منذ الأمس والطفل يسعل ، في البداية لم نعر الأمر اهتماما ، وحين تواصل سعاله ذهبت إلى الصيدلية واشتريت الدواء ، نعطيه الجرعات المقررة بانتظام لكنه لم يتحسن .!
في هذه الليلة وبعد منتصف الليل تفاقم الأمر ، صار يسعل بقوة حتى يكاد السعال يقصم ظهره ، لا تمر دقائق دون أن يسعل حتى شحب صوته وأحمرت عينيه وشحب وجهه ، توقفنا عن كل شيء وأعطيناه كل اهتمامنا فهو طفلنا الوحيد .
قالت أمه :
- اتصل الان بالطبيب .
- لكن الوقت متأخر .
- الحالة طارئة وتستدعي الاتصال .
اتصلت بالطبيب وشرحت له حالة الطفل فقال :
- واضح أن لديه تحسس حاد في الحلق وأعلى الصدر ، ولابد من مضاد حيوي بجوار التوسيفان ، خذ ورقة وقلم وأكتب : كلامكس 400/ 57 .
وأضاف :
- هذا مضاد حيوي ممتاز اعطيه 5 مل بالصباح و5 مل بالمساء وواصلوا استخدام العلاج .
أخذت الورقة وغادرت البيت باحثا عن العلاج ، كل الصيدليات مغلقة في هذا الوقت ، وفي صيدلية المركز الطبي المجاور لنا قال الصيدلاني :
- للأسف هذا العلاج غير موجود ، ولكن البديل موجود وهو " أوجمين " نفس التركيبة .
- لا أريد العلاج نفسه .
هممت بالمغادرة فدوت غارة شنها طيران التحالف على مواقع قريبة منا .
قال الصيدلاني :
- هذا العلاج لن تجده هذه الأيام الا في صيدلية ابن حيان بالزبيري ، خذ الأوجمين فهو نفس التركيبة .
وأضاف :
- نحن في الليل والوضع طوارئ أمنية ، أين ستذهب الان ؟
كدت أعود إليه لكنني قررت مواصلة البحث عن العلاج حتى أجده .
بحثت في كل الشوارع المجاورة ولكن دون جدوى ، وفجأة أقبل نحوي طقم عسكري وتوقف بجواري قفز ثلاثة من المسلحين وأوقفوني ، صاح أحدهم من داخل :
- ما تفعل ذلحين في الشارع ؟
- ابحث عن علاج طفلي مريض والطبيب كتب لي هذا العلاج .
ناولته الورقة فأشار إليهم :
- فتشوه
فتشوني ولم يجدوا معي شيئا.
- بطاقتك
أعطيته بطاقتي .
- تلفونك
أعطيته هاتفي ، وحينها اتصلت الزوجة فأعاده لي :
- جاوب وأفتح السماعة.
جاوبت وفتحت السماعة .
صاحت في :
- لقيت العلاج الولد قتله السعال أين أنت ؟
- أبحث عن العلاج ما وجدته والطقم أوقفني .
- تمام خلهم يوصلوك لأقرب صيدلية فيها العلاج .
صاح في قائد الطقم :
- سنوصلك للبيت الوضع الان خطر .
أوصلوني إلى باب العمارة ومضوا .
عدت بدون العلاج ومن قرب الباب سمعت سعال الطفل فأحسست بالألم يجتاحني من جديد .
أتصلت بأمي واخبرتها بحال الطفل ، أشارت علينا بأن ندهن صدره ورقبته بزيت الزيتون والشحم ونغطيه جيدا ، دهنا صدره ورقبته وغطيناه جيدا فنام ، فرحنا لأنه تعافى لكن لم تمض دقائق حتى عاد الطفل للسعال ، سعال حاد مصحوب بأنين ، تبخرت فرحتنا وعدنا للقلق .
أنظر للطفل كأني مقيد لا أملك الا الدعاء ، لم أعد اتذكر هل تناولت العشاء أم لا ، أشعر بجوع ولكن ليس لدي شهية للطعام .
الزوجة تبدو ي غاية الفزع والخوف على الطفل ، وحين يتواصل سعاله الحاد تمسك بخناقي وتهزني بعنف :
- الولد سيموت ، تحرك .
أحاول تطمينها وفي داخلي خوف ورعب لا يعلمه الا الله :
- لا تخافي ولا تفزعي الولد هو مجرد سعال سينتهي قريبا ولن يحدث شيء باذن الله .
الوقت يمضي ببطء شديد . الساعة الان الثالثة صباحا .
ذهبت للوضوء والصلاة ، أتضرع إلى الله بأن يشفي ولدي .
بدأ سعاله يخف ومع آذان الفجر غادرت المنزل للصلاة في الجامع والبحث عن العلاج.
بعد الصلاة كان الصبح قد بدأ يتنفس أوقفت دراجة نارية وانطلقت إلى صيدلية ابن حيان ، أخذت العلاج وعدت إلى البيت.
أعطيته أول جرعة ، سعل بعدها عدة مرات ، ثم تباعدت مرات سعاله ، واصلنا العلاج فتوقف السعال ، ما عدا وقت النوم .
بعد ثلاثة أيام توقف السعال تماما وتعافى الطفل ، وحين عاد للعب والشغب ، شعرت حينها كأن جبلا قد انزاح عن صدري ، لقد ذهبت الأيام القاسية بكل ما فيها من مخاوف وسهر وهم .
بعد أيام من تعافي الطفل حدث ما لم يخطر لي على بال .. لقد توفي الطفل .!
****
في هذه الليلة وبعد منتصف الليل تفاقم الأمر ، صار يسعل بقوة حتى يكاد السعال يقصم ظهره ، لا تمر دقائق دون أن يسعل حتى شحب صوته وأحمرت عينيه وشحب وجهه ، توقفنا عن كل شيء وأعطيناه كل اهتمامنا فهو طفلنا الوحيد .
قالت أمه :
- اتصل الان بالطبيب .
- لكن الوقت متأخر .
- الحالة طارئة وتستدعي الاتصال .
اتصلت بالطبيب وشرحت له حالة الطفل فقال :
- واضح أن لديه تحسس حاد في الحلق وأعلى الصدر ، ولابد من مضاد حيوي بجوار التوسيفان ، خذ ورقة وقلم وأكتب : كلامكس 400/ 57 .
وأضاف :
- هذا مضاد حيوي ممتاز اعطيه 5 مل بالصباح و5 مل بالمساء وواصلوا استخدام العلاج .
أخذت الورقة وغادرت البيت باحثا عن العلاج ، كل الصيدليات مغلقة في هذا الوقت ، وفي صيدلية المركز الطبي المجاور لنا قال الصيدلاني :
- للأسف هذا العلاج غير موجود ، ولكن البديل موجود وهو " أوجمين " نفس التركيبة .
- لا أريد العلاج نفسه .
هممت بالمغادرة فدوت غارة شنها طيران التحالف على مواقع قريبة منا .
قال الصيدلاني :
- هذا العلاج لن تجده هذه الأيام الا في صيدلية ابن حيان بالزبيري ، خذ الأوجمين فهو نفس التركيبة .
وأضاف :
- نحن في الليل والوضع طوارئ أمنية ، أين ستذهب الان ؟
كدت أعود إليه لكنني قررت مواصلة البحث عن العلاج حتى أجده .
بحثت في كل الشوارع المجاورة ولكن دون جدوى ، وفجأة أقبل نحوي طقم عسكري وتوقف بجواري قفز ثلاثة من المسلحين وأوقفوني ، صاح أحدهم من داخل :
- ما تفعل ذلحين في الشارع ؟
- ابحث عن علاج طفلي مريض والطبيب كتب لي هذا العلاج .
ناولته الورقة فأشار إليهم :
- فتشوه
فتشوني ولم يجدوا معي شيئا.
- بطاقتك
أعطيته بطاقتي .
- تلفونك
أعطيته هاتفي ، وحينها اتصلت الزوجة فأعاده لي :
- جاوب وأفتح السماعة.
جاوبت وفتحت السماعة .
صاحت في :
- لقيت العلاج الولد قتله السعال أين أنت ؟
- أبحث عن العلاج ما وجدته والطقم أوقفني .
- تمام خلهم يوصلوك لأقرب صيدلية فيها العلاج .
صاح في قائد الطقم :
- سنوصلك للبيت الوضع الان خطر .
أوصلوني إلى باب العمارة ومضوا .
عدت بدون العلاج ومن قرب الباب سمعت سعال الطفل فأحسست بالألم يجتاحني من جديد .
أتصلت بأمي واخبرتها بحال الطفل ، أشارت علينا بأن ندهن صدره ورقبته بزيت الزيتون والشحم ونغطيه جيدا ، دهنا صدره ورقبته وغطيناه جيدا فنام ، فرحنا لأنه تعافى لكن لم تمض دقائق حتى عاد الطفل للسعال ، سعال حاد مصحوب بأنين ، تبخرت فرحتنا وعدنا للقلق .
أنظر للطفل كأني مقيد لا أملك الا الدعاء ، لم أعد اتذكر هل تناولت العشاء أم لا ، أشعر بجوع ولكن ليس لدي شهية للطعام .
الزوجة تبدو ي غاية الفزع والخوف على الطفل ، وحين يتواصل سعاله الحاد تمسك بخناقي وتهزني بعنف :
- الولد سيموت ، تحرك .
أحاول تطمينها وفي داخلي خوف ورعب لا يعلمه الا الله :
- لا تخافي ولا تفزعي الولد هو مجرد سعال سينتهي قريبا ولن يحدث شيء باذن الله .
الوقت يمضي ببطء شديد . الساعة الان الثالثة صباحا .
ذهبت للوضوء والصلاة ، أتضرع إلى الله بأن يشفي ولدي .
بدأ سعاله يخف ومع آذان الفجر غادرت المنزل للصلاة في الجامع والبحث عن العلاج.
بعد الصلاة كان الصبح قد بدأ يتنفس أوقفت دراجة نارية وانطلقت إلى صيدلية ابن حيان ، أخذت العلاج وعدت إلى البيت.
أعطيته أول جرعة ، سعل بعدها عدة مرات ، ثم تباعدت مرات سعاله ، واصلنا العلاج فتوقف السعال ، ما عدا وقت النوم .
بعد ثلاثة أيام توقف السعال تماما وتعافى الطفل ، وحين عاد للعب والشغب ، شعرت حينها كأن جبلا قد انزاح عن صدري ، لقد ذهبت الأيام القاسية بكل ما فيها من مخاوف وسهر وهم .
بعد أيام من تعافي الطفل حدث ما لم يخطر لي على بال .. لقد توفي الطفل .!
****