عبدالكريم الناعم - أَقْبِلوا على جياد الرّيح

يا إخوتي الذّين لم تَعُدْ تُثيركم نضارةُ
الصّفصافِ ، والعيونْ
يا إخوتي الذين آختْ الحجارةُ المُلقاةُ بيننا
على مَفارق الطُّرقْ
يا حرْبةَ الرّمح الوضيء في جراحيَ المُعَذَّبَهْ
يا وَهَج الدّموع ، والرّمادِ والنّوى ، والأَتْرِبَهْ
يا إخوتي الذين كلما ذكرْتُكم تلفتَّتْ مَحاجرُ الورقْ
يا طالعينَ من بوّابةِ الظّنونْ
يا من تُصارعونَ الخبزَ ، والرّياح ، والرّدى
وتَعبرون من مَفارق الصّدى . . .
إلى ظلالِ هذه المَمالك المسوَّدَهْ
ممالكِ الفرسانِ ،
والحروف والزّمانْ
يا إخوتي . . .
وَحْدَكمُ اللذين لا أحبّ غيرَكم
حَنَتْ علينا امُّنا العنقاءُ ،
أورثَتْنا حبَّها الأفاقَ ،
والكواكبَ المُشرّدَهْ
فَأَقْبلوا على جياد الرّيح ، والمنى
سنلتقي لليلةٍ . . .
وَنَفْترقْ
وسوف تبقى بعدنا العنقاءُ قِصّةً
عتيقةً ، لا تَحترقْ .
حمص 14/11/1970

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...