تماضر الطاهر - عُدتُ...

ﻭﻋﻠﻰ ﺳﺎﺣﺎﺗﻪ ﺍﻟﺨﻀﺮ ﺟﻠﺴﺖُ
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺴﺠﻊ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﺣﻤﺎﻣﺔْ
ﻧﺠﻤﺔ ﻣﻦ ﺧﻮﻓﻬﺎ ﺃﻓﻠﺖ ﻭﻟﺴﺖُ
ﻣﻌﺪﻥ ﻟﻠﺤﺰﻥ تصهره ﺍﻟﻤﻼﻣﺔ
ﻓﻲ ﺣﻮﺍﺷﻲ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﻻ ﺃﺣﻤﻞ ﺇﻻ
مقطعاً أرجوه ﻣﻦ ﺃﺣﻠﻰ ﻛﻼﻣﻪ
ﺗﺎﺑﻊ ﻛﻨﺖ ﺃﺻﻠﻲ ﻓﻲ مداري
ﺑﻴﻨﻤﺎ الأذان ﻣﻦ ﺷﺠﻮﻱ
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺪﻣﻊ ﺍﻹﻗﺎﻣﺔ
ﻛﻞ ﻟﻮﻥ أﺧﻀﺮ ﻫﻮ ﻗِﺒﻠﺘﻲ
ﻭﺟﻬﺖ ﻭﺟﻬﻲ ﻟﻠﺬﻱ
ﺟﻨﺎﺗﻪ ﺗﺆﺗﻰ بباب الاﺑﺘﺴﺎﻣﺔ
،
ثم عدتُ
ولا أعرف كيف طاوعتني خطواتي على العودة
بعد أن تنعمت بالمسير صعوداً واستواءً ونزولاً على دروب.. حفظت في باطنها الأثر الشريف، ثم تزاحمت الآثار من بعد بجوارها لعقود من الزمان لتنال من شرف التلامس ما تيسر.
عدتُ بمشاعر معلقة بين السعادة والحزن، وقلب أثقلته فكرة العودة وأنهكه حملها وكأنه لم يكن يحمل تلك الأطنان من الوساوس والهموم والأوزار والقسوة.
عدتُ وكلي يقين بأن المحبة تجلو كل صدأ.
عدتُ ورئتي ممتلئة بعطر المكان وعبق ما تشبع به الهواء من أنفاس كريمة، أحبسه وأخشى عليه من فعل الزفير.
عدتُ وقد كنت بالأمس أنشدُ:
قلب المشوق ملوعٌ وغرامه
قيد الضلوع
تلفه أوهامه
أحلامه عبثاً تمازح صحوه
بالروح جاد
ولم يفز بمرامه
أو كلما ضج الحنين لشرقه
استعر الفؤاد
وما انطفى إضرامه!!!!
ركب البشارة
للحجاز أمامه
يمضي يبعثر بالدروب ركامه
فمتى لبغيته
يسير مهللاً
(هذا الطريق
وهذه أعلامه)
فالصدق للآمال خير مطيةٍ
واليسر من بعد العسير تمامه
ما ثم أمنية تعز وخلفها
عزمٌ تصيد المعجزات سهامه
،
عدتُ أتجمل بآمال الرجوع ولعله قريب.
التفاعلات: أشرف السر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...