ليس خيالا
الثِّقْل الذى يُتلف سقف هذه البناية، رأس أبى الميْت
رأس نَشِط ، ولها جثة
الجثة فقدت ذبابها منذ بعيد
جثة تُخرِج، من كل جهة، مضادات للروح، لها رائحة آثمة
وتقسم جزيئات أكسيجين البيت ذكورا وإناثا
للذرات الأنثى جراحاتها
ولها أنين غير مسموع.
تلك تركتنا الإلزامية
حصّلناها دون أن نقدم طلب وراثة
جثةُ ( خضراء دِمَن)
يا عباد الله
افتونا فى شأن خضراء دِمَن كانت – فى البدء – لؤلؤة
ابتلعها نهرٌ، جانباه القذى
ثم لفظها، منذ قرون بعيدة، فتصرفت مثل أيّة كرة ثلج
حتى ران عليها القذى، وتمكنت من مسامها الأتربة
تلك خبيئتنا المقدسة
نخصص لها، عندنا، مكانا عليا
ونلعن عفنها - سرا
ونُلبِسها فى كل صباح حُلة جديدة نخفى بها قذاها وغبارها الكثيف دون أن يجرؤ واحدنا على المساس به أو التحدث حوله
وفى المساء نتهجد عند قدميها
ونلعق أصابعها التى تستطيع، بكفاءة نادرة، تدليك غدد العبودية فى أرواحنا
فى هذا الوسط المازوكي الخالص
يعشق الواحد إبرَ فِراشِه
وربما يصبح، دون أن يشعر، أحدَ أجزاء مشهد حداثى جلل
حيث تجد السوادات كأنهن الغرابيب
يتلقين، عبر ثقوب النوافذ، النظراتِ الأولى كتدخين سلبى
ويحاولن مقايضة النظرات التالية بأذكار الجيب، والكلمتين الخفيفتين على اللسان
وفى الصباح يغتسلن بماء حجازى، ويحفظن حمائمهن ،محصنة ، بثلاجات حجازية
وتجد موتى حقيقيين
يطلقون حمائمهم، ولا حرج
ولحاهم ولا حرج
وأصواتهم، ولا حرج
وبخورهم" "
فى محاولات جائعة للإنقضاض على أنفاس الصباح
بينما السقف الذى يُتلفه رأسُ أبى الميْتِ يريد أن ينقض
فلا أحد يقيمه
ولا يجرؤ أحد على المساس بالجثة لتنظيفها
أو الحديث حولها
وتوشك الأتربة أن تخنقها
ونوشك نحن أن نضيع فى بيداء.
-
___
يونيو 2015
الثِّقْل الذى يُتلف سقف هذه البناية، رأس أبى الميْت
رأس نَشِط ، ولها جثة
الجثة فقدت ذبابها منذ بعيد
جثة تُخرِج، من كل جهة، مضادات للروح، لها رائحة آثمة
وتقسم جزيئات أكسيجين البيت ذكورا وإناثا
للذرات الأنثى جراحاتها
ولها أنين غير مسموع.
تلك تركتنا الإلزامية
حصّلناها دون أن نقدم طلب وراثة
جثةُ ( خضراء دِمَن)
يا عباد الله
افتونا فى شأن خضراء دِمَن كانت – فى البدء – لؤلؤة
ابتلعها نهرٌ، جانباه القذى
ثم لفظها، منذ قرون بعيدة، فتصرفت مثل أيّة كرة ثلج
حتى ران عليها القذى، وتمكنت من مسامها الأتربة
تلك خبيئتنا المقدسة
نخصص لها، عندنا، مكانا عليا
ونلعن عفنها - سرا
ونُلبِسها فى كل صباح حُلة جديدة نخفى بها قذاها وغبارها الكثيف دون أن يجرؤ واحدنا على المساس به أو التحدث حوله
وفى المساء نتهجد عند قدميها
ونلعق أصابعها التى تستطيع، بكفاءة نادرة، تدليك غدد العبودية فى أرواحنا
فى هذا الوسط المازوكي الخالص
يعشق الواحد إبرَ فِراشِه
وربما يصبح، دون أن يشعر، أحدَ أجزاء مشهد حداثى جلل
حيث تجد السوادات كأنهن الغرابيب
يتلقين، عبر ثقوب النوافذ، النظراتِ الأولى كتدخين سلبى
ويحاولن مقايضة النظرات التالية بأذكار الجيب، والكلمتين الخفيفتين على اللسان
وفى الصباح يغتسلن بماء حجازى، ويحفظن حمائمهن ،محصنة ، بثلاجات حجازية
وتجد موتى حقيقيين
يطلقون حمائمهم، ولا حرج
ولحاهم ولا حرج
وأصواتهم، ولا حرج
وبخورهم" "
فى محاولات جائعة للإنقضاض على أنفاس الصباح
بينما السقف الذى يُتلفه رأسُ أبى الميْتِ يريد أن ينقض
فلا أحد يقيمه
ولا يجرؤ أحد على المساس بالجثة لتنظيفها
أو الحديث حولها
وتوشك الأتربة أن تخنقها
ونوشك نحن أن نضيع فى بيداء.
-
___
يونيو 2015