شهدان الغرباوي - السجادة المستديرة..

يبدو أنك ستظلين هكذا
على سجادة مستديرة بالإسكندرية
تؤجرك الدفء لساعات معدودات
ثم تنسحب من تحتك فجأة
وتلقى بك على رصيف نظيف
تطلقين للفراغ شهقات حارة
وسائبة
وفى آخر الليل
تعودين
فى طريقك إلى مقبرتك العائلية
وحيدة ، ومضاءة بتلميحات المارة
وضحكاتهم على انتصاراتك الورقية
ليلى ، انتبهى
قلبك فى كفة وفى الكفة الأخرى أجسادهم
بين قلبك وأجسادهم برزخ ، لا يبغيان
أما مسألة الدفء فتعنيك وحدك
وأنت -يا أيها المرشوق فى صدر " ليلى" مثل سكين قديم
خليك هكذا صامتا وجميلا
ربما تصادف صدرا آخر ،ليس مشغولا بأمور الدفء
وفى لحظة كتلك
ربما تنحل عقدة من لسانك
وتبقى جميلا
وتبقين يا ليلى
عاكفة -كعادتك - على متابعة حبيبين على صخرة
يحاولان إشغال الرب باستخراج الطحالب
ليخطفا قبلة سريعة
تنتهى منهما فى السابعة مساء
وتنتهى فى حلقك بغصة
ثم يتركانك وينصرفان
لتكونى مجددا
وحدك.

___
1996

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى