الأيّامُ العَوَالِي *
الأشْجَارُ النّادِبَةْ
الرّيحُ الّتِي تُمْلِلُ الّذِي أخَذَتْهُ الصَّيْحَةْ
ضَبْحُ البُومِ المَدْلُوقُ..*
عَلَىٰ نَاصِيَةِ الدُّغِّيشَةْ
الأقْدَامُ المُنتَعِلَةُ غَبَرَة ...
بَادٍ عَلَىٰ سِحْنَتِهَا الوَعْكَةْ
الغَمَامَةُ المُتَفَاجِئَةُ بِوُجُودِي ...
بِعَفَوِيَّةِ دِيمَةٍ رَضِيعَةٍ فَوْقَ رَأسِيَ بَالَتْ آسِفَةً !
الزَّنَابِيرُ القَدْ تَوَاعَدْنَ سِرَّا...
حِينَ تَخْصِفُ عَلَىٰ نَفْسِهَا مِنْ هُدُومِهَا بِسْرْعَة
الصّمْتُ الثَرْثَارُ بحِكَايَاتٍ دَبِقَةْ
التَعَابِيرُ الرَّافِلَةُ فِي لُزُوجَةٍ وَقِحَةْ
الأمْسُ المُزَيَّلُ بِصُرَاخَاتٍ مشْمَئِزَّة
الأنْفُ المُخْتَالَةُ فِي حَلَاوَةِ الرّوحْ
السّاقُ المُلْتَفَّةُ بالسَّاقْ
القَشْعَرِيرَةُ الخَجِلَةُ مِنْ عَفَارِيتِ الأحْرَاشْ
جِرْذٌ مَاهُنَالِكَ مَدْهُوسٌ ... فَاتَتْهُ المَهْزَلَة
أُمُّ قُوَيْقٍ غَرَّتْهَا الحَنْدُوسَةُ فِي عَيْنَيّْ..
فَسَرَتْ بِالنَّهَارِْ
النَّهَارُ المَشدُوهُ مِنْ كَائِنَاتٍ لَيسَتْ فِي قَامُوسِهْ
اللّيْلِيّاتُ المُخْتَلِطُ الأمْرُ عَلَيْهَا...
فَانْبَرَتْ للصَّيْدِ قَبْلَ الثَّامِنَةِ مَسَاءً
الخَرَابِيشُ المُمْتِعَةُ المُزْدَرَدَةْ
هُورُ البَيْنَ السَّدَّيْنِ الأعْظَمُ
الحُفَرُ الغَائِرةُ فِي نُحُورِ الدِّبَبَةْ
الغُرُوبُ بِأمْزِجَتِهِ المُكْفَهِرّةْ
القَفَا الْغَافِلُ حِينَ يَفْغَرُ فَاهُ عَنْ آخِرِهْ
الدَّبَابِيسُ الّتِي اسْتَعَاضَتهَا..
ررُؤُسُ الشَّرَاشِفِ المَحْلُوقَةْ
البَحْرُ المُتَقَلّبُ..
حِينَ يَرقُدُ مُنْفَرِجَاً لِمُضَاجَعَةِ السَّلَامَةْ
بَلَاهَةُ المَرَاكِبِ البِدَائِيَّةْ
القنَافِذُ البَحَرِيّةُ المُنقَرِضَةْ
أُمُ الخُلُولُ اللّاذِعَةُ...
حِينَ تَعُومُ فِي دَمِكْ
مَقْتَلةُ السّلَاحِفِ النَّازِحَةِ إلَىٰ جَوْعِ البَحْرْ
الشُّطُوطُ المُنْزَعُجَةُ مِنْ نَهَمِ النّوَارسْ
الشّرَهُ المُجْتَاحُ الصِّيصَانَ حَتَّىٰ عُقْرِ نَّجَاةٍ مُحْتَمَلَةْ
الكُرْكَدَنُّ الْ يَقْمَصُ بِلَا دِرَايَةْ *...
ذَيْلُهُ المَنْسِيُّ عَلَىٰ القَارِعَةْ..
يَهُشُّ وَحِيدَاً عَنْهُ تَكَالُبَاتِ الذَّرْ
أعْنَاقُ الزّرَافَاتِ المُنْقَهِرَةْ
فَقَرَاتُ الرّقَبَةِ المُنْهَزِمَةِ مِنْ خِزْيِّ يَوْمِئِذْ
الشّوْكُ النّاجِي بحَيَاتِهِ مِنْ المَدْعَكَةْ *
الحِجْنُ الغَاضُّ عُيُونَهُ عَنْ كُسُوفِكْ
الْ أدْرِكْنَي البَاكِيَةْ
الْ يَا اللّهُ المُرْتَعِشَةُ فِي حُلْقُومِكَ..
وأنتَ تُرَاقِبُ فُلُولَكَ الرّاجِعَةَ بِغَيْرِ مَاءِ الوُجُوهْ
الدُّلُوكُ الذِي يُشَوشِرُ الرّغَامَ بالشَفَقِ
كُوعُ القِمْرِيِّ العَائِدِ للعَشَاءِ ...
فَاجْتَبَتْةُ طُوبَةٌ ضَرِيرَةْ
المَوْتُ صَآفّاً....
فِي زُرْقَةٍ مِنْ قُمَاشِ اللّوْحَةِ المَذْبُوحَةْ
سُقُوطُ الأفْرَاخِ فِي حُمَّىٰ التّحْنِيطِ المُبَاغِتْ
السّمَيْدَعُ حِينَ تَخُونُهُ المِهْدَاجْ..
فَتَخْلَعُ عَنْهُ عَبْعَبَهُ .. *
فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرْ
المَزَامِيرُ الشَّامِتةُ لِجِنِّيَّاتٍ تَاكُلْهُنَّ الغَيْرَةْ
العِيرُ حِينَ تَمْكُرُ ببِِضَاعَةِ عَنْتَرَةْ
عَبْسٌ.. وَ تَوَلَّتْ بالجَرِيرَةْ
مُزْجَاةٌ يَا أحْلَىٰ القَصَائِدْ
الصُّوَاعُ المَفقُودُ الْ يَكْتَالُ الرّمَادَةْ
جُزَافَاً آتَانِي الضَّنْكُ نَصِيبَاً بِالوِيبَةْ *
النّوقُ العَصَافِيرُ الشّاعِرَةُ بِالْحَيْرَةْ
الحِيرَةُ خِصْبُ المَنَاذِرَةِ الفَقِيدْ
خَوَاءُ الحِجَازُ مِنْ الكَلَأ
النِّيَاقُ المُدَلَّلَةُ المُضْطَّرَّةُ أنْ تُقَارِعَ الشَّظَفْ
الأفعَىٰ الدَّسَاسَةُ مَجْهُولَةُ الجَادَّةْ
مَنَاعَةُ غَرِيرِ العَسَلِ البَغِيضَةْ
اللّذّةُ فِي قَزْقَزَةِ العَثَامِينِ المُحتَالةْ
جَدْوَىٰ النِّقَاشُ مَعَ الكُوبْرَا المَلِكْ
أنْ تَعُودَ مِنْ إغْمَائكَ إثْرَ وَجَبْةٍ بِطُولِ مِترَيْنِ
لَا يَعْفِيكَ مِنْ سَمَاجَةِ الكَرَّةْ
إيهٍ يَا لَيْلُ الهَلْوَسَةْ
( مِكَرٍّ.. مِفَرٍّ
كَدَرِّ.. لِغِرٍّ... أَمَرَّهُ
فَأنْزَلَ مِنْهُ العُصْمَ
كَأنَّهَا كَبِيرُِ أُنَاسٍ فِي بِجَادٍ مُزَمَّلِ )
إيهٍ أيّتُهَا السُّخُونَةْ...
أظُنُّهَا.. ( بَانَتْ سُعَادُ..
فَكَانَ أسْفَلَ إسْكَتَيْهَا
كَعُنْفُقَةِ الفَرَزْدَقِ حِينَ شَابَا )
آهٍ يَا دِينَ النَّبِيِّ..
أنَا أهْذِي
سَيَقتُلُنِي حَمّو بِيكَا نَاظِمُ المُعَلّقَاتِ السَّبْعَةْ
كَيَفَ انْتَهَيْتُ إلَىٰ فِرَاشِي؟!
