.. تيبست ارجلي .. انهارت عزيمتي فهويت علي الارض لا اقوي علي الحراك... نهضت اتكئ علي حافة حائط قصير ..
حاولت نزع القناع،، خارت قواي ،، صار ملتصقا بجسدي، له رائحة العرق و احساس غريب بجسم لا اعرفه.
هل يعقل اني صرت حبيس عمري الجديد..
بدأت اتقدم متعثرا،، اتلفت في حيرة ،، زاد سعالي..
تطاردني نظرات مملوءة شفقه،، و تمتد ايدي ، مؤازره خطواتي لقطع طريق الاسفلت، بعضهم نفحني فلوسا و اخرين تعالت أصواتهم تنبهني للاحتراس .... تهت اياما كثيرا في وسط المدينة و بالصدفة وصلت لاطراف حارتي ، عاجزا عن شرح حالتي و هويتي... رأيت زمرة اطفال مقنعين يلعبون بمرح و منصوري يتوسطهم بدون قناع..

القضارف - سبتمبر 2022

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...