أنت بريء، لعدم ثبوت التهمة
أنت لا تشبهُهم
وأشهد أنك ما كنت فيهم إذ ينفخون بالونات الغربة في وجه أنشودتي المدرسية
أو يتجاذبون ـ من نزق ـ جناحي (الباليرينا)
حيث صفّفتهما بعناية تليق ببياض صعودها
وما كنت فيهم إذ يُطيّرون مع البالونات حوارات تعلو قامتي قليلاً
أنت قذفتهم بعيداً جداً
وأسقطت كل...
(مقطع من قصيدة)
في الطابق العلويّ
الأبدية على الأرائك، حمراء
والنادل غائب مع الغائبين
دعك من “عرسان البحر”(1)، الغارقين في أنهار شراب تجري من تحت المناضد
حسبوني خَيَلان (2) تجلس إلى جوارك
فمسحوا ظلال جفنَيّ بـ(لايكاتهم) المائية
لا تُلقِ إليهم بالاً
ولندع الطابق العلويّ وشأنه
وندع “كاليثيا” (3)...
سوف تجدونها في الصندوق الأسود، ذي اللون البرتقالي
الصندوق المخبأ في علبة التليفون الأرضيّ على "الكومودينو" بجوار فراشي في غرفة نومي الأولى التي في بيت أمي
بيت أمي الكائن بالإسكندرية
سوف تجدون ذاكرتي في هيئة (ألو)
ومن بين (الألوهات) العديدة التي بالصندوق، تعرفونها بنكهتها
نكهة قهوة وسجائر...
لأجلِكِ
وكنتِ، تضعينني في علبةٍ مذهّبة وتباهين بها
على منضدة الصالون
أو تخبئين، من خجلٍ، خشونةَ شعري
دُكنتي
وأحزان الطفلة
تحت بياض بشرتك
لتذهبي بي في زياراتك العائلية.
لأجلك
وكنتِ تأتينني بلوزِكِ المُقشّر
في كيسٍ مليء بالثقوب
أقول يا جذري، ويا إشكاليتي البيضاء
لأجلك
وأنتِ لم تشهدي لي شتاءين...
ليس خيالا
الثِّقْل الذى يُتلف سقف هذه البناية، رأس أبى الميْت
رأس نَشِط ، ولها جثة
الجثة فقدت ذبابها منذ بعيد
جثة تُخرِج، من كل جهة، مضادات للروح، لها رائحة آثمة
وتقسم جزيئات أكسيجين البيت ذكورا وإناثا
للذرات الأنثى جراحاتها
ولها أنين غير مسموع.
تلك تركتنا الإلزامية
حصّلناها دون أن نقدم طلب...
سلامٌ عليك يا مليكَ النشوةِ الأسمر
يا أخا “حورس” وابن إيزيس
على بياض نورك، وحقول الخس السماوية في يمينك السلام سيدي “منو” (*)
وحقك، لا قسوة لدي
في الحانة أنا آنست نارك فأينعت روحي للتو
وكدتُ أسيلُ على ركبتيك كزجاجة الجعة بطرف المائدة
كان من الممكن ساعتها أن أقول لك:
اقترب
فبفعل الاحتباس الحراري...
ولست الها
ولكنك يا آدم ملء الدماغ
حري أن تتخذ مسلكا نحو قيامة
وان يكون آخر
وان تكون ما بعد حداثية ربما
وان تكون الجالسة بردهتها
غواية
وان تكون أرضية
وان يكون لها لحم كلحمك
وهيكل عظمي
كهيكلك
وأن يكون ثوبها من الأوراجانزا
وان يكون لالون له
او اخضر ربما
وأن يكون ما تتلوه من آﻳﺎت : كهرباء لحاظك
و...
هل أتاكَ حديثُ النهر
يقول:
أنا الجنوبيّ، صائغُ السُمرة
أنا العارف بالخصب وبأمزجة نساء مصر
من ماء ظهري، تكون الثمار والأناشيد
العذارى، أطعمنني أسرارهن
وتوضأن بتعديات أصابعي
والثيِّبات تحمّمن بخطاياي المقدسة
أقول لهن:
في الصباح، تعالين كاشفاتٍ رؤوسكن
وخُذْن من خُضرتي المُشربة بالزُرقة ما طاب لَكُن...
الثمانينية التى لم تبلغ سن اليأس بعد
التى مات عنها حبيبها، فبقيت مراهقة
فى كل مساء، تضع فنجانها الأبيض فى منتصف المنضدة البيضاوية
تُقطّع أوراقا صغيرة
وتكتب عليها أبجديتها العذراء
ترصع الأوراق على مدار المنضدة
ثم تنثر عليها السكر، وقطع الخبز الطازج
وفى حنان العتمة توقد شموعها
تلمس الفنجان بطرف...