عبدالعزيز فهمي - في التماهي والانزياح....

1
وجودك طبق مستدير
يدور في فراغك
يُلقي بك في الخواء
لذا لا تحب...
كما تحب
لا تكره...
كما يكرهونك
عش لحظتك
بهدوء الحجر...
إنْ مر بجانبك الماء
ارتوِ
ثم ارتو
لا تعشق السراب
الذي يذرفه العطش على فساتين الرمال
كي تولد من جديد
أنتَ
أو
أنتَ
كما أنتَ
فقط...

2
ماذا يشدك بالريح...؟
أنت اليوم تفاحة
وغدا سنجاب
كيف تقنع الشجرة
أن سقوط الثمار ليس عقوقا
كيف تخبر الظل
أنه محض ظل
كي لا يتوهم أنه أنت
فينفيك منك
فيه...؟؟؟

3
كلما طلب مني غودو
أن أنتظره
لا يأتي...
هو ممثل كبير
أنا متفرج بليد
لا أتقن سوى التصفيق
فهمت عبث الزمن
أم لم أفهمه...
بليد كالسكر
في كأس شاي بارد
بليد كبلبل
كلما رأى صائدا غرد...

4
أحدثك بلغة الطيور
صباحا
بلغة الوحوش
ليلا
لأن لغة الإنس
لا تجدي
ولا تنفع
هي كاذبة كقصيدة الغزل
منافقة كقصيدة المدح
حربائية كقصيدة الرثاء
وهي مجنونة كقصيدة النثر الحالية....

5
عيناك
برق ومطر
حين تُغمضان
يُغرد الموج في المحيط
يرقص شطك على الأبيض
يبسم النبض في شرايين البلد
يتزوج مائي ملحَك
حين وشمتِ دمعتك سؤالا على الرمل
كبُر البحر في كفي
انفتح السؤال عني
وعنك
فأينك...؟
كي تتفتح شقائق النعمان
في عينيك
يلتقي شمال الروح بجنوب الأمل
في بسمتك
يصافح كف الشروق وجنة الغروب
مع طلتك...

6
القطار الذي جاء بك
لماذا ذهب مسرعا وأخذك...؟
لم يتكلم كعادته
لم يُصافح الأرصفة
القطار الذي جاء بك
مر دون أنْ أركبَه
ظناً أن لا أحدَ بالورد انتظر
فأسرع الخطى
ترك خلفه ظلك...
شال أسود يتطاير
نصف قبلة
لمسات أشعلت في الغيم
رعدا وبرقا
أين كأس الشاي الذي رشفنا منه
أين النظرات الحبلى
أين مقعد الحديقة والمعطف
وأين الكلمات الخجولة
التي تنط من شفتيك كالندى على زهرة...؟؟؟
القطار الذي جاء بك
الذي ذهب بك
أينه...؟؟
عزيز فهمي/كندا
التفاعلات: الكبير امجيديل

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...