ما حاجَةُ القَلْبِ للأَلْفاظِ والجُمَلِ
سَأَكْتُبُ اسْمَكِ بالآهاتِ والقُبَلِ
.
فَوْقَ الغُصونِ الحِسانِ الخُضْرِ أَكْتُبُهُ
بِخافِقٍ دائِمِ التَّفْكيرِ مُنْشَغِلِ
.
أَنْتِ الزَّبَرْجَدُ مَحْمولاً إِلى عَدَنٍ
يَكْفيكِ عِزّاً جِوارُ الحُورِ والرُّسُلِ!
.
أَنْتِ الحَقيقَةُ والغيدُ الحِسانُ صَدىً
شَتّانَ بَيْنَ حَقيقِيٍّ ومُنْتَحَلِ!
.
وأَنْتِ ما نَسَجَ القيتارُ مِنْ نَغَمٍ
وأَنْتِ ما سَكَبَ العُصْفورُ مِنْ عَسَلِ
.
وأَنْتِ هَمْسُ التَّرانيمِ التي انْسَكَبَتْ
وأَنْتِ صَوْتُ العَذارى في فَمِ الأَزَلِ
.
صارَتْ بِضَحْكَتِكِ الصَّحْراءُ في بَلَدي
صَحْراءَ مَزْروعَةً بالحُبِّ والأَمَلِ
.
لَمْ أَلْقَ غَيْرَكِ حَسْناءً مُنَقَّحَةً
فَالأُخْرَياتُ جَوارٍ في يَدِ الرَّجُلِ!
.
الحُبُّ تَوْأَمهُ الإيمانُ إِنْ سُقِيا
جادا وإِنْ نضَبا صارا بِلا عَمَلِ!
.
والحُبُّ يَغْسِلُ ما بِالرُّوحِ مِنْ دَرَنٍ
ما عيبَ حُبٌّ بِأَدْيانٍ ولا مِلَلِ
.
إِذا أَحَبَّتْ قُلـوبُ العاشِقينَ سَمَتْ
كَأَنَّها دونَ أَحْجامٍ ولا كُتَلِ!
.
وكَمْ مِنِ امْرَأَةٍ في العُمْرِ قَدْ عَبَرَتْ
لَمْ يَبْقَ مِنْها سِوى رَسْمٍ على طَلَلِ
.
كَأَنَّها زَبَدٌ يَفْنى تَشاكُلُهُ
أَوْ بَعْضُ ظِلٍّ هَوى في أَسْفَلِ الجَبَلِ
.
لَكِنَّكِ امْرَأَةٌ مُثْلى أُصِبْتُ بِها
وكَمْ مُصابٍ بِرَمْياتٍ مِنَ المُقَلِ!
.
إِذا أَصابَتْكَ عَيْناها بِصاعِقَةٍ
هَيْهاتَ يَشْفيكَ وَهْمُ السِّحْرِ والدَّجَلِ!
.
قَتْلُ امْرِئٍ بِعُيونٍ شابَها حَوَرٌ
أَشَدُّ فَتْكاً منَ الأَسْيافِ والأَسَلِ!
.
هذا فُؤادي دَمٌ في أَشْهُرٍ حُرُمٍ
أَمُسْتَباحٌ قِتـالُ العاشِقِ الوَجِلِ؟
.
لأَجْلِها المَوْتُ قُرْبانٌ يُطَهّرُني
مَوْتٌ بِطَعْمِ خُلودٍ غَيْرِ مُنْسَدِلِ
.
إِذا أَتَتْ قُلْتُ روحي الآنَ قَدْ وُلِدَتْ
وإِنْ هِيَ ارْتَحَلَتْ قُلْتُ انْقَضى أَجَلي!
.
كُنّا فُؤادَيْنِ في أَرْضٍ مُفَرَّقَةٍ
والآنَ صِرْنا فُؤاداً غَيْرَ مُنْفَصِلِ!
.
كَأَنَّها لَوْحَةٌ مَرْسومَةٌ بِيَدٍ
صيغَتْ أَنامِلُها مِنْ طينَةِ الأَزَلِ
.
أَمْحو وأَرْسُمُ بَحْثاً عَنْ مَلامِحِها
بَيْنَ الخُطوطِ وبَيْنَ المَحْوِ مُرْتَحَلي
.
إِذا بَدَتْ فَحَواسُّ الرّوحِ هائِجَةٌ
وإِنْ خَبَتْ فَحَواسُّ الرّوحِ في عَطَلِ
.
بَيْنَ الرَّواحِ وبَيْنَ الغَدْوِ أَرْسُمُها
يَمامَةً بِهَديلٍ ساحِرٍ جَزِلِ
.
قَلْبُ الحَبيبَةِ عُصْفورٌ تَطيرُ بِهِ
ريحُ المَساءاتِ مُنْقاداً إِلى سُبُلي
.
رَشَّ المَكانَ بِتَغْريدٍ يُرَدِّدُهُ
قَلْبي بِصَوْتٍ شَجِيِّ النَّبْضِ مُتَّصِلِ
.
جَبينُها باذِخُ المَبْنى ومَبْسَمُها
شَبيهُ فَجْرٍ بَديعِ الصُّنْعِ مُكْتَمِلِ
.
عِطْرُ الكَواكِبِ مَنْثورٌ على بَدَنٍ
والشَّعْرُ كاللَّيْلِ مَنْشورٌ على زُحَلِ!
.
شَعْرٌ يُلامِسُني سودٌ ضَفائِرُهُ
تَلْهو بِها نَسَماتٌ دونَما مَلَلِ
.
كَأَنَّما يَسْتَحِمُّ الجِسْمُ في وَهَجٍ
ورُبَّ نورٍ بِبَعْضِ النّورِ مُغْتَسلِ!
.
كَأَنَّها صِفَةٌ لِلْقَلْبِ تَنْعَتُهُ
أَوْ مُبْدَلٌ عاشِقٌ يَحْنو على البَدَلِ!
.
لَمّا رَأَتْها الصَّبايا قُلْنَ في عَجَبٍ
أَنْتِ الكَمالُ بِلا نَقْصٍ ولا خَلَلِ
.
أَخيطُ فَجْراً لِعَيْنَيْها بِقافِيَةٍ
تَسْعى بِدونِ زِحافاتٍ ولا عِلَلِ
.
عَيْنانِ أَمْ غابَتا دَوْحٍ وتَحْتَهُما
أَنْفٌ دَقيقُ الحَواشي غَيْرُ مُرْتَجَلِ
.
أَمْ غَيْمَتانِ بِبَيْداءٍ وفَوْقَهُما
شَعْرٌ جَدائِلُهُ تَنْسابُ في كَسَلِ
.
البَحْرُ زُرْقَتُهُ مِنْ عُمْقِ مُقْلَتِها
والوَرْدُ حُمْرَتُهُ مِنْ حُمْرَةِ الخَجَلِ
.
الرّوحُ غارِقَةٌ ما عابَها غَرَقٌ
وكَيْفَ يَخْشى غَريقُ الحُبِّ مِنْ بَلَلِ!
.
والدَّرْبُ مَزْروعَةٌ عِشْقاً مَدائِنُهُ
والبيدُ مَفْروشَةٌ شِعْراً مِنَ الغَزَلِ
.
لَوْ في جُموعٍ تُناديها صُوَيْحِبَةٌ
ريمٌ مُدَلَّلَةٌ تَمْشي على مَهَلِ
.
أَطْوي المَسافَةَ لا أُلْقي بِأَسْلِحَتي
ساعٍ إِلَيْكِ أَصوغُ النَّصْرَ مِنْ فَشَلي!
.
وإِنْ رَأَيْتُ طُيورَ الوُرْقِ سابِحَةً
لَمْ تُغْرِني بِمَكانٍ مِشْيَةُ الحَجَلِ!
.
اللّيْلُ مَوْعِدُنا والصَّبْرُ أَتْعَبَني
لَيْتَ النَّهارَ مَشى جَرْياً على عَجَلِ!
.
يَحِنُّ قَلْبي إِلى هَمْسٍ يُدَغْدِغُهُ
وآهَةٍ حُرَّةٍ تَشْفي مِنَ العِلَلِ
.
وبَسْمَةٍ يَمْسَحُ الظَّلْماءَ بارِقُها
كَما يُزيلُ الدَّياجي بارِقُ الشُّعَلِ
.
إِذا الدَّلالُ تَمَشّى في مَفاتِنِها
مادَ الفُؤادُ كَصَبٍّ بِالهَوى ثَمِلِ
.
الآنَ صِرْتُ طَليقاً في مَشاعِرِها
قَبْلَ المَحَبَّةِ كانَ العُمْرُ مُعْتَقَلي!
.
ضَفَرْتُ مِنْ حُسْنِها بَيْتي وعاصِمَتي
وإِنْ تَداعَتْ دِياري قَلْبُها نُزُلي!
.
جَعَلْتُ قَلْبي وما يُخْفي خِزانَتَها
حُبّي رِداءٌ وأَشْواقي مِنَ الحُلَـلِ!
.
بَيْنَ الرُّفوفِ حَنينٌ باسِطٌ يَدَهُ
وأَدْمُعٌ مِنْ عِتابٍ هامِسٍ خَجِلِ
.
إِنّي ذَكَرْتُكِ والأَنْواءُ عاصِفَةٌ
والبَرْقُ دامٍ يُصيبُ الرّيحَ بالشَّلَلِ
.
فَزارَني طَيْفُكِ المَحْبوبُ يُؤْنِسُني
وصارَ يَمْسَحُ خَوْفي دونَما كَلَلِ
.
جودي عَلَيَّ فَإِنَّ الرّوحَ قَدْ نَضَبَتْ
لا ماءَ إِلاَّ الذي في غَيْمِكِ الهَطِل!
.
خِصالُكِ اخْتَزَلَتْ كُلَّ النِّساء فَلَمْ
تَتْرُكْ لِواحِدَةٍ شَيْئاً مِنَ المُثُلِ
.
يَلومُني صاحِبي أَنّي بِها شَغِفٌ
كَفاكَ يا صاحِ مِنْ لَوْمٍ ومِنْ عَذَلِ!
.
ما العُمْرُ إِلاّ سُوَيْعاتٌ لَوِ اجْتَمَعَتْ
لَيْسَتْ سِوى هاتِفٍ في الحُلْمِ مُخْتَزَلِ!
.
ولا تُجادِلْ فَتىً أَسْرى الهُيامُ بِهِ
ما ضَيَّعَ الـوُدَّ إِلاّ فائِضُ الجَدَلِ!
.
لا يَسْتَوي مَنْ قُلوبُ الغيدِ مَوْطِنُهُ
وآخَرٌ غارِقُ الوِجْدانِ في الوَحَلِ!
.
وكَمْ فَتىً لَم يُصافِـحْ أُذْنَهُ رَجَزٌ
أَنَّى لِمَيْتٍ سَماعُ الشِّعْرِ والغَزَلِ!
.
فَلا تُعاتِبْ ورَبِّ البَيْتِ عاطِفَتي
ما كانَ عِشْقُ السَّنا الأَسْمى مِنَ الزَّلَلِ
سَأَكْتُبُ اسْمَكِ بالآهاتِ والقُبَلِ
.
فَوْقَ الغُصونِ الحِسانِ الخُضْرِ أَكْتُبُهُ
بِخافِقٍ دائِمِ التَّفْكيرِ مُنْشَغِلِ
.
أَنْتِ الزَّبَرْجَدُ مَحْمولاً إِلى عَدَنٍ
يَكْفيكِ عِزّاً جِوارُ الحُورِ والرُّسُلِ!
.
أَنْتِ الحَقيقَةُ والغيدُ الحِسانُ صَدىً
شَتّانَ بَيْنَ حَقيقِيٍّ ومُنْتَحَلِ!
.
وأَنْتِ ما نَسَجَ القيتارُ مِنْ نَغَمٍ
وأَنْتِ ما سَكَبَ العُصْفورُ مِنْ عَسَلِ
.
وأَنْتِ هَمْسُ التَّرانيمِ التي انْسَكَبَتْ
وأَنْتِ صَوْتُ العَذارى في فَمِ الأَزَلِ
.
صارَتْ بِضَحْكَتِكِ الصَّحْراءُ في بَلَدي
صَحْراءَ مَزْروعَةً بالحُبِّ والأَمَلِ
.
لَمْ أَلْقَ غَيْرَكِ حَسْناءً مُنَقَّحَةً
فَالأُخْرَياتُ جَوارٍ في يَدِ الرَّجُلِ!
.
الحُبُّ تَوْأَمهُ الإيمانُ إِنْ سُقِيا
جادا وإِنْ نضَبا صارا بِلا عَمَلِ!
.
والحُبُّ يَغْسِلُ ما بِالرُّوحِ مِنْ دَرَنٍ
ما عيبَ حُبٌّ بِأَدْيانٍ ولا مِلَلِ
.
إِذا أَحَبَّتْ قُلـوبُ العاشِقينَ سَمَتْ
كَأَنَّها دونَ أَحْجامٍ ولا كُتَلِ!
.
وكَمْ مِنِ امْرَأَةٍ في العُمْرِ قَدْ عَبَرَتْ
لَمْ يَبْقَ مِنْها سِوى رَسْمٍ على طَلَلِ
.
كَأَنَّها زَبَدٌ يَفْنى تَشاكُلُهُ
أَوْ بَعْضُ ظِلٍّ هَوى في أَسْفَلِ الجَبَلِ
.
لَكِنَّكِ امْرَأَةٌ مُثْلى أُصِبْتُ بِها
وكَمْ مُصابٍ بِرَمْياتٍ مِنَ المُقَلِ!
.
إِذا أَصابَتْكَ عَيْناها بِصاعِقَةٍ
هَيْهاتَ يَشْفيكَ وَهْمُ السِّحْرِ والدَّجَلِ!
.
قَتْلُ امْرِئٍ بِعُيونٍ شابَها حَوَرٌ
أَشَدُّ فَتْكاً منَ الأَسْيافِ والأَسَلِ!
.
هذا فُؤادي دَمٌ في أَشْهُرٍ حُرُمٍ
أَمُسْتَباحٌ قِتـالُ العاشِقِ الوَجِلِ؟
.
لأَجْلِها المَوْتُ قُرْبانٌ يُطَهّرُني
مَوْتٌ بِطَعْمِ خُلودٍ غَيْرِ مُنْسَدِلِ
.
إِذا أَتَتْ قُلْتُ روحي الآنَ قَدْ وُلِدَتْ
وإِنْ هِيَ ارْتَحَلَتْ قُلْتُ انْقَضى أَجَلي!
.
كُنّا فُؤادَيْنِ في أَرْضٍ مُفَرَّقَةٍ
والآنَ صِرْنا فُؤاداً غَيْرَ مُنْفَصِلِ!
.
كَأَنَّها لَوْحَةٌ مَرْسومَةٌ بِيَدٍ
صيغَتْ أَنامِلُها مِنْ طينَةِ الأَزَلِ
.
أَمْحو وأَرْسُمُ بَحْثاً عَنْ مَلامِحِها
بَيْنَ الخُطوطِ وبَيْنَ المَحْوِ مُرْتَحَلي
.
إِذا بَدَتْ فَحَواسُّ الرّوحِ هائِجَةٌ
وإِنْ خَبَتْ فَحَواسُّ الرّوحِ في عَطَلِ
.
بَيْنَ الرَّواحِ وبَيْنَ الغَدْوِ أَرْسُمُها
يَمامَةً بِهَديلٍ ساحِرٍ جَزِلِ
.
قَلْبُ الحَبيبَةِ عُصْفورٌ تَطيرُ بِهِ
ريحُ المَساءاتِ مُنْقاداً إِلى سُبُلي
.
رَشَّ المَكانَ بِتَغْريدٍ يُرَدِّدُهُ
قَلْبي بِصَوْتٍ شَجِيِّ النَّبْضِ مُتَّصِلِ
.
جَبينُها باذِخُ المَبْنى ومَبْسَمُها
شَبيهُ فَجْرٍ بَديعِ الصُّنْعِ مُكْتَمِلِ
.
عِطْرُ الكَواكِبِ مَنْثورٌ على بَدَنٍ
والشَّعْرُ كاللَّيْلِ مَنْشورٌ على زُحَلِ!
.
شَعْرٌ يُلامِسُني سودٌ ضَفائِرُهُ
تَلْهو بِها نَسَماتٌ دونَما مَلَلِ
.
كَأَنَّما يَسْتَحِمُّ الجِسْمُ في وَهَجٍ
ورُبَّ نورٍ بِبَعْضِ النّورِ مُغْتَسلِ!
.
كَأَنَّها صِفَةٌ لِلْقَلْبِ تَنْعَتُهُ
أَوْ مُبْدَلٌ عاشِقٌ يَحْنو على البَدَلِ!
.
لَمّا رَأَتْها الصَّبايا قُلْنَ في عَجَبٍ
أَنْتِ الكَمالُ بِلا نَقْصٍ ولا خَلَلِ
.
أَخيطُ فَجْراً لِعَيْنَيْها بِقافِيَةٍ
تَسْعى بِدونِ زِحافاتٍ ولا عِلَلِ
.
عَيْنانِ أَمْ غابَتا دَوْحٍ وتَحْتَهُما
أَنْفٌ دَقيقُ الحَواشي غَيْرُ مُرْتَجَلِ
.
أَمْ غَيْمَتانِ بِبَيْداءٍ وفَوْقَهُما
شَعْرٌ جَدائِلُهُ تَنْسابُ في كَسَلِ
.
البَحْرُ زُرْقَتُهُ مِنْ عُمْقِ مُقْلَتِها
والوَرْدُ حُمْرَتُهُ مِنْ حُمْرَةِ الخَجَلِ
.
الرّوحُ غارِقَةٌ ما عابَها غَرَقٌ
وكَيْفَ يَخْشى غَريقُ الحُبِّ مِنْ بَلَلِ!
.
والدَّرْبُ مَزْروعَةٌ عِشْقاً مَدائِنُهُ
والبيدُ مَفْروشَةٌ شِعْراً مِنَ الغَزَلِ
.
لَوْ في جُموعٍ تُناديها صُوَيْحِبَةٌ
ريمٌ مُدَلَّلَةٌ تَمْشي على مَهَلِ
.
أَطْوي المَسافَةَ لا أُلْقي بِأَسْلِحَتي
ساعٍ إِلَيْكِ أَصوغُ النَّصْرَ مِنْ فَشَلي!
.
وإِنْ رَأَيْتُ طُيورَ الوُرْقِ سابِحَةً
لَمْ تُغْرِني بِمَكانٍ مِشْيَةُ الحَجَلِ!
.
اللّيْلُ مَوْعِدُنا والصَّبْرُ أَتْعَبَني
لَيْتَ النَّهارَ مَشى جَرْياً على عَجَلِ!
.
يَحِنُّ قَلْبي إِلى هَمْسٍ يُدَغْدِغُهُ
وآهَةٍ حُرَّةٍ تَشْفي مِنَ العِلَلِ
.
وبَسْمَةٍ يَمْسَحُ الظَّلْماءَ بارِقُها
كَما يُزيلُ الدَّياجي بارِقُ الشُّعَلِ
.
إِذا الدَّلالُ تَمَشّى في مَفاتِنِها
مادَ الفُؤادُ كَصَبٍّ بِالهَوى ثَمِلِ
.
الآنَ صِرْتُ طَليقاً في مَشاعِرِها
قَبْلَ المَحَبَّةِ كانَ العُمْرُ مُعْتَقَلي!
.
ضَفَرْتُ مِنْ حُسْنِها بَيْتي وعاصِمَتي
وإِنْ تَداعَتْ دِياري قَلْبُها نُزُلي!
.
جَعَلْتُ قَلْبي وما يُخْفي خِزانَتَها
حُبّي رِداءٌ وأَشْواقي مِنَ الحُلَـلِ!
.
بَيْنَ الرُّفوفِ حَنينٌ باسِطٌ يَدَهُ
وأَدْمُعٌ مِنْ عِتابٍ هامِسٍ خَجِلِ
.
إِنّي ذَكَرْتُكِ والأَنْواءُ عاصِفَةٌ
والبَرْقُ دامٍ يُصيبُ الرّيحَ بالشَّلَلِ
.
فَزارَني طَيْفُكِ المَحْبوبُ يُؤْنِسُني
وصارَ يَمْسَحُ خَوْفي دونَما كَلَلِ
.
جودي عَلَيَّ فَإِنَّ الرّوحَ قَدْ نَضَبَتْ
لا ماءَ إِلاَّ الذي في غَيْمِكِ الهَطِل!
.
خِصالُكِ اخْتَزَلَتْ كُلَّ النِّساء فَلَمْ
تَتْرُكْ لِواحِدَةٍ شَيْئاً مِنَ المُثُلِ
.
يَلومُني صاحِبي أَنّي بِها شَغِفٌ
كَفاكَ يا صاحِ مِنْ لَوْمٍ ومِنْ عَذَلِ!
.
ما العُمْرُ إِلاّ سُوَيْعاتٌ لَوِ اجْتَمَعَتْ
لَيْسَتْ سِوى هاتِفٍ في الحُلْمِ مُخْتَزَلِ!
.
ولا تُجادِلْ فَتىً أَسْرى الهُيامُ بِهِ
ما ضَيَّعَ الـوُدَّ إِلاّ فائِضُ الجَدَلِ!
.
لا يَسْتَوي مَنْ قُلوبُ الغيدِ مَوْطِنُهُ
وآخَرٌ غارِقُ الوِجْدانِ في الوَحَلِ!
.
وكَمْ فَتىً لَم يُصافِـحْ أُذْنَهُ رَجَزٌ
أَنَّى لِمَيْتٍ سَماعُ الشِّعْرِ والغَزَلِ!
.
فَلا تُعاتِبْ ورَبِّ البَيْتِ عاطِفَتي
ما كانَ عِشْقُ السَّنا الأَسْمى مِنَ الزَّلَلِ