عادل المعيزي - عرق الحرّية..

الوَشْمُ سَتَحْفِرُهُ الريحُ على زَنْدِ الصحْرَاءِ
بِلاَ خَلَلٍ
الموسيقَى ستَعْزِفُهَا الريحُ عَلى أطْرَافِ القَصَبِ المَثْقُوبِ
بِلاَ مَلَلٍ
الريحُ سَتَحْمِلُ رَائِحَةَ الضَجَّةِ في آنِيَةِ الحُلمِ
بِلاَ عِلَلٍ
وسَتَجْمَعُ أطْيَافَ الغُرَبَاءِ عَلى أوْرَاقِ صَحَائِفَ
تَنْثُرُهَا وتُلَقِّحُ أزْهَارَ اللّوزِ
بِلاَ قُبَلٍ
وَسَتَغْمُرُ وَجْهَ العَاشِقِ حينَ يَهمُّ بخصْلَتِهَا فَتُغَطّي الأفْقَ
بلا وَجَلٍ
الريحُ سَتَرْفَعُ فُسْتَانَ المَرْأةِ، تِلكَ المرأةُ حَتَّى تَتَعَرَّى أنيَابُ الشهْوَةِ
وبِلاَ خَجَلٍ
سَتُرَافِقُ سِرْبَ النَّحْلِ إلى حَقْلِ الأحْلامِ، سَتَتْرُكُهُ في نِعْمَةِ أطْيَافِ الأزْهَارِ
بِلاَ عَسَلٍ
الريحُ سَتَرْمي أشْرِعَةَ الأقْدارِ إلى جِهَةٍ حُبْلَى وَسَتَنْزَعُ أدْبَاشَ الغَرْقَى إذْ سَمعُوا أجْرَاسَ الأجْدَادِ تَدقُّ على مَهَلٍ أعْنَاقَ المُوسيقَى وتُنَادي هل كَانَ الغَرْقَى من فرطِ الحلمِ يريدونَ الحَرْقَ إلى مُدُنِ الأنْوَارِ
بلاَ بَلَلٍ؟
الريحُ، سَيَأتي الوَحْيُ إلى الشُعَرَاءِ إذَا كَذِبُوا وإذَا هَامُوا في كُلِّ الوِدْيَانِ وقالُوا مَا فَعَلوا
وبِلاَ رُسُلٍ
الريحُ سَتَخْلَعُ بَابَ الفَجْرِ وتَهْدِمُ بَيْتَ القَشِّ إذا ارْتَفَعَتْ كَفٌّ عَالِيَةٌ، للقَيدِ هيَ كَاسِرَةٌ أَوَ تَحْسَبُ أنَّ الريحَ
بلا أمَلٍ
وعَلَى عَجَلٍ الريحُ سَتَذْرُو هذي الكَلِمَاتِ عَلَى الأصْقَاعِ فَتَنْبُتُ في أدْغَالِ الخَوفِ الحُرِّيَّةُ أوْدِيَةً زَرْقَاءَ مِنْ آيَاتِ السهْلِ وَمِنْ عَرَقِ الجَبَلِ


تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...