مع طلوع الفجر يزاحم حياة المدينة حتى يأمن لنفسه لقمة عيش كريمة . يأتى مترجلا مشوار ساعات طويلة ،حاملًا على كتفه كمية من الحطب، وعند دخول تماس المدينة يبدأ بطرح بضاعته من خلال صوته الهادئ ..
ـ حطب ..حطب ،حطب للبيع..
يستمر في ترديد هذه العبارة ،حتى يلتقي بالزبون ..وعندما يجد الزبون، يبيع أول بأول، و لا يساوم ..يستلم قيمة الحطب ومعها السرور مهما كان المبلغ المالي ،تتحول اللحظة من هم البيع ،إلي هم إشباع غريزة الجوع ..
وتمر الساعات وهو ينفق من المال البسيط الذي حصل عليه ،على احتياجاته الأساسية ،ويضع ما تسوقه من أغراض في الشنطة المصنوعة من القماش..
قبل الغروب، تبدأ رحلة العودة ..و جيوب العراقي ممتلئة بالفول السودانى المحمصة ،ومستمتع بالمضغ، وكل مرة يدخل يده في جيبه ويخرج كمية من الفول السودان المحمص ويزود بها فمه ..
وعندما يصل شارع الحارة وهو طريق إجباري لا مسلك له غير هذا الطريق .. أطفال حفاة الاقدام نلعب في هذا الشارع كورة شراب او جراب، يتم صناعتها من من بقايا ملابس قديمة ويتم حشوها في الشراب حتى تتم عملية صناعة الكرة …وعندما ياتي إلي الشارع مارا ، نستبدل اللعبة بلعبة أخرى.. نندفع وراءه ونصرخ في وجهه:
ـ حدور عجي ،حدور عجي…وهو يرد على هذه التحرشات :
ـ ما تخلوا يا اولاد حرام … مع تعالي الأصوات تزداد جمهرة الأطفال…
وبهذا الشغب نعكر عليه مزاجه ،ويتوقف عن تلذذ مضغ الفول السودان المحمص..
وما يسترعي الإنتباه، ان ظاهرة قساوة البيئة وضعت فيه بصمتها ،انه طويل القامة ونحيل. له عروق بارزة في جبهتة ويديه. لون بشرته أسمر داكن ..يشبه الناس في حركته ولونه ،ويختلف عنهم في همومه ومشاغله.يمارس مهنة الاحتطاب من أجل تأمين لقمة عيش كريمة ..
تعاد الكَرّة مع نفس الشخصية وفي نفس المكان والزمان ..يسُبّ أهلنا :
ـ يا كلاب ،يا أولاد الحرام …ونحن لا نعرف له اسم ولا أهل…غير لقب حدور عجي ،وحتى هذا لقب نتداوله دون معرفة جذوره ،المهم كان يناسب لحظة الشغب ولهذا استخدمناه حتى الابتذال..
تنتهي ساعة الشغب بعد ان يتوارى عن أنظارنا …ونضرب موعد مع أنفسنا ليوم شغب آخر..جاءت ساعة الموعد ولم يأت المجهول ،مرت أيام وشهور ،ولم يأت ،،أتى النسيان إلي ذاكرتنا ولم يأت حدور عجي..
* المعنى بلغة التقرايت
حدور: شخص مسكون
عجي: الشجر
ـ حطب ..حطب ،حطب للبيع..
يستمر في ترديد هذه العبارة ،حتى يلتقي بالزبون ..وعندما يجد الزبون، يبيع أول بأول، و لا يساوم ..يستلم قيمة الحطب ومعها السرور مهما كان المبلغ المالي ،تتحول اللحظة من هم البيع ،إلي هم إشباع غريزة الجوع ..
وتمر الساعات وهو ينفق من المال البسيط الذي حصل عليه ،على احتياجاته الأساسية ،ويضع ما تسوقه من أغراض في الشنطة المصنوعة من القماش..
قبل الغروب، تبدأ رحلة العودة ..و جيوب العراقي ممتلئة بالفول السودانى المحمصة ،ومستمتع بالمضغ، وكل مرة يدخل يده في جيبه ويخرج كمية من الفول السودان المحمص ويزود بها فمه ..
وعندما يصل شارع الحارة وهو طريق إجباري لا مسلك له غير هذا الطريق .. أطفال حفاة الاقدام نلعب في هذا الشارع كورة شراب او جراب، يتم صناعتها من من بقايا ملابس قديمة ويتم حشوها في الشراب حتى تتم عملية صناعة الكرة …وعندما ياتي إلي الشارع مارا ، نستبدل اللعبة بلعبة أخرى.. نندفع وراءه ونصرخ في وجهه:
ـ حدور عجي ،حدور عجي…وهو يرد على هذه التحرشات :
ـ ما تخلوا يا اولاد حرام … مع تعالي الأصوات تزداد جمهرة الأطفال…
وبهذا الشغب نعكر عليه مزاجه ،ويتوقف عن تلذذ مضغ الفول السودان المحمص..
وما يسترعي الإنتباه، ان ظاهرة قساوة البيئة وضعت فيه بصمتها ،انه طويل القامة ونحيل. له عروق بارزة في جبهتة ويديه. لون بشرته أسمر داكن ..يشبه الناس في حركته ولونه ،ويختلف عنهم في همومه ومشاغله.يمارس مهنة الاحتطاب من أجل تأمين لقمة عيش كريمة ..
تعاد الكَرّة مع نفس الشخصية وفي نفس المكان والزمان ..يسُبّ أهلنا :
ـ يا كلاب ،يا أولاد الحرام …ونحن لا نعرف له اسم ولا أهل…غير لقب حدور عجي ،وحتى هذا لقب نتداوله دون معرفة جذوره ،المهم كان يناسب لحظة الشغب ولهذا استخدمناه حتى الابتذال..
تنتهي ساعة الشغب بعد ان يتوارى عن أنظارنا …ونضرب موعد مع أنفسنا ليوم شغب آخر..جاءت ساعة الموعد ولم يأت المجهول ،مرت أيام وشهور ،ولم يأت ،،أتى النسيان إلي ذاكرتنا ولم يأت حدور عجي..
* المعنى بلغة التقرايت
حدور: شخص مسكون
عجي: الشجر