وَهَلْ ضَبَطُونِي مُتَشَبِّثَاً بِكَفِّ حِذَاءٍ يَعْرِفُ دَارِي
يَقُودُنِي مِنْ حَارَاتٍ مُختَصِرَةْ؟!
جَزْمَتِي التّي تَعَرَّفَتْ عَلَيّْ..
مَشْكُورٌ سَعْيُهَا
للأحْذِيَةِ قُدُرَاتٌ مَخْصُوصَةْ
أكتَشَفْتُ بِالأمْس...
أنَّهَا تَمْتَلِكُ ذَاكِرَةً حَادّةً لِلْغَايَةْ
وَأنْتَ ذَاهُلٌ...
مِنْ يَدَيْكَ تَعُودُ بِكَ
وَتَدُوسُ بِنَفسِهَا جَرَسَ البَابِ العَتِيقْ
حِذَائِيَ الهَافَانُ بالذّاتْ..
بِإبْهَامِهِ الْ يَقرَعُ الجرَسَ عَلَىٰ ثِقَةٍ ظَاهِرَةْ
يَا أهْلَ الدّارِ افْتَحُوا لِي
هَذَا صَاحِبُكُمْ قَدْ ضَلَّ وَهَوَىٰ
حِذَائِيَ الهَافَانُ بالذَّاتْ..
غَدَاً حِينَمَا أسْتَعِيدُ الذَّاكِرَةْ ..
سأَجْزِيَهُ عَنِّي خَيْرَاً كَثِيرَا
سَيَكُونُ رَفِيقِي كُلَّمَا آنَسْتُ صُرَاخَاً يُفْقِدُنِي الوَقْت
هُوَ بِالذّاتْ ..
دُونَ أحْذِيَتِي الغَشِيمَةُ...
أحْذِيَتِيَ الّتِي تَتُوهُ عِنْدَ عَتَبَةِ الدَّارْ
عِنْدَمَا تَعُودُ مِنْ مَشَاوِيرِهَا الصَغِيرَةْ
وَحِينَ آخُذُهَا للمَسْجِدِ..
تَضِلُّ ضَلَالَاً بَعِيدَا
كَثِيرَاً مَا اعْتَمَرَتْ أقدَامَاً دُونَ قِيَاسِهَا
كَثِيرَاً مَا عَادَ بِهَا أوْلَادُ الحَلَالْ
فَتُخَبِِّطُ عَلَىٰ جَرَسِ الطَّابِقِ الثَّانِي..
أحْذِيَتِي الجَاهِلَةُ الّتِي تَفضَحُنِي عِنْدَ أخِي
حِذَائِي هَذَا الهَافَانُ بالذَّاتْ
سَأصْنَعُ لَهُ تِمْثَالَاً فِي مَيدَانِ المَحَطَّةْ
هُوَ يَعْرِفُ كَيْفَ يَعُودُ بِي دُونَ شَوْشَرَةْ
وَخَوْفَاً أنْ يَعْرِفَ الجِيرَانُ...
أنَّ حِذَاءً بُنِّيَّاً طَيِّبَاً عَادَ بِي إلَىٰ الْحَارَةْ
لَا تَلْتَبِسُ عَلَيْهِ الأجَرَاسْ
تَفْتَحُ لِي أمِّي البَابَ بالرَّاحَةْ..
وفِي جَزَعٍ خَفِيضٍ تَهْدِلُ :
( إسْمَ اللّه عَلِيكْ يَا سَيِّدْ )
_____________________
السيد فرج الشقوير
الجُمُعَةُ /6/1/2023
________________
هامش
* العوالي (النّائحات في المآتم)
* صوت البوم ويطلق علىٰ الخيل اذا اهتزم الصوت بداخلها
* القمص.. هو ضرب الأرض بالقدمين من الغضب
*المدعكة /من الدعك والعرك وتطلق على الحرب
* العبعب /عباءة من جلد تُتّخذ لليوم الشاتي
* الويبة / مكيال
* ما بين الاقواس أبيات لإمرئ القيس /جرير.. تمّ الخلط بينها عمداً للتعبير عن حالة الهذيان والتشتت
الأشْجَارُ النّادِبَةْ
الرّيحُ الّتِي تُمْلِلُ الّذِي أخَذَتْهُ الصَّيْحَةْ
ضَبْحُ البُومِ المَدْلُوقُ..*
عَلَىٰ نَاصِيَةِ الدُّغِّيشَةْ
الأقْدَامُ المُنتَعِلَةُ غَبَرَة ...
بَادٍ عَلَىٰ سِحْنَتِهَا الوَعْكَةْ
الغَمَامَةُ المُتَفَاجِئَةُ بِوُجُودِي ...
بِعَفَوِيَّةِ دِيمَةٍ رَضِيعَةٍ فَوْقَ رَأسِيَ بَالَتْ آسِفَةً !
الزَّنَابِيرُ القَدْ تَوَاعَدْنَ سِرَّا...
حِينَ تَخْصِفُ عَلَىٰ نَفْسِهَا مِنْ هُدُومِهَا بِسْرْعَة
الصّمْتُ الثَرْثَارُ بحِكَايَاتٍ دَبِقَةْ
التَعَابِيرُ الرَّافِلَةُ فِي لُزُوجَةٍ وَقِحَةْ
الأمْسُ المُزَيَّلُ بِصُرَاخَاتٍ مشْمَئِزَّة
الأنْفُ المُخْتَالَةُ فِي حَلَاوَةِ الرّوحْ
السّاقُ المُلْتَفَّةُ بالسَّاقْ
القَشْعَرِيرَةُ الخَجِلَةُ مِنْ عَفَارِيتِ الأحْرَاشْ
جِرْذٌ مَاهُنَالِكَ مَدْهُوسٌ ... فَاتَتْهُ المَهْزَلَة
أُمُّ قُوَيْقٍ غَرَّتْهَا الحَنْدُوسَةُ فِي عَيْنَيّْ..
فَسَرَتْ بِالنَّهَارِْ
النَّهَارُ المَشدُوهُ مِنْ كَائِنَاتٍ لَيسَتْ فِي قَامُوسِهْ
اللّيْلِيّاتُ المُخْتَلِطُ الأمْرُ عَلَيْهَا...
فَانْبَرَتْ للصَّيْدِ قَبْلَ الثَّامِنَةِ مَسَاءً
الخَرَابِيشُ المُمْتِعَةُ المُزْدَرَدَةْ
هُورُ البَيْنَ السَّدَّيْنِ الأعْظَمُ
الحُفَرُ الغَائِرةُ فِي نُحُورِ الدِّبَبَةْ
الغُرُوبُ بِأمْزِجَتِهِ المُكْفَهِرّةْ
القَفَا الْغَافِلُ حِينَ يَفْغَرُ فَاهُ عَنْ آخِرِهْ
الدَّبَابِيسُ الّتِي اسْتَعَاضَتهَا..
ررُؤُسُ الشَّرَاشِفِ المَحْلُوقَةْ
البَحْرُ المُتَقَلّبُ..
حِينَ يَرقُدُ مُنْفَرِجَاً لِمُضَاجَعَةِ السَّلَامَةْ
بَلَاهَةُ المَرَاكِبِ البِدَائِيَّةْ
القنَافِذُ البَحَرِيّةُ المُنقَرِضَةْ
أُمُ الخُلُولُ اللّاذِعَةُ...
حِينَ تَعُومُ فِي دَمِكْ
مَقْتَلةُ السّلَاحِفِ النَّازِحَةِ إلَىٰ جَوْعِ البَحْرْ
الشُّطُوطُ المُنْزَعُجَةُ مِنْ نَهَمِ النّوَارسْ
الشّرَهُ المُجْتَاحُ الصِّيصَانَ حَتَّىٰ عُقْرِ نَّجَاةٍ مُحْتَمَلَةْ
الكُرْكَدَنُّ الْ يَقْمَصُ بِلَا دِرَايَةْ *...
ذَيْلُهُ المَنْسِيُّ عَلَىٰ القَارِعَةْ..
