شهدان الغرباوي - عندما أفقد ذاكرتي عام 2040

سوف تجدونها في الصندوق الأسود، ذي اللون البرتقالي
الصندوق المخبأ في علبة التليفون الأرضيّ على "الكومودينو" بجوار فراشي في غرفة نومي الأولى التي في بيت أمي
بيت أمي الكائن بالإسكندرية
سوف تجدون ذاكرتي في هيئة (ألو)
ومن بين (الألوهات) العديدة التي بالصندوق، تعرفونها بنكهتها
نكهة قهوة وسجائر
يخالطهما عطر رجل
(ألو)
لا هادئة ولا هائجة
عوانٌ بين ذلك
لها نبرة اشتياق عاقل
يعلو هامتَها وعدُ حقٍ بفردوسٍ قريب
(ألو)
ذكورية
ذكورية جداً
باذخة الذكورة
تحسبها النفوسُ سِحراً مبيناً
ينتاب المرءَ لمرورها ما ينتابه إذ تُنَزِّل فيروز على قلبه قولها
"الهوى لَحْظُ شآميةٍ رَقّ حتى قُلْتَه نَفَدا نفدا"
أو إذ يدبّ في أعصابه إيقاعُ "محمد رفعت" حال صعوده ضِمن أذان المغرب في يوم من أيام رمضان عبر طبقات الجو العليا
أو حال دخوله متطهراً الى بَهو تسجيل نادر لمفتتح سورة (البروج)
(ألو)
يتوقف أمام جلالها الزمن، في تكسيرٍ للقوانين العلمية، متأملاً أثر الرحيق الخالص على حركته الفيزيقية
ستعرفونها بتوقّف الزمن منذ تسعينيات القرن الماضى وحتى عام 2040.

__________
- من ديوان: في مغطس واحد.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى