هاني رضيو عبدالله - وهنا محمد

بعنا إليهم مالدينا فاشتروا
وهنا مُحَمّدُ بالجلالةِ يُغمرُ

مدحوك ما بلغوا مكانَك إنما
وقفوا بحيرتِهم ومنك تعذّروا

واستجمعوا أمراً لعلّ خيالَهم
يُرمى بشيءٍ عنك ثم استغفروا

سجدوا الى الجبارِ كيف بهم وقد
عجزوا عن التعبير إنك أكبرُ

الله خالقُ نورهِ هل نورُهُ
إلاك أنتَ لنورِ ربك مظهرُ

ولديك روحٌ منهُ تُشبِهُ رؤيةً
للآنَ مُذ نُفِخَتْ فلا تتكرّرُ

مُنذُ الحياة تكوّنت أشكالُها
وليومِنا يعلو مداك ويُزهِرُ

وكأنك القدرُ الذي بصحيفةِ
الدنيا وفوق خُطوطهِ تتجبّرُ

لعظيمِ سيرتِك التي
لم تنتهِ الكلماتُ
فيها هيبةٌ لا تُقهرُ

وحقيقةٌ هو أنَّ أولَ طينةٍ
جاءت تُسمّى أنتَ فليتدبّروا

سيرون معناكَ المديدَ مُسجّلاً
بالعرشِ محظوظٌ بهِ مَن يظفرُ


ملَأتْ مشاعرَهم فنادوا خشيةً
رُحماك غصّتْ بالكتابةِ أسطُرُ

وهواك أنعشَهم فعاشوا هكذا
كالنائمين وفي هواكَ تستّروا

صاحبَتَ لهفتَهم إليك تُظلُّهم
كفّاك فالعقلُ المُحبُّ مُسيّرُ

لاخوفَ منك فكُلُّ عقلٍ مُثقلٍ
بالعشقِ في هذا الوصالِ مُخيّرُ

صاحوا على الدنيا محمدُ لم يمُت
لكنهُ عن جاهليهِ مُشفّرُ

وتدافعوك من المحبةِ كُلُّهم
أطفالُك الجوعى رأوك فكبّروا

مولايَ هل مثلي يراك وما أنا
إلا مُريدٌ أن يراك يُفكِّرُ

أنا لا أُفتِّشُ عن معاجزِك التي
مرّت ولا فيما لديك أُبشِّرُ

وروايةُ التاريخِ ليست حُجّةً
عندي ولا الراوي يقولُ ويضمِرُ

أنا مُنذُ في هذا
الوجودِ خُلقتُ إنساناً
بغيرِك بالتشابُهِ أكفُرُ

إذ أنتَ فردٌ
واحدٌ لكنّ سرّكَ
في تقاسيمِ الحقائقِ يكثُرُ

يكفيك أنكَ مُنتدى أحديّةٍ
منها إلى الذاتِ اللطيفةِ يُعبَرُ

أُرسلتَ تقريباً بشكلِك بيننا
ونقولُ عنك على التناسُبِ مُنذِرُ

أمّا الحقيقةُ فهيَ فوق تصوّرِ
العُرفاءِ بل أبداً ولا تتفسّرُ

أحرجتَ هذا الكونَ يومَ كشفتَ عن
معناك لولا أن سترتَ يُدمَّرُ

سجدوا ليُوسفَ وهو دونك ضائعٌ
قد لايفي هذا السجودُ ويصغرُ

نكروا علينا مولداً ياحسرةً
وقعوا بها مَن لا ينالُك يخسرُ

وغداً يضجُّ الخلْقُ نحوك خيفةً
مِن ربِّهم أنتَ الوحيدُ تُقرِّرُ

آمنتُ فيكَ فيا عظيماً ما لهُ
حدٌّ وإيماني شراعٌ أخضرُ

يا مَن على العرشِ استوى بمقامهِ
الرحمنِ يجدرُ لو بهِ تتكبّرُ

رُحماك منك أُريدُ كُلَّ حوائجي
وحوائجي في العالَمَيَن ستُذكرُ

فَرَحَاً رسولَ اللهِ ياذا العزّة
الكُبرى وياذا الشأن لايتعذّرُ

عُرضت لكَ الأعمالُ أعلمُ أنّ لي
ما لايسرُّ ووجهُ ذنبيَ أصفرُ

ما لي سوى حُبّي شفيعٌ يا أبا
الزهراءِ فاغفر لي الذي لايُغفرُ

أنا في مديحِك سيدي لا أحذرُ
أنتَ الذي في الكائناتِ مُدبِّرُ

لمّا حُملتَ على الأيادي شُبِّهت
لعُيونِهم حاشا لمثلِك يُقبرُ

هاني
ديوان
الطائر الصوفي .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...