مصطفى معروفي - أقمشة ملوّنة

حتى الريحُ لها أن تستيقظَ
لتُهرِّبَ سمعتها نحو الغابةِ
حتى الطرقات إذا امتدتْ
يمكنها الصبرُ
لكي تبصرَ قافلة العشبِ
وفوق هوادجها
أحجارٌ تصهل في
وجهِ غيومٍ عابرةٍ
ـ
لا نجمَ اليوم سيحضن سمْتكَ
قبل شرود الأرضِ
ولا يدَ تملكها قادرة أن
تفتح جرحك للعالمِ
وتؤثث هذا الليلَ بها...
غيرَ فراغك لاتشربْ شيئاً
كن رجلا
يقرأ غيمتَهُ
ينسى بين الفينة والأخرى
أن له صعلكةً
أعمق من سفح تحرسه حدأةْ
ـ
أعرفُ كيف يكون جنون الماء
وكيف الشوق يلين
فتسطع قريتنا الملقاةُ جوارَ جدارٍ
سمَّوْه حمأَ الأوقاتِ
سأبدأ عرسي من شجر القولِ
إلى قلبِ الشرُفاتِ
أنادي الغزلان بأحلى الشبُهاتِ
وحينئذٍ
سأقيس نموَّ أصيْصِ الوردِ
بصوت صَرِيرِ العتبةْ.
ـ
نخْلي في الريح يسافرُ
يعبر فاكهة اللؤلؤ
وينام بلا جزَعٍ
تحت غيوم المدن القُزَحيّةْ
ـ
إنْ شمَخ الظلُّ على
ساقِ جِدارٍ
واستبسلَ
كنت له حِرْزا يدرأُ عنه
عين المطر المتلهّبْ.
ـــــــــ
مسك الختام:
أيُّ فلْـــــسٍ جاء سُحْتاً
سوف يمضي مثلما جَا
بئسَ ممشـــــاهُ صعوداً
وانحـــداراُ واعْـوِجاجا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...