ياسر محمد صالح

الكتابة توخز نبض الحوجة لاثراء محيط الإلهام . المعرفة الإنسانية لا حد لها من الاتساع بما رحبت من قرار ،، صناعة الابداع الاثرائي/ الوجداني، ينبوع تمتزج فيه مهارات الكتابة " الحكي "" الاصغاء... انه خيال جامح يستنطق الحرف و الاحتراف لوضع مفصل الكلمات في إطار يحركه موج من التأثير الايحائي و...
مقهي، يفتش عن قهقهة زبائنه القدامى.. .الصداقات الجميلة ،، انكسارات الحياري.. عن حضور الغائبين ، و لو لحين،، .. رحل الغياب ملوحا ، اسئ لذكري باقية ،، هرم الثبات و استبد الحزن طاغية علي المكان.. كل الوجوه علي الجدار تصدعت... كل المناضد فارغة ،، من يحتسي بن وحيدا ، شاردا أنفاسه ارواح ذكري...
اغدو و امسي،، حقيبتي تخلو من سفر و متاع.. تستدرجني خطاي صعودا ،،، اتسلق حائط يتكئ علي ظل اجوف ، تخور قواي ،، ترتطم شواهد موتي علي صفحة ماء تترنح، تتراءي كقصور مزخرفة تسكنها عرائس بحر / عزاري بجدائلها المرسومة بحبر الماء / أدغاث احلام فقدت في زحمة رجاءات منسية ،، يلسع نحل شبق...
فكرة لقائِه شدّت مفاصل رغبتي ،، تلك قصتي مع الترقب،، طُربت حين رأيته يعبر امامي..ندوبه الصغيرة علي صفحة وجهه ،. تُحاكي نُظم فسيفساء نُمقت بحرز ، خطواته الواثقة تحفر بايقاعها صدي يرنُ و لا يملُ سماعه ، صديقي تيره راقب سٍيماء انطباعاتي المشوبة بالتمني ، " دعني ارتب لك لقاء مع السماوي"...
أثارت قضية المنافسة الحادة لاقتناء رفات أحدي اعتي الطغاة و جلادي شعبه،، موجة من السخط العالمي و التهكم ، امراة عجوز باحدي دور العجزة و المسنين ،" كانت تبتسم و تردد. : يا للهول ! " رحيلي لن يحظي باهتمام ،، سيغيب أبنائي ،، من سيدفننا بتقدير... عاصفة من الانتقادات ، اجتاحت كل انحاء العالم ،،...
ابني الصغير منصوري ، ذكراه تدفئ أطرافي/ ، .. اشتاق لانفاسه و حضنه الصغير... بدأت المسافة أكثر بعدا من ذي قبل و انا اسرع للقياه عائدا من رحلة علاجية طالت عصبي السابع و اقعدتني زمنا طويلا محبوس بين جدران بيضاء.. دلفت الي دكاكين بجوار محطة الباصات تبيع اقنعة لحيوانات مختلفة الأشكال و الالوان ،...
زفرات اسى حارقة ، تملكت فؤادي .. استدار ظلي الي ادني موطئ قدمي، صرت مكشوفة في عراء تحت شمس لاهبة، لا احد يستطيع أن يمنحني ظلا جديدا للانطلاق ، و الافلات من وعثاء كابوس لازمني كطيف اينما رحلت ،../ تطاردني نظرات اوصدت ابوابها ، " بجرم علق بي ردحا من الزمن ،، لا امت له بصلة.. في ذاك العمر الزاهر...
ذاع صيتي ، و نشرت صوري و حديثي في كثير من القنوات الفضائية، نسجت لي حكايات تمددت كالنار في الهشيم ، ترنم بها الركبان علي طول البوادي ، فقد تحولت من قروي قح الي بطل قومي، سمعتي الباهرة انتشرت في تلك المجتمعات البسيطة التي تذدهر فيها الخرافة لتصنع واقع يصعب محوه بسهولة ... اصدقائي معارفي ،...
اخيرا نجحت في امتلاكها ،،، يا لها من فكرة هائلة.../ لماذا اضعت كل تلك السنوات يا حسون ،، و هي علي مرمي حجر منك ،، بدات اتحسس جيوبي الخاوية تماماً /... تخلصت من كل مقتنياتي ،،اوراق هويتي ،، جهاز تلفوني،، سلسلة مفاتيحي التي انوء بحملها و ثقلها الدائم ... بدأت اغفو و ضحكة فاترة ترسم فقاعة...
كنا نغادر بلاد السعف و اعواد البخور ،، متواريا خلف اوردتي لاحتمي من قلق التردد، و نحن نرسم مسار فرارنا نحو عالم جديد ،، لم نكن ندرك بأنه خديعة مغلفة بورق السليفون ،، تقتات حيوات نابضة بالحياة و تنثر فتاتها كفراشات براقة ، جاذبة ببؤرتها المتكورة لأجساد انهكها النسيان... كان صمتي المهجور...

هذا الملف

نصوص
10
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى