عبدالكريم الناعم - أنا فصل ذاتي

• على غُصُنِ القلبِ
أعلى اشتعالِ البراعمِ
قامَ عريفُ الطّيورِ
وقالَ لِأَوَّلِ مَنْ هَلَّ فيهِ الضّياءُ :
" أَهَلْ عِندَكَ العِلْمُ
عمّا بِحالِ الطّيورِ ؟
اقْتربْ
إنْ عَرفْتَ تصيرُ عريفاً
وَتَسْكنُ قَصري "،
تَمَقَّلَهُ مَنْ تَدَفَّقَ فيهِ الضّياءُ
وشاهَدَ لَوْحَ جِدارَ السّريرةِ ،
أَلْقى عصاهُ إلى شَجْرةٍ
داهَمَ العُريُ أغصانَها
فَاكْتَسَتْ وَرَقاً
آنَ مَسَّ البلوغُ يباسَ التّنائي ،
وَدَقَّقَ أكثَرَ
غَلَّ وراءَ جدارِ الظّنونِ
وقالَ بِلُطْفِ ابْتداءِ الصّباحِ :
" انْتَبِهْ
تنامُ القصورُ وتَصحو
ولي مَسكنٌ لاينامُ
أنا قصْرُ ذاتي
مدينةُ كَوْني
يَمرُّ بها العابرونَ وما يأْبهونَ ،
لقدْ أَخَذَتْهمْ شوارعُكَ المُعْلَناتُ ،
هنا
بي فضاءٌ
يَضيقُ بِأَصْغَرِهِ ماتراهُ العيونُ ،
المَجَرّاتُ أَصغرُ منهُ
فما حاجتي لِلقصورِ المَشيدَةِ
ليستْ تُضاءُ ؟!!
وما حاجتي أنْ أصيرَ وَلي شارَةٌ ؟!!
هاأنا شارتي،
دونَ إِرْثٍ ،
وخلْفَ الغواسِقِ تَتْرى
بهاءُ
ولا بأسَ أنْ أفتحَ البابَ
باباً من الرّمْزِ
في رمْزهِ بَوْحُهُ ،
هكذا الثّلجُ بالماء يُفْتَنُ
والماءُ ماءُ
من الطّيرِ
أوّلُها " البازُ"
كُنْهُ ،
فإنْ لمْ ...
فَكُنْ هُدْهُداً يَحمِلُ النّبأً المُنْتقى
مثلما حَقْلِ ألوانِهِ الزّاهياتِ
فما كلُّ هذا الطّيورِ سواءُ "
وراحَ إلى نَخْلةٍ يَسْتظلُّ
وسارتْ وراءَ خُطاهُ عصاهُ
فَشَفَّ الهواءُ
*******
أنا فَصْلُ ذاتي
وطائرُ روحي
وَغُصْنُ افْتتاني
فَنصفي خُلودٌ
ونِصفي
هَباءُ

حمص 3/3/1998

تعليقات

لا توجد تعليقات.
ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) مطلوبة لاستخدام هذا الموقع. يجب عليك قبولها للاستمرار في استخدام الموقع. معرفة المزيد...