شهدان الغرباوي

بِحُكم العادة دَأَبتُ على تعاطيه كل صباح وعلى تركِه حتى الصباح التالي دون غَسل ربما كان ذلك لدواعي التذكر أو لاجترار لحظات البهجة اللذة النشوة صعود الرأس أو لأتشمم، من آن لآخر، وَقَار عطره البُني فنجان القهوة خليلي، ذو النكهة المذهلة أثيري الذي لا يُمكنني، بأمر الطبيب المزعج، تكرارَه في اليوم...
سلامٌ عليك يا مليكَ النشوةِ الأسمر يا أخا “حورس” وابن إيزيس على بياض نورك، وحقول الخس السماوية في يمينك السلام سيدي “منو” (*) وحقك، لا قسوة لدي في الحانة أنا آنست نارك فأينعت روحي للتو وكدتُ أسيلُ على ركبتيك كزجاجة الجعة بطرف المائدة كان من الممكن ساعتها أن أقول لك: اقترب فبفعل الاحتباس الحراري...
ولست الها ولكنك يا آدم ملء الدماغ حري أن تتخذ مسلكا نحو قيامة وان يكون آخر وان تكون ما بعد حداثية ربما وان تكون الجالسة بردهتها غواية وان تكون أرضية وان يكون لها لحم كلحمك وهيكل عظمي كهيكلك وأن يكون ثوبها من الأوراجانزا وان يكون لالون له او اخضر ربما وأن يكون ما تتلوه من آﻳﺎت : كهرباء لحاظك و...
هل أتاكَ حديثُ النهر يقول: أنا الجنوبيّ، صائغُ السُمرة أنا العارف بالخصب وبأمزجة نساء مصر من ماء ظهري، تكون الثمار والأناشيد العذارى، أطعمنني أسرارهن وتوضأن بتعديات أصابعي والثيِّبات تحمّمن بخطاياي المقدسة أقول لهن: في الصباح، تعالين كاشفاتٍ رؤوسكن وخُذْن من خُضرتي المُشربة بالزُرقة ما طاب لَكُن...
الثمانينية التى لم تبلغ سن اليأس بعد التى مات عنها حبيبها، فبقيت مراهقة فى كل مساء، تضع فنجانها الأبيض فى منتصف المنضدة البيضاوية تُقطّع أوراقا صغيرة وتكتب عليها أبجديتها العذراء ترصع الأوراق على مدار المنضدة ثم تنثر عليها السكر، وقطع الخبز الطازج وفى حنان العتمة توقد شموعها تلمس الفنجان بطرف...

هذا الملف

نصوص
5
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى