ها أنا قد هجرت الإقبال على قراءة النصوص الأدبية قديمها وحديثها، ويممت شطر المنتديات الثقافية؛ لأكون معارف تكون لسان حالي ومقالي.
في بداية الأمر كنت أذهب بنفسي، فما من ندوة تقام إلا أسعى إليها، تطور الأمر بعد شهور فأصبحت تتوالى عليّ الدعوات.
لا أخفيك أني كنت أجلس مع المستمعين، كانت نفسي تروق أن أكون محاضراً يستمع إليه الآخرون، لكن يبدو أن الوقت لم يأت بعد.
كانت الأيام تحمل لي كل جميل، وبينما أنا جالس في يوم مع الجمهور اعتذر أحد المحاضرين، ولكي يملؤوا الفراغ في الجلسة نادوني.
كتبت لي "رئيسة الجلسة" ورقة أوصلتها لي بطريقة خفية تستفسر عن اسمي!
بعد لحظات أعطتني نسخة من الرواية التي سنناقشها.
قرأت المقدمة في لحظات، وأتيت على الفهرس أقرؤه قراءة صامتة، استطعت أن أسرق مراد الكاتب من عباراته.
جاء دوري في الكلام، فبدأت الحديث، شرقت وغربت.
لا بأس، فالأهم أنك تتكلم ولا تقف!
لقد اتفق قومي على أنهم لا يعدون الرجل ضعيفاً في طرحه إلا إذا توقف عن كلامه!
لم أستطع مقاومة الدعوات الثقافية لي، كنت أحضر أسبوعياً، كان يحزنني أنني أنادى إلى الآن بــــ "الأستاذ" فقط.
ويحكم!
أريد لقباً أرقى من ذلك!
في ليلة من الليالي قدمني رئيس الجلسة بلقب "الأستاذ الأديب."
ومن أجل تثبيت ذلك اللقب اتفقت أنا وزميلي على إنشاء حساب في "تويتر"، أناديه بـــ "الأديب الكامل" حينما أشير إليه، ويخاطبني بــــ "الأديب المشارك" حينما يوجه لي سؤالاً.
جرى الاتفاق على أحسن ما يرام!
على مرّ الأيام صار اللقب مرافقاً لاسمي في الأمسيات، وكأني ولدت به.
هنا أيقنت أن جهدي لم يضع!
تذكرت صورة ذلك البائس الذي ما زال يتعب نفسه في قراءة نصوص الرافعي، ويعيد سرد طه حسين في "أيامه"، ويستشرف نقد زكي مبارك في مقالاته، ويستبصر طرق التهكم والسخرية لدى المازني، ويتعرف على تراجم القوم عند رجب البيومي ووديع فلسطين.
لم أتخل عن القراءة الأدبية القويمة إلا لأنني شعرت بأن الزمن أخذ يمضي، وبأن الحالة الثقافية الراهنة لا تساعد على النبوغ!
لم يخطر ببالي يوماً ما أن ذلك سيحدث، ولكنّه وا أسفاه حدث!
هكذا قضت الحالة الراهنة!
[HEADING=2]د. علي زين العابدين الحسيني - كاتب أزهري[/HEADING]
www.facebook.com
في بداية الأمر كنت أذهب بنفسي، فما من ندوة تقام إلا أسعى إليها، تطور الأمر بعد شهور فأصبحت تتوالى عليّ الدعوات.
لا أخفيك أني كنت أجلس مع المستمعين، كانت نفسي تروق أن أكون محاضراً يستمع إليه الآخرون، لكن يبدو أن الوقت لم يأت بعد.
كانت الأيام تحمل لي كل جميل، وبينما أنا جالس في يوم مع الجمهور اعتذر أحد المحاضرين، ولكي يملؤوا الفراغ في الجلسة نادوني.
كتبت لي "رئيسة الجلسة" ورقة أوصلتها لي بطريقة خفية تستفسر عن اسمي!
بعد لحظات أعطتني نسخة من الرواية التي سنناقشها.
قرأت المقدمة في لحظات، وأتيت على الفهرس أقرؤه قراءة صامتة، استطعت أن أسرق مراد الكاتب من عباراته.
جاء دوري في الكلام، فبدأت الحديث، شرقت وغربت.
لا بأس، فالأهم أنك تتكلم ولا تقف!
لقد اتفق قومي على أنهم لا يعدون الرجل ضعيفاً في طرحه إلا إذا توقف عن كلامه!
لم أستطع مقاومة الدعوات الثقافية لي، كنت أحضر أسبوعياً، كان يحزنني أنني أنادى إلى الآن بــــ "الأستاذ" فقط.
ويحكم!
أريد لقباً أرقى من ذلك!
في ليلة من الليالي قدمني رئيس الجلسة بلقب "الأستاذ الأديب."
ومن أجل تثبيت ذلك اللقب اتفقت أنا وزميلي على إنشاء حساب في "تويتر"، أناديه بـــ "الأديب الكامل" حينما أشير إليه، ويخاطبني بــــ "الأديب المشارك" حينما يوجه لي سؤالاً.
جرى الاتفاق على أحسن ما يرام!
على مرّ الأيام صار اللقب مرافقاً لاسمي في الأمسيات، وكأني ولدت به.
هنا أيقنت أن جهدي لم يضع!
تذكرت صورة ذلك البائس الذي ما زال يتعب نفسه في قراءة نصوص الرافعي، ويعيد سرد طه حسين في "أيامه"، ويستشرف نقد زكي مبارك في مقالاته، ويستبصر طرق التهكم والسخرية لدى المازني، ويتعرف على تراجم القوم عند رجب البيومي ووديع فلسطين.
لم أتخل عن القراءة الأدبية القويمة إلا لأنني شعرت بأن الزمن أخذ يمضي، وبأن الحالة الثقافية الراهنة لا تساعد على النبوغ!
لم يخطر ببالي يوماً ما أن ذلك سيحدث، ولكنّه وا أسفاه حدث!
هكذا قضت الحالة الراهنة!
[HEADING=2]د. علي زين العابدين الحسيني - كاتب أزهري[/HEADING]
Log into Facebook
Log into Facebook to start sharing and connecting with your friends, family, and people you know.