مصطفى معروفي - خرج القوم يتجهون لآبارهم

ما الذي منحَ الماءَ صورتَه
فغدا كبياض يقيم له
يققُ العين أزكى إفاضاته بين
كافٍ ونونٍ؟
ومَنْ سكَّ نبض الجدار إلى أن
صحا بمناديلَ للطير وهْوَ لها
منشئٌ حالةً من غضبْ؟
حين جئت القبيلة
لم أجد الريح زرقاءَ
لم أجد الخيلَ ذات الصهيل
كعهدي بها
خرج القوم يتجهون لآبارهم
علّقوا الأمنيات على جنَبات الطريق
فصاروا سدى...
أيها الرجل المارُّ مبتهلا
خذ لك الآن قافلةً
وانفخ القيظ في دربها
أنت مغتَسَلُ الاحتمالِ
وعيدُ الطيور ونجمتها الملكيّةُ
أنت مراوحةالغيم بين سماواته
وشهادته الراسيةْ...
يرتقي النخل زهْو الصحاري
عراجينه تطمئن إليه
ولكنها ما تزال
تشاكس نافذة للبكاء
تبجِّل ظلَّ الهلامِ الأثيرِ...
بعثْتُ إلى الخيل بالحمحماتِ
وقايضتُ جلد الخريف بأحلامها
سأجرُّ إلى الناي حبري
لأبني به مدنا من رخام العصور الجليديّة.
ـــــــــــــ
مسك الختام:
جنبَ الحائطِ
أخذ القط يغني
والفأر يسب الحائط
لكن النهر بدا متسعا أكثرَ
تحت سماء أخرى.





التفاعلات: نقوس المهدي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...