ياسر محمد صالح - كروشيه استوائية..

كنا نغادر بلاد السعف و اعواد البخور ،، متواريا خلف اوردتي لاحتمي من قلق التردد، و نحن نرسم مسار فرارنا نحو عالم جديد ،، لم نكن ندرك بأنه خديعة مغلفة بورق السليفون ،، تقتات حيوات نابضة بالحياة و تنثر فتاتها كفراشات براقة ، جاذبة ببؤرتها المتكورة لأجساد انهكها النسيان...
كان صمتي المهجور وراء أقبية حزني يصعد بانفاسه المتلاحقه وراء ضباب أفكار تزيد من تسارع تساؤلاتي الناقدة لهجرتي العبثية ...
بدا انتمائي يتأرجح بين شد و اندفاع لولوج عالم اخر ،، أتقنت صناعته اكاذيب مرسله بالوان قزحية ، عالم خلف الحدود سرق جدران سماءنا البهية ، و صنع لنا موطن بديل بنكهة قهوة محلي بطعم بسفوري ، و أغطية من الكروشيه و رفاه يلجم تساؤل القلق من دوافع كرم ينحني لكل رغباتنا الملحة ...
تريث يا رفيقي ؟ انك تعبر اخر رواق يطل علي خيار ابدي !
اخر الكلمات التي خرقت طبل أذني ،، و كلتيهما تطن بدوي ازيزا اكافح لابتلاعه ، و طائرتي تعبر فواصل بين الخرافة و اليقين .
كيف يعلق موطئ قدميك في براثين التوهان ؟ ، تاركا عالم فوضوي اخٱز ، و احلام و خيوط و اثٱر ندوب متناثرة علي جلد تيبست طبقاته الاستوائية ،..
كان صوتا يعنفني ،، يا سيدي :
من المعيب تقييم حركة انتقال الآخرين فوق سهل إدراكهم ،
غاصت جزوري في حمض أرض عقيم،. صرت شتات اطياف و بقايا أضواء علي أرصفة باردة ،. اصطف في طوابير الاعانة و اشارك محتجا علي صعود اليمين المتطرف و اذدواج معايير شغف البنك الدولي لافقار حزام البؤس في شرق افريقيا ،، بدأت رويدا رويدا انسل من اهتماماتي المنطقية لدراسة حصار هويتي من تغيير محتمل ينزع آخر جيوب ارتباطاتي القديمة ، صرت اسيرا لادلجة مفاهيم توطني ، تاركا حبل غارب دفة محيطي الحيوي، ليسير متمهلا في فضاء ماكر ، نسجت حبائله بإتقان و تففن يحاكي براعة قرون من الحداثة ، امتهنت استجلاب الخامات البشرية لإدارة تروس الحضارة البيضاء

لم يجدي نضالنا التافه جدوي للدفاع عن اخر معاقلنا ؟؟ ...
كان اطفالي يغادرون طوعي للدفاع عن عالم متحضر شكل وعيهم الغض ، تاركين تماهي محبتنا ادراج الرياح..،، لتعصف الوحدة باوجاعنا المتناثرة علي أرصفة البؤس ،، اطفالي الرائعين تسربوا كزفير يخرج من مقصلة التاكسد الي عدمية الحياة...
لم يعودوا كما الفناهم ،، صاروا ذرات هجين تدور كفراشات ترفرف في سماءوات لازوردية مشبعة بالكلور ، و بأجنحة تعاند الرسوء علي مرافئها القديمة..
شتات ، و بقايا أضواء علي أرصفة مقعرة تحاكي قصص تناثرت اشلاءها في جوف الماء علو الحزن ، مداه علي مد الانتظار...
كنت اتكئ وحيدا علي نفسي في غرفتي الباردة مسترسلا شريط تتداخل يقظته بأصوات مبهمة ،، لم تعد تقوي ذاكرتي للتيقن بين فصول تتعاكس دورانها مع عقارب تعصف باوجاعي المتناثرة علي أرصفة الياس..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى