أمُوتُ وَأعْرِفُ..
لِمَاذَا يَخافُ النَّاسُ مِنْ العَفَارِيتْ؟!
لُطَفَاءٌ جِدَّاً هُمْ..
أغْلَبُ مَا فِي بَالِ العَفَارِيتِ شَيءٌ مِنَ اللّهْوِ البَرِيء
ألْعَابُهُمْ العَادِيّةُ الّتِي تَبدُو لَنَا خَوَارِقَاً..
هِي عَادَةً مَا تُرَوّعُنَا
فبَينَمَا أحَدُهُمْ مَعَ فَرَاشَةٍ يَلْهُو...
يُثِيرُ تِلكَ الزَّوْبَعَة
مع أَنّ العَفَارِيتَ لَا تَأكُل الْكُرُنْبَ مُطْلَقَاً
وعنْدَمَا يَنُطُّ مُبْتَهِجَاً...
فَهُوَ لَا يَقْصِدُ أبَدَاً أنْ يَبْطَحَ كَوكَبَاً كَزُحَلْ
فَيَطْمِسُنَا بِالْفِلِزّاتِ التُّرَابِيّةِ السَّاعِلَة
ذَلِكَ ظَنُّ مَنْ لمْ يُعَاشِرُهُمْ فِي أسْفارِهِ قَطّ
لُطَفَاءٌ جِدَّاً هُمْ
مِنْهُمْ مَنْ أهْدَى فَرِيدَ الأطْرَشَ مَرْسَحاً...
يُضَاهِؤُ بِهِ تِيَاتْرُو البُوومْ شِيكَا بُوومْ..
حَتّى أنّهُ وَكْزَةُ فَقَضَى عَلَيْه...
كُلُّ صُفَّارَةِ اعْجَابٍ لِتَحِيَّة كَارْيُوكَا...
سَرَقَهَا
كُلُّ آه يَا نَجَفْ...
وحِلْو يَا نَجَفْ..
كُلَّهَا كُلَّهَا....
حَشَدَهَا بِكَامِلِ الصَّخَب....
وحَمِيَّةِ نِهَايَاتِ الأغَانِي الأرْبَعِنِيّة
كَيْ تَحُوزَ ( يَا سَلَامْ عَلَى حُبّي وْحُبّكْ) شُهْرَتَهَا
رَغْمَ اعتِرَاضَهَا عِفْرِيتَة هَانِمْ...
سَاهَمَتْ فِي شِرَاءِ كُولِيهٍ مِنْ ذَهَبٍ
كَيْ يَخْطُبَ فَرِيدُ عَلِيَّة
بَعضُ العِفْرِيتَاتُ يَدُوسْنَ قُلُوبَهُنْ مِنْ أجْلِنَا
لَيْتَكُمْ تُوقِنُون
وَ ذَاتَ بَرِيزَةٍ مَا كَانَتْ (فَكّةً) بَعْدُ
أوْشَكَتْ أنْ تَصِيرَ سَانْدَويتْشَاً مِنْ بَسْطِرْمَة....
وَشَيئَاً مِنْ هَاضِمٍ كَ سِيكُو
تؤانِسُ مَعِدَةً خَاوِيَة
جَبَرَ بِهَا مُصْطَفَى خَاطِرَ طِفْلٍ يَتِيمْ..
فَأمْسَتْ فَانُوسَاً صَدِئَاً !
تَدَخَّلَ عَفْرَكُوشٌ مَا وَقتَهَا..
أهْدَاهُ وَلِيمَةً تَفِيضُ بالمَنْسَفْ..
وَجَدْيَاً مِنْ جِدَاءِ سَوَاكِنَ..
تَنِزُّ البَهَارِيزُ مِنْهُ...
نَزَّ قَلْبٍ عَصَتْهُ أمَانِيّ
أنَقَدَهُ فُلُوسَاً وَسْوَسَتْ فِي آذَانٍ طَبَقِيّة...
فارْتَأَتْهُ الآنِسَةُ نَاهِدُ عَرِيسَاً مُنَاسِبَاً خَالِص
بِصَرْفِ النَّظَرِ عَنْ (بُقُّه)
مِنَ العَفَارِيتِ مَنْ لَا يَأنَفُ سُكْنَى الفَوَانِيس
رَغْمَ غِنَاهُ الفَاحِشِ وَفَقْرِهَا المُدْقِعْ.. شُفْتُمْ !!
وَمَنْ العَفَارِيتِ....
مَنْ صَنَعَ لِعُصْفُورٍ أفَنْدِي طَاقِيّةْ..
أنْقَذَتْهُ مِنْ بَلْطَجِةِ أمِينْ
وَمِنْ شَبِّيحَةِ الحَارَاتِ قاطِبَةً
َاخْتَلَقَ لَهُ نَظَرِيّةَ الْبَالَالَمْ...
لِيَحُوزَ سَبْقَاً صُحَفِيَّاً مَعَ مُلُوكِ الشَّوْكِ لَاطَة
مِنَ العَفَارِيتِ مَنْ يمُوتُ اختِيَارَاً...
لِيمْنَحَنَا بُرْنِيطَةً نُجَابِهُ بِهَا آمَالَاً تَحْرَنْ عَلَيْنَا
كُنْتُ أسْمَعُ دَوْمَاً مِنْ أُولَئكَ وَ مِنْ هَؤلَاءْ...
المُلْتَصِقَةُ بِمَقْعَدَاتِهِمْ مَسَاطِبُ الدُّورُ ..
مَنْ عَفْرَتُوا عِفْرِيتَاً (طَلَعْ لُهُمْ ف الضَّلْمَة)
أنّهُمْ عَايَنُوا العَفَارِيتَ وَهِيَ تَلْعَبُ فِي الغِيطَانْ
مِنْهُمْ مَنْ تَقَمّصَ حِمَارَاً عَلَى سِكّةِ العَدْرَا
وَمِنْهُمْ مَنْ هُوَ جَحْشَاً مَا زَالْ
ومَا فَكّرَ فَلّاحٌ أنْ يَمْتَطِيهْ..
والأمْرُ فِي مُنْتَهَى البَسَاطَة
عَنْدَمَا تَرَى عِفْرِيتَاً لَا يَخْدُمَكْ..
اغْرِسْ إبْرَةً فِي عَجِيزَتِه..
كَمَا قَالَتْ الحَوَادِيتُ فالحَكَايَا لَهَا خِبْرَاتُهَا
سَيُصْبِحُ حِمَارَاً خَدُومَاً مِنْ لَحْظَتِه
كَيَفَ يَخَافُ مُعْتَادٌ مِهْنَتَهُ رَكُوبَ الحَمِيرِ حِمَارَاً؟!
قَالُوا :
فِي لَيَالٍ تَنْبَحُ الرِّيحُ فِيهَا..
تَتَنَاثَرُ العَفَارِيتُ أرَانِبَاً سُودَاً كَنَكْسَةْ
تَمْرَحُ آلآفُ الجِمَارِ عَلَى نَجِيلِ الطُّرُقَات
ومَا اصْطَادَهُمْ بَرَكَاتٌ رَحِمَهُ اللّه
هَذَا اللّصُّ الطَّيبُ الّذِي أرْهَقَ السّوقَ جِدَاءً..
وإوَزّاً وَ أرَانِبَاً..
مَا كَانَتْ عُنَاقٌ مِنْهَا تَخُصُّ حَظَائرَِ الجِيرَانْ
لِصٌّ شَرِيفٌ بَرَكَاتٌ كَانْ
هَؤلَاءِ الْ أرْدَافُهُمْ تُعَانِقُ الحَصِيرْ
مَنْ أصّلُوا لِانْتِصَارِ الهَرْوَلة
وعَمّدُوا القَشعَرِيرَة...
وَأوْعَدُوهَا عِيدَاً كَالغُطَاسْ
يَغُوصُونَ سُكَاتَاً كُلّمَا زَمجَرَ العَارْ
كُلَّمَا قَالَ قَائِلٌ : اجْرِي يَا عَبْدَ الهَادِي..
حَاقَ بِهِمْ رَهَقٌ
وَغَشَّاهُمْ مَا غَشَّى بَرِيرَاً مَأكُولَا
مَا بَالُ أقْوَامٍ مِنْ الإنْسِ اكْتَالُوا عَلَيّ تَخَاوِيفَا...
وَخُلَعَاً عَلَّهمْ يُرْهِبُون ؟
ظَنُّوا انَّهُمْ عَاقَبُونِي...
بِعِفْرِيتٍ لا يَتَقَمَّصُ الأرَانِبْ
العِفْرِيتُ الّذِي كَانَ يَسْكُنُ حَارَةَ (أبُو الخَيْر)
لَمْ يَكُنْ ضَعِيفَ الشَّخْصِيَّةِ.. أبَدَاً
لَمْ يَتَمَثّلُ لِي أرْنَبَاً..
ولَا حَتَّى عِجْلَاً مِنْ جَامُوسٍ أنِيسْ
دَائِمَاً مَا تَمَثَّلَ كَلْبَاً عَقُورا..
فَاتَهُ أنِّي أتُرُكُ الإدْرِينَالِينَ بالدّارْ
مِنْ مَوْتِ أبِِي....
وَانَا أتْرُكُ الإدْرِينَالِينَ كُلّهُ عِنْدَ رَأسِ أمِّي
لِذَا لَسْتُ مِمّنْ خَافُوا عِفْرِيتَاً أبَدَاً
العِفرِيتُ الّذي مَا زَالَ يَسكُنُ حَارَةَ ( أبُو الخَير)
كَمْ اجْتَهَدَ فِي تَعْطِيلِي أيَّامَ الآحَادْ..
عَنْ الذّهَابِ لِدُكّانِ الأطْرَش
الرّجُلُ الوحيدُ الّذِي كَانَ يَبِيعُ لنَا أفْلَامَ السّهْرة
مُنْذُ نُعُومَةِ أظَافِرِ الكَهْرُبَاءْ..
واخَتِيَالِ تِلفَازٍ أوْحَدٍ يَأكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدَيْه
ويَفِيضُ عَلَى رَبِّ الدّارِ...
رِيعَاً رُبّمَا نَاهَزَ (التلاتة أبيض)
أُجزِمُ أنّهُ حِينَ فِيلْمٍ كالفُتّوّةِ....
مُزْدَحِمٍ بالتَّنَاوُش...
وَضَرْبِ الأقْفِيَةْ...
سَيَتُوهُ فِي عَدِّ سَبْعَةِ أبَيَضٍ كَامِلَة !
أنَا مَنْ يُحِبُّ أكْتِشَافَ المَلَاحِيظَ الصّغِيرَة
شَرَفَنْطَحُ مَثَلَاً...
أمْسَكَ الشَّوْكَةَ بِيُمْنَاهُ فِي فِيلْمِ سِي عُمَرْ
وَ تِلْكَ كَبِيرَةٌ أنْكَرَتْهَا السُّفْرَةُ المُوَالِيَة
وَ مَا كَانَ مَعَهُ سَاعَةً بِطَرْفِ الكَاتِينَة
الكَاتِينَةُ كَانَ يَلُفَّهَا حَولَ سَبّابَتِهِ لَوْ أمْعَنتُمْ
طَامَّةٌ كُبْرَى هَذِهِ أيْضَا.. وَفِي صَمِيمِ الجَنْتَلَة
وَلَمّا قَالَ سَمِير غَانِمْ :
( تِشْتِرِي سَاعَة بِكَاتِينة) ؟... كَانَ يُشَاكِسُه
فَأشَارَ لِأخْطَاءٍ جَوْهَرِيَّةٍ مِنْ الوَاجِبِ تَصْحِيحِهَا
فَكَيْف لِعِفْرِيتٍ أنْ يُثْنِينِي عَنْ هُوَايَةٍ مُفَضَّلَة؟!
وَعنْ رُتَقٍ فِي أزْيَاءِ التَمْثِيلِية؟!
أوْ عَنْ أيّامٍ يُضَاعِفُ فِيهَا التّلْفَازُ جُرعَتَه؟!
الآحَادُ الّتِي كَانَتْ تُنْتَظَر..
يَفْتَحُ التّلْفَازُ فِيهَا حُجْرَةَ الجُلُوس
(مِنْ صَبَاحِيّةْ رَبِنَا لِحَدّ الساعة عَشرة وِ وشْويّة)!
تَتَبَادَلُ فِيهَا فِرْيَالْ صَالِحُ الْكُرْسِيَّ
مَعَ أحْلَامْ شَلَبِي
تَأخُذُ كِلْتَاهُمَا سَاعَتَيْنِ للطَّبِيخ بِالتَّنَاوُبْ
مُحَمَّلَتَيْنِ كِلْتَاهُمَا بِالْ ( خُدُوا بَالْكُمْ )
فالنُّكْتَةُ القَادِمَة جَدِيدَة !!
وكَأنَّنَا دُونَهُمَا...
سَنَجْهَلُ أنَّ كِيتِي عِفْرِيتَةٌ شَرِيفَةْ
وَإنْ دَخَلَتْ بالشِّيفُونِ عَلَيْنَا!!
مِمَّا أتَذَكَرَهُ لِعَبدْه فَوْزَ اللّه..
أنّهُ أحْجَمَ عَنْ فِيلْمِ الأخِ الكَبِيرْ
الفِيلْمُ فِيهِ سُمٌّ قَاتِل..
لَا عِرَاكَ فِيهِ ولَا يَحْزَنُونُ..
مُجَرّدْ صَفْعَة...
بَعْدَهَا سَيَعْتَذِرُ أحمَد رَمْزِي لِفَرِيدْ شَوْقِي
فِيلْمٌ بِلَا ( خَبْطٍ وَ رَزْعْ )..
ومِنْ دُونِ خُدُوشٍ...
مِنْ دُونِ كُسُورٍ تُحَبِِّلُ المَشَافِي بِالغَضَبْ
لَا يَسْتَحِقُ أنْ يُنْفِقَ عَبْدُه قِرْشَهُ النُّحَاس
كَانَ يَدَّخِرُ رُعْبَهُ
يُحَوِّشُ دَقّاتِ قَلْبِهِ الرّعْدِيدْ..
لِيَوْمٍ تُعْلِنُ فِيهِ مُذِيعَاتُ الرَّبْطِ..
وِفِي نَفَسٍ وَاحِدْ :
سَيِّدَاتِي / آنِسَاتِي / سَادَتِي
نُقَدِّمُ لَكُمْ الآنَ الفِيلْمَ العَرَبِي..
دِمَاءٌ عَلَى النِّيلْ
فاشرَبُوا قِلَالَكُمْ حُرِّيَّةً مُضَمَّخَة
النّادِرُ مِنَ العَفَارِيتِ مَنْ يَتَقَمَّصُونَ كِلَابَاً عَقُورَة
وَمَا هُمْ بالكِلَابْ..
حَمِيرٌ يا سَادَتِي فَاسْتَعِيرُوا الإبَرْ
مَاضٍ أنَا يا عَبْدُه..
نَحْوَهُمْ بِإبْرَتِي ( الصَّوّافِي )
سَأدْهَمُ مِنْهُمْ مَنْ يَسْكُنُ حَارَةَ ( ابو الخَير )
لِأشَارِكُ أبطَالَ دِمَاءٍ عَلَى النِيلِ التَّمَرُّد
أعتَقِدُ أنَّ عَبْدُه فَوزَ اللّهِ كَانَ عَلى حَقّ
وأنَّ الزّعَنَّقَ رَجُلٌ صَدُوقُ النّخَامَة...
كُلُّ الّذِينَ أغْرَقَهُمْ بُصَاقُهُ... حُثَالَة
مَاضٍ نَحْوَهُمْ أنَا يَا عُبَدْ..
وَلَوْ لَمْ تُسَاهِمْ بِقِرْشِكَ النُّحَاس
سَتَصْحُو المَدَائِنُ عَلَى مُنَادٍ يَصِيح
الزَّعَنَّقُ أنَقَذَ المَدَائِنْ .
__________________________
السيد فرج الشقوير
لِمَاذَا يَخافُ النَّاسُ مِنْ العَفَارِيتْ؟!
لُطَفَاءٌ جِدَّاً هُمْ..
أغْلَبُ مَا فِي بَالِ العَفَارِيتِ شَيءٌ مِنَ اللّهْوِ البَرِيء
ألْعَابُهُمْ العَادِيّةُ الّتِي تَبدُو لَنَا خَوَارِقَاً..
هِي عَادَةً مَا تُرَوّعُنَا
فبَينَمَا أحَدُهُمْ مَعَ فَرَاشَةٍ يَلْهُو...
يُثِيرُ تِلكَ الزَّوْبَعَة
مع أَنّ العَفَارِيتَ لَا تَأكُل الْكُرُنْبَ مُطْلَقَاً
وعنْدَمَا يَنُطُّ مُبْتَهِجَاً...
فَهُوَ لَا يَقْصِدُ أبَدَاً أنْ يَبْطَحَ كَوكَبَاً كَزُحَلْ
فَيَطْمِسُنَا بِالْفِلِزّاتِ التُّرَابِيّةِ السَّاعِلَة
ذَلِكَ ظَنُّ مَنْ لمْ يُعَاشِرُهُمْ فِي أسْفارِهِ قَطّ
لُطَفَاءٌ جِدَّاً هُمْ
مِنْهُمْ مَنْ أهْدَى فَرِيدَ الأطْرَشَ مَرْسَحاً...
يُضَاهِؤُ بِهِ تِيَاتْرُو البُوومْ شِيكَا بُوومْ..
حَتّى أنّهُ وَكْزَةُ فَقَضَى عَلَيْه...
كُلُّ صُفَّارَةِ اعْجَابٍ لِتَحِيَّة كَارْيُوكَا...
سَرَقَهَا
كُلُّ آه يَا نَجَفْ...
وحِلْو يَا نَجَفْ..
كُلَّهَا كُلَّهَا....
حَشَدَهَا بِكَامِلِ الصَّخَب....
وحَمِيَّةِ نِهَايَاتِ الأغَانِي الأرْبَعِنِيّة
كَيْ تَحُوزَ ( يَا سَلَامْ عَلَى حُبّي وْحُبّكْ) شُهْرَتَهَا
رَغْمَ اعتِرَاضَهَا عِفْرِيتَة هَانِمْ...
سَاهَمَتْ فِي شِرَاءِ كُولِيهٍ مِنْ ذَهَبٍ
كَيْ يَخْطُبَ فَرِيدُ عَلِيَّة
بَعضُ العِفْرِيتَاتُ يَدُوسْنَ قُلُوبَهُنْ مِنْ أجْلِنَا
لَيْتَكُمْ تُوقِنُون
وَ ذَاتَ بَرِيزَةٍ مَا كَانَتْ (فَكّةً) بَعْدُ
أوْشَكَتْ أنْ تَصِيرَ سَانْدَويتْشَاً مِنْ بَسْطِرْمَة....
وَشَيئَاً مِنْ هَاضِمٍ كَ سِيكُو
تؤانِسُ مَعِدَةً خَاوِيَة
جَبَرَ بِهَا مُصْطَفَى خَاطِرَ طِفْلٍ يَتِيمْ..
فَأمْسَتْ فَانُوسَاً صَدِئَاً !
تَدَخَّلَ عَفْرَكُوشٌ مَا وَقتَهَا..
أهْدَاهُ وَلِيمَةً تَفِيضُ بالمَنْسَفْ..
وَجَدْيَاً مِنْ جِدَاءِ سَوَاكِنَ..
تَنِزُّ البَهَارِيزُ مِنْهُ...
نَزَّ قَلْبٍ عَصَتْهُ أمَانِيّ
أنَقَدَهُ فُلُوسَاً وَسْوَسَتْ فِي آذَانٍ طَبَقِيّة...
فارْتَأَتْهُ الآنِسَةُ نَاهِدُ عَرِيسَاً مُنَاسِبَاً خَالِص
بِصَرْفِ النَّظَرِ عَنْ (بُقُّه)
مِنَ العَفَارِيتِ مَنْ لَا يَأنَفُ سُكْنَى الفَوَانِيس
رَغْمَ غِنَاهُ الفَاحِشِ وَفَقْرِهَا المُدْقِعْ.. شُفْتُمْ !!
وَمَنْ العَفَارِيتِ....
مَنْ صَنَعَ لِعُصْفُورٍ أفَنْدِي طَاقِيّةْ..
أنْقَذَتْهُ مِنْ بَلْطَجِةِ أمِينْ
وَمِنْ شَبِّيحَةِ الحَارَاتِ قاطِبَةً
َاخْتَلَقَ لَهُ نَظَرِيّةَ الْبَالَالَمْ...
لِيَحُوزَ سَبْقَاً صُحَفِيَّاً مَعَ مُلُوكِ الشَّوْكِ لَاطَة
مِنَ العَفَارِيتِ مَنْ يمُوتُ اختِيَارَاً...
لِيمْنَحَنَا بُرْنِيطَةً نُجَابِهُ بِهَا آمَالَاً تَحْرَنْ عَلَيْنَا
كُنْتُ أسْمَعُ دَوْمَاً مِنْ أُولَئكَ وَ مِنْ هَؤلَاءْ...
المُلْتَصِقَةُ بِمَقْعَدَاتِهِمْ مَسَاطِبُ الدُّورُ ..
مَنْ عَفْرَتُوا عِفْرِيتَاً (طَلَعْ لُهُمْ ف الضَّلْمَة)
أنّهُمْ عَايَنُوا العَفَارِيتَ وَهِيَ تَلْعَبُ فِي الغِيطَانْ
مِنْهُمْ مَنْ تَقَمّصَ حِمَارَاً عَلَى سِكّةِ العَدْرَا
وَمِنْهُمْ مَنْ هُوَ جَحْشَاً مَا زَالْ
ومَا فَكّرَ فَلّاحٌ أنْ يَمْتَطِيهْ..
والأمْرُ فِي مُنْتَهَى البَسَاطَة
عَنْدَمَا تَرَى عِفْرِيتَاً لَا يَخْدُمَكْ..
اغْرِسْ إبْرَةً فِي عَجِيزَتِه..
كَمَا قَالَتْ الحَوَادِيتُ فالحَكَايَا لَهَا خِبْرَاتُهَا
سَيُصْبِحُ حِمَارَاً خَدُومَاً مِنْ لَحْظَتِه
كَيَفَ يَخَافُ مُعْتَادٌ مِهْنَتَهُ رَكُوبَ الحَمِيرِ حِمَارَاً؟!
قَالُوا :
فِي لَيَالٍ تَنْبَحُ الرِّيحُ فِيهَا..
تَتَنَاثَرُ العَفَارِيتُ أرَانِبَاً سُودَاً كَنَكْسَةْ
تَمْرَحُ آلآفُ الجِمَارِ عَلَى نَجِيلِ الطُّرُقَات
ومَا اصْطَادَهُمْ بَرَكَاتٌ رَحِمَهُ اللّه
هَذَا اللّصُّ الطَّيبُ الّذِي أرْهَقَ السّوقَ جِدَاءً..
وإوَزّاً وَ أرَانِبَاً..
مَا كَانَتْ عُنَاقٌ مِنْهَا تَخُصُّ حَظَائرَِ الجِيرَانْ
لِصٌّ شَرِيفٌ بَرَكَاتٌ كَانْ
هَؤلَاءِ الْ أرْدَافُهُمْ تُعَانِقُ الحَصِيرْ
مَنْ أصّلُوا لِانْتِصَارِ الهَرْوَلة
وعَمّدُوا القَشعَرِيرَة...
وَأوْعَدُوهَا عِيدَاً كَالغُطَاسْ
يَغُوصُونَ سُكَاتَاً كُلّمَا زَمجَرَ العَارْ
كُلَّمَا قَالَ قَائِلٌ : اجْرِي يَا عَبْدَ الهَادِي..
