جاكلين سلام - رهينة الحبر..

1
الخرائطُ تتلاقى في التِيهْ
خطوطٌ نازحةٌ بلا سَمْتْ
تؤسسُ مملكةً أو تكاد
في الذهن أسماكٌ تتصارع
وثمةَ مَن يوشكُ على الغرق
أُعيد على الروحِ القول
تنفّسي بعمقْ ، عبر القلبِ
تنفسي
2
مراكبُ الروحِ كلماتٌ ولا بـحر
تمخرُ في السر
تقتصُّ من قيلولتي
تحجُبُ ماهيّةَ الاختناق،
تنزلقُ
تسقطُ في شِباكِ النصّْ،
تشربُ الحبر،
الحبر فاضحْ ، حين الإيغالُ في غيرِ الماءِ المرتجى
حين احترقتْ عينا السمكة ، جفّت الكلمات
ومازلتَ كما أنتَ
حنانيكَ يا ابنَ آدم،
أيها الغريب
3
لا ملحَ في البحيرات
مزّقتُ شِباكي وسَكينةَ الموج
رفضتُ انتزاعَ أحشاءِ سمكةٍ تنتحر
تضربُ الإسمنتَ بزعانِفها
شمّرتْ سيدةٌ عن نقيضِ أمومتِها
كشطتْ قشورَ الحكايةِ وما تبقّى
السمكةُ حيّةً تدخل المِقلاة
السمكةُ حيَةً تخرج من المِقلاة
السمكةُ مأدبةٌ تناولوها مع الملح والخبزِ والنبيذ
بكيْتُ،
استغربَ المدعوون
قالوا
غداً تفهمين دروسَ البحر
حنانيكم، كم كنتم غرباء
4
سمكةً ، كلمةُ ساعةِ الخلق
سيدةً ، رهيـــنةُ الحبــر
كيف لا، ومن مائها جمرُ الأساطير
تهجُسُ في الحبر، تشهدُ الإقامةَ في الموت
تختنقُ في الهجرات
ترتطمُ والخرائطَ في العمقِ الأقصى
غريــبةً والحرائقُ مراراً
حنانيكِ أيتها النار
5
قبل أن ترقصَ موتَها
ثمةَ من قطفَ الوهْج
بلكمةٍ حنونة،
غشّى بصرَها، تلى عليها
غشّى روحَها
لم تعدْ تسمع ،
لم تعدْ ترى
لم تعد
هجَرتْ، لم يعد البـحرُ بحراً
نسيتْ أسمَها ، لم تعدْ سمكة
صارتْ في اليمِّ دمعةً كُحْلِيّة
حنانيــكِ أيتها المتـــاهة
6
بين العَماء والعَماء، ذاكرةُ البدء
تنامُ ، وعيناها راعِفتان صوبَ البحر
في موتِها تَصقُلُ الأبعادَ وتعود
تفسدُ المعاني وخبايا الأســفارِ السرية
حنانيـــــكَ
حنانيكَ أيها المـــلح

جاكلين سلام

* نشرت القصيدة في مجلة "البحرين الثقافية"
** من مجموعة "رقص مشتبه به" إصدار عام 2005

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...