النفس نوعان ـ مشدودة ومسترخية.
المسترخية .. تترهّل كالحبل، تتجسّم في ورم ودسم مرة، وتتكوّر وتتجوّر في شبه عدم مرات ومرات، لا ضابط للحالتين، ولا حدود للمرتين .. تتنازل بصغر المغلوب على أمره عن كثير من كبرياء القامة المشدودة، وانسجام القيافة المطلوبة.
والمستريحة أيضًا، اللامبالاة تغلب عليها، ويجرّدها فقدان المسؤولية ضياء الوجه المشتعل نشاطًا، ونور العين الممتلئة ضياء.
واللاهية المتنزّهة العابثة أيضًا، تضرب في كل اتجاه وترقص على كل دف، تذيب إنسانها في حيوانها، ترسل الكلام على عواهنه، وتلتقطه على علاته، تفقد مصفاة التمييز في الحالتين.
مثل هذه النفس أعجز من أن تحمل أشواق الأمة، وتجسد آمالها، وأضعف من أن تدفع عنها عدوانًا أو تدرأ خطرًا. مثل هذه النفس في حاجة إلى تهذيب وتدريب.
وهناك النفس المشدودة، كالوتر الرنان، كلما شد سحبه، صفا صوته، وعذبت رنّته .. تصبح كالدر اليتيم يقل وزنه ويرتفع ثمنه.
والجادّة كذلك، تلبسها المسؤولية وجهًا جديدًا، وثوبًا روحيًا قياديًّا، تتصاعد معه إلى مستوى الأحداث، فإذا هما قمّتان تجتذب الواحدة الأخرى.
والمستعدّة المتحفزّة المتهيّئة كذلك، تكاد تطير وهي تسير، يتحول ماؤها إلى طوفان، وإنسانها إلى جان، تستضيف في الصدر ماردًا عملاقًا .. وفي القلب إرادة خلاقة.
النفس المستعدة، تغلق عينًا يوم تسدد، فاتساع الرؤيا وتشعّبها وتفرّعها يفقدها دقة التسديد، وهكذا تقتصر أهدافها على هدف واحد، ومصلحة عليا.
مثل هذه النفس تجسد أشواق الأمة، وقادرة أن تدفع العدوان وتدرأ الأخطار.
مثل هذه النفوس لمثل هذه الأيام.
29.05.1967
فيتونجي
جريدة الدستور
المسترخية .. تترهّل كالحبل، تتجسّم في ورم ودسم مرة، وتتكوّر وتتجوّر في شبه عدم مرات ومرات، لا ضابط للحالتين، ولا حدود للمرتين .. تتنازل بصغر المغلوب على أمره عن كثير من كبرياء القامة المشدودة، وانسجام القيافة المطلوبة.
والمستريحة أيضًا، اللامبالاة تغلب عليها، ويجرّدها فقدان المسؤولية ضياء الوجه المشتعل نشاطًا، ونور العين الممتلئة ضياء.
واللاهية المتنزّهة العابثة أيضًا، تضرب في كل اتجاه وترقص على كل دف، تذيب إنسانها في حيوانها، ترسل الكلام على عواهنه، وتلتقطه على علاته، تفقد مصفاة التمييز في الحالتين.
مثل هذه النفس أعجز من أن تحمل أشواق الأمة، وتجسد آمالها، وأضعف من أن تدفع عنها عدوانًا أو تدرأ خطرًا. مثل هذه النفس في حاجة إلى تهذيب وتدريب.
وهناك النفس المشدودة، كالوتر الرنان، كلما شد سحبه، صفا صوته، وعذبت رنّته .. تصبح كالدر اليتيم يقل وزنه ويرتفع ثمنه.
والجادّة كذلك، تلبسها المسؤولية وجهًا جديدًا، وثوبًا روحيًا قياديًّا، تتصاعد معه إلى مستوى الأحداث، فإذا هما قمّتان تجتذب الواحدة الأخرى.
والمستعدّة المتحفزّة المتهيّئة كذلك، تكاد تطير وهي تسير، يتحول ماؤها إلى طوفان، وإنسانها إلى جان، تستضيف في الصدر ماردًا عملاقًا .. وفي القلب إرادة خلاقة.
النفس المستعدة، تغلق عينًا يوم تسدد، فاتساع الرؤيا وتشعّبها وتفرّعها يفقدها دقة التسديد، وهكذا تقتصر أهدافها على هدف واحد، ومصلحة عليا.
مثل هذه النفس تجسد أشواق الأمة، وقادرة أن تدفع العدوان وتدرأ الأخطار.
مثل هذه النفوس لمثل هذه الأيام.
29.05.1967
فيتونجي
جريدة الدستور