حَاقَ بِهِمْ رَهَقٌ
وَغَشَّاهُمْ مَا غَشَّى بَرِيرَاً مَأكُولَا
مَا بَالُ أقْوَامٍ مِنْ الإنْسِ اكْتَالُوا عَلَيّ تَخَاوِيفَا...
وَخُلَعَاً عَلَّهمْ يُرْهِبُون ؟
ظَنُّوا انَّهُمْ عَاقَبُونِي...
بِعِفْرِيتٍ لا يَتَقَمَّصُ الأرَانِبْ
العِفْرِيتُ الّذِي كَانَ يَسْكُنُ حَارَةَ (أبُو الخَيْر)
لَمْ يَكُنْ ضَعِيفَ الشَّخْصِيَّةِ.. أبَدَاً
لَمْ يَتَمَثّلُ لِي أرْنَبَاً..
ولَا حَتَّى عِجْلَاً مِنْ جَامُوسٍ أنِيسْ
دَائِمَاً مَا تَمَثَّلَ كَلْبَاً عَقُورا..
فَاتَهُ أنِّي أتُرُكُ الإدْرِينَالِينَ بالدّارْ
مِنْ مَوْتِ أبِِي....
وَانَا أتْرُكُ الإدْرِينَالِينَ كُلّهُ عِنْدَ رَأسِ أمِّي
لِذَا لَسْتُ مِمّنْ خَافُوا عِفْرِيتَاً أبَدَاً
العِفرِيتُ الّذي مَا زَالَ يَسكُنُ حَارَةَ ( أبُو الخَير)
كَمْ اجْتَهَدَ فِي تَعْطِيلِي أيَّامَ الآحَادْ..
عَنْ الذّهَابِ لِدُكّانِ الأطْرَش
الرّجُلُ الوحيدُ الّذِي كَانَ يَبِيعُ لنَا أفْلَامَ السّهْرة
مُنْذُ نُعُومَةِ أظَافِرِ الكَهْرُبَاءْ..
واخَتِيَالِ تِلفَازٍ أوْحَدٍ يَأكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدَيْه
ويَفِيضُ عَلَى رَبِّ الدّارِ...
رِيعَاً رُبّمَا نَاهَزَ (التلاتة أبيض)
أُجزِمُ أنّهُ حِينَ فِيلْمٍ كالفُتّوّةِ....
مُزْدَحِمٍ بالتَّنَاوُش...
وَضَرْبِ الأقْفِيَةْ...
سَيَتُوهُ فِي عَدِّ سَبْعَةِ أبَيَضٍ كَامِلَة !
أنَا مَنْ يُحِبُّ أكْتِشَافَ المَلَاحِيظَ الصّغِيرَة
شَرَفَنْطَحُ مَثَلَاً...
أمْسَكَ الشَّوْكَةَ بِيُمْنَاهُ فِي فِيلْمِ سِي عُمَرْ
وَ تِلْكَ كَبِيرَةٌ أنْكَرَتْهَا السُّفْرَةُ المُوَالِيَة
وَ مَا كَانَ مَعَهُ سَاعَةً بِطَرْفِ الكَاتِينَة
الكَاتِينَةُ كَانَ يَلُفَّهَا حَولَ سَبّابَتِهِ لَوْ أمْعَنتُمْ
طَامَّةٌ كُبْرَى هَذِهِ أيْضَا.. وَفِي صَمِيمِ الجَنْتَلَة
وَلَمّا قَالَ سَمِير غَانِمْ :
( تِشْتِرِي سَاعَة بِكَاتِينة) ؟... كَانَ يُشَاكِسُه
فَأشَارَ لِأخْطَاءٍ جَوْهَرِيَّةٍ مِنْ الوَاجِبِ تَصْحِيحِهَا
فَكَيْف لِعِفْرِيتٍ أنْ يُثْنِينِي عَنْ هُوَايَةٍ مُفَضَّلَة؟!
وَعنْ رُتَقٍ فِي أزْيَاءِ التَمْثِيلِية؟!
أوْ عَنْ أيّامٍ يُضَاعِفُ فِيهَا التّلْفَازُ جُرعَتَه؟!
الآحَادُ الّتِي كَانَتْ تُنْتَظَر..
يَفْتَحُ التّلْفَازُ فِيهَا حُجْرَةَ الجُلُوس
(مِنْ صَبَاحِيّةْ رَبِنَا لِحَدّ الساعة عَشرة وِ وشْويّة)!
تَتَبَادَلُ فِيهَا فِرْيَالْ صَالِحُ الْكُرْسِيَّ
مَعَ أحْلَامْ شَلَبِي
تَأخُذُ كِلْتَاهُمَا سَاعَتَيْنِ للطَّبِيخ بِالتَّنَاوُبْ
مُحَمَّلَتَيْنِ كِلْتَاهُمَا بِالْ ( خُدُوا بَالْكُمْ )
فالنُّكْتَةُ القَادِمَة جَدِيدَة !!
وكَأنَّنَا دُونَهُمَا...
سَنَجْهَلُ أنَّ كِيتِي عِفْرِيتَةٌ شَرِيفَةْ
وَإنْ دَخَلَتْ بالشِّيفُونِ عَلَيْنَا!!
مِمَّا أتَذَكَرَهُ لِعَبدْه فَوْزَ اللّه..
أنّهُ أحْجَمَ عَنْ فِيلْمِ الأخِ الكَبِيرْ
الفِيلْمُ فِيهِ سُمٌّ قَاتِل..
لَا عِرَاكَ فِيهِ ولَا يَحْزَنُونُ..
مُجَرّدْ صَفْعَة...
بَعْدَهَا سَيَعْتَذِرُ أحمَد رَمْزِي لِفَرِيدْ شَوْقِي
فِيلْمٌ بِلَا ( خَبْطٍ وَ رَزْعْ )..
ومِنْ دُونِ خُدُوشٍ...
مِنْ دُونِ كُسُورٍ تُحَبِِّلُ المَشَافِي بِالغَضَبْ
لَا يَسْتَحِقُ أنْ يُنْفِقَ عَبْدُه قِرْشَهُ النُّحَاس
كَانَ يَدَّخِرُ رُعْبَهُ
يُحَوِّشُ دَقّاتِ قَلْبِهِ الرّعْدِيدْ..
لِيَوْمٍ تُعْلِنُ فِيهِ مُذِيعَاتُ الرَّبْطِ..
وِفِي نَفَسٍ وَاحِدْ :
سَيِّدَاتِي / آنِسَاتِي / سَادَتِي
نُقَدِّمُ لَكُمْ الآنَ الفِيلْمَ العَرَبِي..
دِمَاءٌ عَلَى النِّيلْ
فاشرَبُوا قِلَالَكُمْ حُرِّيَّةً مُضَمَّخَة
النّادِرُ مِنَ العَفَارِيتِ مَنْ يَتَقَمَّصُونَ كِلَابَاً عَقُورَة
وَمَا هُمْ بالكِلَابْ..
حَمِيرٌ يا سَادَتِي فَاسْتَعِيرُوا الإبَرْ
مَاضٍ أنَا يا عَبْدُه..
نَحْوَهُمْ بِإبْرَتِي ( الصَّوّافِي )
سَأدْهَمُ مِنْهُمْ مَنْ يَسْكُنُ حَارَةَ ( ابو الخَير )
لِأشَارِكُ أبطَالَ دِمَاءٍ عَلَى النِيلِ التَّمَرُّد
أعتَقِدُ أنَّ عَبْدُه فَوزَ اللّهِ كَانَ عَلى حَقّ
وأنَّ الزّعَنَّقَ رَجُلٌ صَدُوقُ النّخَامَة...
كُلُّ الّذِينَ أغْرَقَهُمْ بُصَاقُهُ... حُثَالَة
مَاضٍ نَحْوَهُمْ أنَا يَا عُبَدْ..
وَلَوْ لَمْ تُسَاهِمْ بِقِرْشِكَ النُّحَاس
سَتَصْحُو المَدَائِنُ عَلَى مُنَادٍ يَصِيح
الزَّعَنَّقُ أنَقَذَ المَدَائِنْ .
__________________________
السيد فرج الشقوير