يَهُشُّ وَحِيدَاً عَنْهُ تَكَالُبَاتِ الذَّرْ
أعْنَاقُ الزّرَافَاتِ المُنْقَهِرَةْ
فَقَرَاتُ الرّقَبَةِ المُنْهَزِمَةِ مِنْ خِزْيِّ يَوْمِئِذْ
الشّوْكُ النّاجِي بحَيَاتِهِ مِنْ المَدْعَكَةْ *
الحِجْنُ الغَاضُّ عُيُونَهُ عَنْ كُسُوفِكْ
الْ أدْرِكْنَي البَاكِيَةْ
الْ يَا اللّهُ المُرْتَعِشَةُ فِي حُلْقُومِكَ..
وأنتَ تُرَاقِبُ فُلُولَكَ الرّاجِعَةَ بِغَيْرِ مَاءِ الوُجُوهْ
الدُّلُوكُ الذِي يُشَوشِرُ الرّغَامَ بالشَفَقِ
كُوعُ القِمْرِيِّ العَائِدِ للعَشَاءِ ...
فَاجْتَبَتْةُ طُوبَةٌ ضَرِيرَةْ
المَوْتُ صَآفّاً....
فِي زُرْقَةٍ مِنْ قُمَاشِ اللّوْحَةِ المَذْبُوحَةْ
سُقُوطُ الأفْرَاخِ فِي حُمَّىٰ التّحْنِيطِ المُبَاغِتْ
السّمَيْدَعُ حِينَ تَخُونُهُ المِهْدَاجْ..
فَتَخْلَعُ عَنْهُ عَبْعَبَهُ .. *
فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرْ
المَزَامِيرُ الشَّامِتةُ لِجِنِّيَّاتٍ تَاكُلْهُنَّ الغَيْرَةْ
العِيرُ حِينَ تَمْكُرُ ببِِضَاعَةِ عَنْتَرَةْ
عَبْسٌ.. وَ تَوَلَّتْ بالجَرِيرَةْ
مُزْجَاةٌ يَا أحْلَىٰ القَصَائِدْ
الصُّوَاعُ المَفقُودُ الْ يَكْتَالُ الرّمَادَةْ
جُزَافَاً آتَانِي الضَّنْكُ نَصِيبَاً بِالوِيبَةْ *
النّوقُ العَصَافِيرُ الشّاعِرَةُ بِالْحَيْرَةْ
الحِيرَةُ خِصْبُ المَنَاذِرَةِ الفَقِيدْ
خَوَاءُ الحِجَازُ مِنْ الكَلَأ
النِّيَاقُ المُدَلَّلَةُ المُضْطَّرَّةُ أنْ تُقَارِعَ الشَّظَفْ
الأفعَىٰ الدَّسَاسَةُ مَجْهُولَةُ الجَادَّةْ
مَنَاعَةُ غَرِيرِ العَسَلِ البَغِيضَةْ
اللّذّةُ فِي قَزْقَزَةِ العَثَامِينِ المُحتَالةْ
جَدْوَىٰ النِّقَاشُ مَعَ الكُوبْرَا المَلِكْ
أنْ تَعُودَ مِنْ إغْمَائكَ إثْرَ وَجَبْةٍ بِطُولِ مِترَيْنِ
لَا يَعْفِيكَ مِنْ سَمَاجَةِ الكَرَّةْ
إيهٍ يَا لَيْلُ الهَلْوَسَةْ
( مِكَرٍّ.. مِفَرٍّ
كَدَرِّ.. لِغِرٍّ... أَمَرَّهُ
فَأنْزَلَ مِنْهُ العُصْمَ
كَأنَّهَا كَبِيرُِ أُنَاسٍ فِي بِجَادٍ مُزَمَّلِ )
إيهٍ أيّتُهَا السُّخُونَةْ...
أظُنُّهَا.. ( بَانَتْ سُعَادُ..
فَكَانَ أسْفَلَ إسْكَتَيْهَا
كَعُنْفُقَةِ الفَرَزْدَقِ حِينَ شَابَا )
آهٍ يَا دِينَ النَّبِيِّ..
أنَا أهْذِي
سَيَقتُلُنِي حَمّو بِيكَا نَاظِمُ المُعَلّقَاتِ السَّبْعَةْ
كَيَفَ انْتَهَيْتُ إلَىٰ فِرَاشِي؟!
