يعقوب المحرقي - كلثوم اغنيتي السرمدية

"باريس متناهية الصغر
لمحبين حبا متناه في عظمته"
جاك بريفيه - شاعر فرنسي
(1900 - 1977)



كان اسمه جورج واسمها بربارا
إلتقيا على السراط المستقيم ، ترنما بالكلمات ،
لحنها موستاكي وقاسمته حنطتها بربارا ،
غنيا معا .
بعد زمن هرول خلف مايو الثامن بعدالستين انقضت ، رفلت باريس بالعرس
وتخضبت بحناء الثورة وليلك الصبا ،
وزعفران التمرد .
برهة وقت مضت كذبالة شمعة تخاتل الكرى ،
وتغذي الخيال .
باريس تغني حرية موستاكي واصدقاءجورج ،
بينهم صبية ترويها أغانيه ،
هامت باللغة وكان جورج قاموسها ،
وباريس كراسة ربيعها ، ومحبرة قلمها
جاءت من ارخبيل يتباهى ببحرين :
مالح للؤلؤ والسمك وحلو للطيبين
في سامقات النخيل ،
كانت زهرة على عالي الجبل ،
وحمرة خجل على خدالغزالة .
ولدت في أحضان الأمل والتوق الى نور الحرية وشروق المعرفة ،
شربت مع الأغانى لغة موليير ،
كانت خطواتها الأولى كعصفور وجد كنزا من الحبوب فطار يغني لكل حبة اغنية بلون متفرد زاه ، قيثاره السحب البيضاء وقطرات المطر .
شربت كلثوم عسل الكلام مغسولا بماء السين ،
وغنت مع الماء بلغة الشجر .
أغاني موستاكي درسها الأول كلماتها مفاتيح سفرها ، وشفرة محبتها .
غنى موستاكي بربارا على ايقاع المساء :
"لا انتظرك على طرف خط مستقيم
أعرف بانه يجب ايضا الإلتفاف
و رؤية الأيام تمضي ثم تمضي
دون مجيء ما يطفيء عجالتنا
تمطر لديك ، وعندي الشمس كما الرصاص
متى سنستطيع أخيرا تزويج فصولنا
متى سيمكننا معا العودة إلى البيت
لدينا الوقت ولكن لماذا طويل جدا ؟
على ثيابي أحيانا آثار غبار
وعطر ذابل من حب عابر
من جعلوا وحدتي أكثر خفة
في فجر ليالي البيضاء و المنعزلة ،
وانت حبي الجميل ،
قولي لي إذا ثمة رجال
جعلوا الحياة اقل رتابة
من ساعدوك على تحمل الشتاء
بعد الخريف والصمت العنيد للتليفون.
سنروي لبعضنا انتصاراتنا ،
اعيادنا ولكن كيف نعترف
بكل هزائمنا
القلق الذي يتلبسنا
القلق الذي يراقبنا
ويتشبث بكل فكرة وكل حركة
أعرف بأنك ستكونين في طرف نهاية رحلاتي ،
أعرف بأنك ستعودين رغم
كل الإلتفافات .
سننام معا ونمارس الحب
في عالم أعيد خلقه على صورتنا ".

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...