ذياب شاهين - نورساتُ دجلة

فوق الجسرِ
البردُ قارسٌ عند الضحى
وصبايا الجامعة
يرمين قطعَ الخبز
في دجلةَ
وقبل أن تصلَ الموجَ
تلتقطها النوارس
بمناقيرها الورديةِ المحترفة
للريحِ حفيفٌ يضربُ الوجوه
وللشمس نورٌ باردٌ
يغشي العيون
تسبحُ الطيور بحرير أجنحتها
وكأنّها سفنٌ فضائية صغيرة
يتطايرُ شعرُ البنات
راسماً ظلالا
على وجوههنَ الملونةِ
فأتذكر أيّام فتوتي
في الجامعة
وثوب الخجل الذي
تلبسهُ قلوبُنا الصغيرة
وحين يهتزُّ الجسرُ
أشعرني أطيرُ
وتطيرُ بعض الخصلات
من شعري
فأسأل عن الحَبيبات البعيدات
وكأنَّ السنوات
سفنٌ تغيبُ خلفَ الأفق
فينشقُ قلبي
كما يشقُّ الصوارُ أناثَ الرياح
وكما تشقُّ مقدمة الزوارق
بناتِ الموج ماخراتٍ
على ظهر دجلة
أغيب بالزحام
فأبكي ضاحكا ورائي

بابل- الأربعاء
‏18‏/01‏/2023‏ 09:58:27 م

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...