أليسار عمران - أريدُ زوجةً كأمي..

تبدو كطفلةٍ تصغي إلى أحاديثِ قلبي دون أن أنطقَ بها وتطبطبُ على جراحي تدعمُ خطواتي في الطّرقاتِ الوعرةِ لأصلَ
وإن تجاهلتها وأصابني غرور الرّجالِ حين يصلونَ
تهدّدني بالرّحيل واختيار حياتها التي تليق بكبريائها
أريدها حرّةً مستقلّةً عنيدة ولكن حنونةٌ وذكيةٌ
أريدُها أن تحتوي طيشي، مغامراتي المجنونة ، تعاقبني حينَ أخطىء ، تحاسبني حينَ أجورُ، تعانقني بنظرتها بفخرٍ حين أقومُ بفعلٍ رجوليّ في المجتمعِ ، وحينَ يرقّ قلبي للمساكين والضعفاء
أريدُ زوجةً كأمي تعطي ولا تنتظرُ شيئاً
ولكنها بالمقابلِ لا تقبلَ أن يهان الخير الذي تقدّمهُ بطيبِ خاطرٍ إلا و تردّ عليه بمختلف الردودِ في فضاء الاحتمالاتِ غير المتوقعةِ
أريدُ زوجةً كأمي لاتحتاجُ إلى رجلٍ يدافعُ عنها لأنها بألفِ رجلٍ
أريدها ذكيّةً مرحةً تصنعُ من أطفالي رجالاً أقوياء وتصفعهم حين تداهمهم النرجسية والشكوى لتقول لهم انبتوا بقوةٍ من عمقكم ، تحدثوا بصوتٍ عالٍ وجريء
لا تكذبوا، وكونوا صادقينَ، كونوا أنتم وحسبْ لا تقلّدوا أحداً
بل اجعلوا هذا العالم يجهد ليصلَ إلى مستواكم
أريدُ زوجةً كأمي قاسيةٌ لكنها بمنتهى العطفِ، تغضبُ وتهدأُ وترضى للتوّ
أريدها ملهمة، مقاتلة، متمرّدة، انتقائية، رهيبة
أريدُ زوجةً كأمي أبكي لو جعلتها تحزنُ يوماً
وأرتفعُ وأعمّر قلبها بالمحبةِ من بعد كلّ نوبةِ طيشٍ وجنونٍ تحتويني!
تغفرلي!
وتحتضنني كما لو أنني طفلها الصغير
أريدُ زوجةً كأمي لاتقبلُ أن تكملَ عمرها بنصف حبٍّ ولانصف حياة
أسلمها زمام قلبي ومفاتيحه وأدقّ على بابِ قلبها لأطلب رضاها
أريدها أن ترقصَ
أن تغني
أن تعزفَ
أن تمارس الرياضة
أن تتجملَ وتتحمّل
أريدهاطاهيةً صبورةً، نظيفةً ولكن ليس إلا درجةِ الوسواسِ القهريّ
أريدها أن تقرأَ وتتعلّم ولا تمنحني كلّ وقتها ولاتقبلُ أن تكونَ عبدةً ومقيّدةً وأثقُ بها أكثر من ثقتي بنفسي
تفرضُ عليّ قوانين احترام نظافةِ المنزلِ وطاقتهِ وحراسته من الحسّادِ،تجعلني كقارةٍ تضطرّ احترام مواثيقها وعقودها مع القارة التي ارتبطت معها بميثاقٍ سماويّ
أريدها أن تدعو لأولادي
"روحوا إلهي تبليكم بزوجة مثل أمكم"

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...