جبّار الكوّاز - عن ريّانٍ آخر..

واذ قال (ريّانُ) لأبيه
وهو يراه يبكي:
ياأبتِ
أرأيتَ الأرضَ جبّا
والفضا دارَ ملوك؟!
لم تكن نجمةُ داود توميء لي
ساهرة فوق رأسي
فالافقُ مائلٌ حزينٌ
واشجارُ أهلي
هزّهها الخوفُ
فسّاقطتْ منها دموعُ أمهاتنا
حرزا للمغدورين.
يا أبتِ
أُعدُّ أيامي
عراقا عراقا
شاما شاما
يمنا يمنا
فكأنها أيامٌ لاهثةٌ
في تنور
الكتب الاولى
أو
في الكتبِ الصفرِ
حين باعَها الوراقون
لمّا (بغدادُ) آحترقتْ تحت خطى
هلالٍ معقوفٍ
وصراخِ أحفادِ
(ياجوج وماجوج) وروث دبابات (اليانكي)
ومصائد إخوتنا الاعداء
وهم يحفرون جبّا جديدا لنا
جبّا لأطفالٍ قتلَهم الحصارُ
وجبّا لأطفالٍ قتلَهم تنينُ النار.
وجبّا آخرَ ينتظر
ظنّا
جديدا في الألفيّة القادمة
بعد أن سقطتْ اسنانُه الدائميةُ
بضربة من قبضة(هِرَقلَ)
المتباهي بخيلائه أمام جنودِه العميان
فمَنْ علّم الاطفال حفر الآبارَ؟
أمزيد من قتلى خطب الهواء
في (الباب الشرقي)؟!
و
(بلادُ الموتِ
أوطاني
من طنجه لياباني
لسانُ الخوفِ يجمعُنا
بيعقوبٍ وصلبانِ)
و(ريّان)
مازال في رحم أمّه ينسجُ جبَّ
أمّةٍ تداركها اللهُ
بالجهلِ
والبهتانِ
فيا أبتِ
أغرفْ صلصالَكَ
وآعجنْه
بعظام الهدهدِ والبومِ.
وآحفظه صورا في جلدِ الأفعى
بعقابيلِ
الحلمِ المكلومِ
ما زالت أدعيةُ الماضي
ترقصُ في دلو الناعور.
وأقول
انا (ريّان)
العالق في جناح رمال( بنو الأخضر)
مازالتْ أكفانُ قتلى(البسوس)
ضبابا
وجرحي مملكة للدودِ
فياأبتِ
لا تبكِ
فجُبًّ الغفلةِ
والنهزةِ
والقصدِ.
وجبِّ النسيان
ما زال حديثَ الخصيان
امّا
موعد أكل النون
في مائدة
الخلّان
فمنشور في لائحة القتلى
وفي صحف الغد من غير رياءٍ
وظنون

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...