وَهَلْ ضَبَطُونِي مُتَشَبِّثَاً بِكَفِّ حِذَاءٍ يَعْرِفُ دَارِي
يَقُودُنِي مِنْ حَارَاتٍ مُختَصِرَةْ؟!
جَزْمَتِي التّي تَعَرَّفَتْ عَلَيّْ..
مَشْكُورٌ سَعْيُهَا
للأحْذِيَةِ قُدُرَاتٌ مَخْصُوصَةْ
أكتَشَفْتُ بِالأمْس...
أنَّهَا تَمْتَلِكُ ذَاكِرَةً حَادّةً لِلْغَايَةْ
وَأنْتَ ذَاهُلٌ...
مِنْ يَدَيْكَ تَعُودُ بِكَ
وَتَدُوسُ بِنَفسِهَا جَرَسَ البَابِ العَتِيقْ
حِذَائِيَ الهَافَانُ بالذّاتْ..
بِإبْهَامِهِ الْ يَقرَعُ الجرَسَ عَلَىٰ ثِقَةٍ ظَاهِرَةْ
يَا أهْلَ الدّارِ افْتَحُوا لِي
هَذَا صَاحِبُكُمْ قَدْ ضَلَّ وَهَوَىٰ
حِذَائِيَ الهَافَانُ بالذَّاتْ..
غَدَاً حِينَمَا أسْتَعِيدُ الذَّاكِرَةْ ..
سأَجْزِيَهُ عَنِّي خَيْرَاً كَثِيرَا
سَيَكُونُ رَفِيقِي كُلَّمَا آنَسْتُ صُرَاخَاً يُفْقِدُنِي الوَقْت
هُوَ بِالذّاتْ ..
دُونَ أحْذِيَتِي الغَشِيمَةُ...
أحْذِيَتِيَ الّتِي تَتُوهُ عِنْدَ عَتَبَةِ الدَّارْ
عِنْدَمَا تَعُودُ مِنْ مَشَاوِيرِهَا الصَغِيرَةْ
وَحِينَ آخُذُهَا للمَسْجِدِ..
تَضِلُّ ضَلَالَاً بَعِيدَا
كَثِيرَاً مَا اعْتَمَرَتْ أقدَامَاً دُونَ قِيَاسِهَا
كَثِيرَاً مَا عَادَ بِهَا أوْلَادُ الحَلَالْ
فَتُخَبِِّطُ عَلَىٰ جَرَسِ الطَّابِقِ الثَّانِي..
أحْذِيَتِي الجَاهِلَةُ الّتِي تَفضَحُنِي عِنْدَ أخِي
حِذَائِي هَذَا الهَافَانُ بالذَّاتْ
سَأصْنَعُ لَهُ تِمْثَالَاً فِي مَيدَانِ المَحَطَّةْ
هُوَ يَعْرِفُ كَيْفَ يَعُودُ بِي دُونَ شَوْشَرَةْ
وَخَوْفَاً أنْ يَعْرِفَ الجِيرَانُ...
أنَّ حِذَاءً بُنِّيَّاً طَيِّبَاً عَادَ بِي إلَىٰ الْحَارَةْ
لَا تَلْتَبِسُ عَلَيْهِ الأجَرَاسْ
تَفْتَحُ لِي أمِّي البَابَ بالرَّاحَةْ..
وفِي جَزَعٍ خَفِيضٍ تَهْدِلُ :
( إسْمَ اللّه عَلِيكْ يَا سَيِّدْ )
_____________________
السيد فرج الشقوير
الجُمُعَةُ /6/1/2023
________________
هامش
* العوالي (النّائحات في المآتم)
* صوت البوم ويطلق علىٰ الخيل اذا اهتزم الصوت بداخلها
* القمص.. هو ضرب الأرض بالقدمين من الغضب
*المدعكة /من الدعك والعرك وتطلق على الحرب
* العبعب /عباءة من جلد تُتّخذ لليوم الشاتي
* الويبة / مكيال
* ما بين الاقواس أبيات لإمرئ القيس /جرير.. تمّ الخلط بينها عمداً للتعبير عن حالة الهذيان والتشتت