شهدان الغرباوى - هذا صليبك يا "ليليت"...

ثقيل أنت كموت الأحبة
ووفى ككلب
يا صليبى
جاثم على ظهرى منذ كنت أحبو، طفلة،بين مداخل غرف الجنة
ولأننى وضعت المسمار الحديدى فى ثقب مقبس الكهرباء، بدت لى سوأتى
فأخذتك وهبطت بك ميدان طلعت حرب
على كل حال أنا كنت طفلة إذ وضعت المقبس
لكنى لم أذكر أنى قد ألقيت بالألواح
ولا عبست فى وجه الأعمى
فلماذا تبقى جاثما فوق ظهري إلى أن يجد " إسرافيل" فرصة عمل مناسبة
صليبى
كريه وجهك
وكريهة رائحتك
وصوتك كريه كريه
أنا لا أطيق صوتك، حين تزعق فى أذنى الصغيرة: "تكثيرا أكثر أتعاب حبلك وولادتك، وبالأوجاع تلدين البنين، وإلى زوجك يكون اشتياقك، وهو يسود عليك"
هل تذكر إذ كنت أسير بك فى حى "الإبراهيمية"
وكان وقت انتظار مدفع الإفطار
هل بكى "محمد رفعت" وهو يقول : " واضربوهن"
وهل بكت أمى -فى قبرها- وهى تسمع قوله
وهل بكيت أنا بحرقة معهما حتى غرق شارع "لاجيتيه" بدموع حسرتنا
وأنت يا صليبى يا قميئا كثعبان أقرع
هل تذكر إذ واعدتنى -ساعتها-لتناول فنجان قهوتى على "كافيه"صغير بردهة "سجيل"
وكنت تضحك بتشف واضح
هل تذكر، إذ كنت أسير بك -يا كلبى الثقيل -على طريق الكورنيش
النوارس كانت غرابيب دامية، تلوث لي وجه الصباح
والبحر كان مرحاضا كبيرا
العشاق على المقاعد الرخامية بطول الكورنيش كانوا يتساقون كؤوسا من صديد
بائعو البهجة، كانوا قد سقطت وجوههم على بلاطات الرصيف
بضاعتهم، أصابها الركود التضخمى كوحدات سكنية كاملة التشطيب، و كأسماك فسدت على أخر النهار لارتفاع ثمنها
الكبد - يا صليبى- كان يعتصرنى وكان يوجه لى تحرشات صفيقة ،وينزع عن رأسى "إيشارب " الستر أمام العامة
العامة، كانوا ساهمين -كعادتهم- وقد طمست وجوههم
الغريب أن الجميع، لم يلمحوك فوق ظهري.

=======

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى