محمد الصالح الغريسي - سنبقى على أرضنا... شعر

تَعََاليْ حبيبة قلبي نغادرْ
تعالي نهاجرْ
إلى كوكب في المدى
تعالي نجهّزْ لنا الفلك من كلّ زوج
ونعبرْ إلى كوكب في الكواكب آخرْ
فذي الأرض ضاقت بنا مذ ْترامتْ
لتشمل من كلّ نذل وفاجرْ
نفوس تردّت بأقصى حضيض
وكلّ بما فيه من موبقات يفاخرْ
و كلّ يحمّع للشرّ مالا
وكلّ بِعِنْدٍ لديه يكابرْ
وكلّ بعزّ النّهار تقيٌّ
وفي اللّيل لصّ خسيس مقامرْ
يعاقر خمر البغايا
ويجمع من كلّ ساحرْ
ليقهر في النّاس كلّ ضعيف
وينسف جهد الكدود المثابرْ...
تعالي سلافة قلبي نغادرْ
تعاليْ نهاجرْ
فليس لنا بعد هذا مُقام
و في الأرض قتل
تضيق بأجداثنا واسعات المقابرْ
وليس لنا بعد هذا مقام
بأرض تجفّ بها خارقات العقول
وتُكْسَرُ أقلامها والمحابرْ
يُحْشَرُ أَعْلاَمُهَا في السّجونِ
وتُلجم أفواهها في المنابرْ
إذا ضاقت الأرض يوما بقوم
تَنَادَتْ لهم في البلاد الْمَهَاجِرْ
وكم في القديم سرى أنبياءٌ
إلى أرض خير يُنَاصَرُ فيها المُهَاجِرْ
وظلم القريب أمضّ وأنكى
يغمّ القلوب ويدمي المحاجرْ
فلا تركبوا البحر يا من سريتم بليل
هروبا من الشرّ نحو المخاطرْ
كذلك خلف البحار شرورٌ
وفي كلّ أرض زنيم وفاجرْ
فهيّا رفيقة دربي نغادرْ
لنبحث عن كوكب في المدى
قليل المتاعب شاغرْ
تصان المحارم فيه،
جميلا تقدّس فيه المشاعرْ.
وحين هممنا بأحمالنا كي نغادرْ
زهت وردة ضاع منها أريج
وغرّد طير بروض مجاورْ
وهبّت نسائم عطر يهزّ المشاعرْ
تردّد بين الضّلوع وجيبٌ:
ألا أيّها الرّاحلون الهوينا..
ألا أيّهذا المهاجرْ
أراكم ضجرتم، فصبرا جميلا
و لا تهجروا
ففي الرّوض زهرٌ وعطرٌ
وعشّ لطائرْ
فَرَاشٌ يرفرف بين الورود ونحلٌ يناورْ
ففي الأرض ما يستطاب لعيش
ويحلو لناظرْ
ففكّي الحقائب يا عطر روحي
سنبقى على أرضنا رغم أنف العدى
ورغم الشّرور ورغم المخاطرْ

06/01/2021
محمد الصالح الغريسي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...