شهدان الغرباوى - غُرة رمضان..

"الكنكة" النحاسية الجميلة تتأخر عن موعدها قرابة الساعات التسع
تتأخر عن القابع على المنضدة الرخامية المقابلة
قدحُ القهوة الذى ينتظر على جمرة من النار لينال جرعته من النشوة والإمتلاء
منذ أدرك تأخرَها وهو فى حيرة (يضرب أخماسًا بأسداس)
-هل هى ناسية
هل أصبحت مخبّلة إلى هذا الحد
أم أنها تتدلل
تدللُها، لا يطيقه مثلي
قدح القهوة يرسل نظرات الحنين فى نهار رمضان الى الجميلة المعلقة على المشجب المقابل
ولأنه قدح
مجرد قدح
هو لا يعرف عدد السنين والحساب
يرسل النظرات للتى لا تبدو عليها إمارات تنبئ عن اقتراب الوصل، أو نية الحضور
ساعات تسع تمر على صدر المسكين مثل هرّاس الأسفلت ثقيلة وطويلة مثل دهر
لا يدرى بما يحاك له اليوم والأيام التالية
ساعات من الشوق لا يهدأ فيها ولا يصحو
حتى إذا ما أُذن لصلاة المغرب
وأقبلت الجميلة تتهادى، وتحمل فى قلبها ماء البهجة
ألفته، واقعا على جانبه، مغشيا عليه من الإعياء، فيما يشبه غيبوبة إنخفاض ضغط الدم
ولم يتحرك له ساكن
إلا أن إقتربت واستنشق
ترياق النشوة
والافاقة.

_______
2015


* من ديوان: يجلسن على المنضدة الرخامية/ كتاب القهوة.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى