محمد عمار شعابنية - الجَـدْبُ.. شعر

هـلْ في الخريـطـة بسْمة لصباحِهــا = ونَضَـارةٌ هــيَ بَــلـْـسَــم لجـراحِـهــا
ويـدٌ تلامسُ كـَفـُّهــا تـفـّاحـــــــــــــة ً = تـجـري ميـاهُ الـوجْـد في تفـّاحِـــهــا
نـشـْوانـةً كـفـَــراشــةٍ حـطـَّتْ علــي = وَتَـرٍ فـَدَنـْدنَ فـي مَـقـامِ جـنــاحِـهــا
تلك الفراشـة كمْ زهــور تحْـتـــهــــا = ضحكتْ لها وتـفـتـّحـتْ بلقـًاحِـــهـــا
تلك الفراشــة لم يَعُــدْ لــي مــوْعـــدٌ = مـعَهـا يُذيـبُ الرّوحَ فــي أفــراحِهـا
أين اختفت؟..لا الـورد يرْسم ظِلـَّهـا = لا الضـَّوءُ يعكس صورة لِوشـاحِهـا
لا حوْلَ لـي كيْ أحـتـفـي بغـُـدوّهـــا = بعْــد الغياب وأكتــوي برواحِــهــــــا
لا شمسَ ألــمُسهــا بكفـّي إنمــــــــا = لي مـُهْــرةٌ أشـقى لـكبْح جـِمـاحِــهــا
لمّا تـعَـذرَ صـدُّهـــا وتـصـاعــــدتْ = مـثل الـدّخـان تـَوَدّ هَجـْرَ مَـراحِـها
أطفـأتُ مصباحـي وهِـمـتُ بنـجمة = تُخْـفي زيوتَ الضّوْء في مصباحِها
راودتهـا عن نفسهـا فـتـمـنـّعـــتْ = فعَـلِقـتُ بين غـنـائهـا ونـواحِـهـــا
لم أدْر،بلْ أدري مُـحِقـٌّا أنـّنـــــــي = سأصير تِيـنـًا في رؤوسِ رماحِها
هـي حالــة ممّـا يُــؤَرّقــنــي وكَــــمْ = يتمنــّع الإغماض عـن إيــضـاحِـهــا
هــي حالـة وأنا الخبـيـر بحـالــتــــي = أشقـىَ بهـا فـي سجْـنِـهـا وسَراحِـهــا
لكأنـــنـي صـَدْرٌ لأوْجـــاع الــــورى = استنشق الأنفاسَ مــن أتـراحِــهــــــا
هلْ حِكْمـــةٌ تـُرجى أمْ أنّ لـُغاتـِنـــــا = لا فـَرق بيـن صـَوابـها ومُـزاحِهـــــا
مليونُ مسألـة تـُفلـْسِــفُ فـكـرَهـــا = مـا عـاد إفـلاطـونُ مِـن شـُرّاحِـهــا
وأنا أُديرُ الأرضَ فـوْق أصـابـعـــي = أستقرِئُ الإحـداثَ فـي ألـــــواحِهــــا
لأرى الجـبـال تمُـرّ مسرعــةً كـمـــا = سحُب ٌ.. تطيل البحثَ عن وضّاحِها
وضّاحُها !.. في حانة مـُكتظّـــــــــةٍ = لهُ نـُسخةٌ في الجيْبِ من مِـفـتاحِــهــا
يـا دارَ ليلــى !.. ما لِليلــى كـُلـّمـا اكْـ = ـتَـحَلـَتْ تـهيّـأ عـابـرٌ لِـسِـفـَاحِـهــــا؟
تـَحْيـَى بلاد "الشّاقِ" جـمـهـوريّــــــةً = للـ " وَاقِ"فيهـا دوْلــــة لـنـُباحِـهــــــا
تحيَى الحرائق والمشانق والصّــــــوَا = ـعـقُ تحتفي بالمـوْت فـي أتـراحِهــــا
فأرى المـدائـــن في طريـقي تحتمـي = بخرابِهــا مـسـكونــة ًبـنــــوَاحِــهـــا
تـغـتـالهـا أيــدٍ أضـاعــتــهــا وفـــــي = عَـنـَـتٍ تـٌطاعِــن نفـْسََهــا بســلاحِهـا
فـي أيّ غـَرْب تحـتـفـي بــي قــريــةٌ = مُــدَّتْ يــدِي دَهـــرًا إلى سـيّاحِهــــا
فـي أيّ شــرق لــي غــمـام طــائــــرٌ = وغـمـامتـي جـفـّتْ عيـونُ قـَراحهـــا
لم تـرْشف الصحراء أكـْؤُسَــها ومـا = شرِبتْ سهـُـول الرّوح من أقـْداحِهـــا
تجري الريـاح وراءهــا فـتـسُـوقهــا = نحْـو التلاشـي فـي سِــبــاق رياحِهــا
تلك اللــوّاقــحُ إذْ تــمـرّ عـقـيـمــــــةً = فلقــدْ ترَاءى الجَـدْبَ فـــوْق لِقــاحِهـا.


محمد عمار شعابنية
المتلوي/ تونس في 1 مارس 2018

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...